منذ 3 سنوات | صحف / الأنباء


سبع عشرة زيارة للرئيس المكلف سعد الحريري الى رئيس الجمهورية ميشال عون لم تكن كافية بعد لفتح الباب الحكومي الموصد أمام أي حل منذ خمسة أشهر. والخشية أن يأتي اللقاء الثامن عشر الإثنين المقبل بنتيجة اللانتيجة، فيكون لبنان أمام المنزلق النهائي الى هاوية الفوضى. وهي الفوضى التي لا ينفك يحذر منها رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط الذي دعا مجددا أمس الى تسوية، مؤكداًأ لا معنى لأي نقاش بلا حكومة.
الزيارة رقم 17 الى بعبدا كان سبقها تأكيد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أنه "من الضروري تغيير المقاربة في لبنان"، وأن "وقت إختبار المسؤولية يقترب من الإنتهاء، وسنحتاج في الأسابيع المقبلة بوضوح شديد إلى تغيير مقاربتنا ونهجنا".


في غضون ذلك كان أمين عام حزب الله حسن نصرالله يلوّح بضرورة إعادة النظر بالدستور بحديثه عن "حل دستوري دقيق يراعي التوازنات الطائفية" إذا ما فشلت كل الخيارات المطروحة حكومياً، وقد أضاف إليها طرحاً جديداً واضعاً إياه في وجه الرئيس المكلف بحديثه عن حكومة تكنوسياسية.


وفي سياق متصل أبلغت مصادر متابعة لزيارة وفد حزب الله الى موسكو جريدة "الأنباء الإلكترونية" أن وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف أبلغ الوفد أن "لبنان أمام فرصة أخيرة لن تتكرر، فإما أن تتشكل الحكومة في غضون أسبوع أو عشرة أيام على أبعد تقدير، وإما الذهاب الى الإنهيار".


وبحسب المصادر فإن لافروف قال للوفد "على اللبنانيين أن يختاروا؛ إما أن يعيدوا بناء دولتهم أو أن العالم سيتخلى عنهم، فتلك هي فرصتكم الأخيرة". وأفادت المصادر أن حزب الله نقل هذه الصورة الى الرئيس عون والنائب جبران باسيل الذي التقى الحاج وفيق صفا لهذه الغاية، وهو ما أدى إلى خروج عون في الخطاب التحذيري أول من أمس الذي حمل في طياته تهديداً مباشراً للحريري "إما أن تشكل الحكومة وفق شروطنا أو تفسح المجال أمام غيرك ليشكل الحكومة".


وتعتبر المصادر أن "ما كان غير متوقع لدى دوائر بعبدا الرد الصاعق للحريري بفرض معادلة الرجوع عن التكليف مقابل انتخابات رئاسية مبكرة. مع إرفاق هذا الرد برغبة صادقة للقاء الرئيس عون والطلب بتحديد موعد سريع لهذا اللقاء، وهو ما رسم واقعاً جديدًا جعل الأمور لا تذهب أبعد من ذلك". ولفتت المصادر الى أنه "بعد حصول اللقاء أمس تراجع سعر صرف الدولار في السوق السوداء الى 10700 ليرة، ما يؤكد أن أسباب ارتفاع سعر الصرف سياسية وليست مالية".


عضو اللقاء الديمقراطي النائب بلال عبدالله أكد في إتصال مع "الأنباء الإلكترونية" أنه "لو كانت أجواء اللقاء إيجابية لكانت مراسيم تشكيل الحكومة قد صدرت أمس ولم تؤجل الى الإثنين، ما يعني أن الأمور لا زالت تراوح مكانها، لكن التأجيل ليوم الإثنين ربما يكون من أجل إعطاء فرصة لاستكمال النقاش حول كيفية تمثيل كل الأطراف وحلحلة النقاط العالقة ومنها وزارة الداخلية"، مشيرا الى أن مجرد الزيارة تخفف الاحتقان، "لأننا رأينا قبل الزيارة كيف كانت الأمور، مزيد من صخب الشارع، التداعيات الأمنية الخطيرة جدا، وما جرى في بيروت وبعض المناطق مؤشر خطير جدا وما يزال البعض يتسلى".


وأشار عبدالله الى أن "الرئيس الحريري لا يزال يصر على حكومة من 18 وزيرا ومن دون ثلث معطل، وفي المقابل الرئيس عون يريد الثلث المعطل أو حكومة من 20 وزيرا". وأمل أن يكون اللقاء يوم الإثنين "محاولة لتدوير الزوايا من قبل الطرفين. فوزير بالزايد أو بالناقص لا يهم أمام الكارثة".


من جهته تحدث عضو تكتل لبنان القوي النائب ماريو عون لـ "الأنباء الإلكترونية" عن "فسحة أمل بعد التشنجات التي حصلت"، ورأى أن "زيارة الحريري الى بعبدا أعادت جوّا من التفاؤل ولو ضئيلاً". وكرر الدعوة الى "الاتفاق بين اللبنانيين لأن عدم الاتفاق سيجعل الوضع من سيء الى أسوأ"، وتحدث عن "ضغوط دولية روسية وفرنسية أعطت الرئيس المكلف جرعة "أوكسيجين" لكنها جعلته أكثر مرونة". وحول مسألة الثلث المعطل، أكد النائب عون أن معلوماته التي استقاها من مرجعيته السياسية هي "أننا كفريق سياسي غضينا الطرف عن الثلث المعطل، ولا أعتقد أن هناك ضحكا على الذقون".


عضو كتلة المستقبل النائب عثمان علم الدين رأى أن "فريق رئيس الجمهورية والتيار الوطني الحر لا يملكون أي حسّ وطني، ولو كان الأمر عكس ذلك لما سمحو أن تصل الأمور في عهدهم الى هذا الدرك . وأشار لـ "الأنباء الإلكترونية" الى أن "المعادلة كانت واضحة، إعتذار الرئيس المكلف يبدأ من إستقالة رئيس الجمهورية"، لافتا الى أن "مجلس النواب هو الذي إنتخب عون رئيسا للجمهورية وهو الذي كلف الحريري بتشكيل الحكومة". وأكد علم الدين أن "الحريري لن يتنازل عن حكومة من 18 وزيرا، فهو سيشكل الحكومة وفق المبادرة الفرنسية. وما قد يسمح به الحريري هو التداول بالحقائب والأسماء فقط".


أما موقف القوات اللبنانية فقد عبّر عنه عضو كتلة الجمهورية القوية النائب جوزيف إسحق الذي تمنى عبر "الأنباء الإلكترونية" أن "يؤدي لقاء بعبدا الى نتيجة إيجابية"، مستبعداً أن "تسمح الأكثرية الحاكمة لحكومة إختصاصيين في حال تشكلت بالعمل، لأن هناك نفسا سلبيا موجود لدى حزب الله والتيار الوطني الحر لا يبشر بالخير"، معتبرًا أنهم "لن يسمحوا بتشكيل حكومة، فالتجارب مع هذا الفريق غير مشجعة". ودعا إسحق الى مساندة مبادرة البطريرك مار بشارة بطرس الراعي والعمل على حياد لبنان.


أخبار متعلقة



جميع الحقوق محفوظة 2024