منذ 3 سنوات | لبنان / الشرق الأوسط

كتبت صحيفة " الشرق الأوسط " تقول : أكد "تيار المستقبل" أن الرئيس المكلف تشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة سعد ‏الحريري مصمم على تأليف حكومة مهمة من الاختصاصيين غير الحزبيين، ‏مؤيداً طروحات البطريرك الماروني بشارة الراعي لجهة الالتزام بتطبيق ‏الدستور واتفاق الطائف نصاً وروحاً، وتأييد "إعلان بعبدا" القاضي بنأي لبنان ‏بنفسه عن أزمات المنطقة، في وقت لا تزال فيه طروحات الراعي محل تجاذب ‏وانقسام سياسي في الداخل اللبناني‎.



واستأنف وفد من "تيار المستقبل"، برئاسة النائبة بهية الحريري، أمس، جولته ‏التي بدأها في الأسبوع الماضي على المرجعيات الدينية، بتكليف من الرئيس ‏الحريري، حيث زار الوفد البطريرك الراعي في بكركي. وقال النائب سمير ‏الجسر بعد اللقاء: "شددنا على يد غبطته للمبادرات والمساعي الحثيثة التي يبذلها ‏من أجل إيجاد حل للخروج من الأزمة السياسية، وصولاً إلى تأليف الحكومة‎".



وأضاف الجسر: "وضعنا الراعي في أجواء الجهود التي يبذلها الحريري ‏للإسراع في تشكيل الحكومة"، لافتاً إلى أن الوفد أطلع الراعي على نتائج ‏الاتصالات الخارجية التي يقوم بها الحريري "في سبيل خلق جو ملائم لدعم ‏نهوض لبنان غداة تأليف الحكومة‎".



وأكد الوفد للراعي أن الحريري "مصمم على تأليف حكومة مهمة من ‏الاختصاصيين غير الحزبيين المشهود لهم بالكفاءة والنجاح في حياتهم العملية"، ‏وأشار الجسر إلى أنهم أكدوا "للراعي أننا نضم صوتنا إلى صوته حول ‏ضرورة تأليف الحكومة اليوم قبل الغد‎".



وشدد الوفد على أن الرئيس المكلف "ملتزم بتطبيق الدستور واتفاق الطائف نصاً ‏وروحاً، خصوصاً ما ينص عليه الدستور لجهة حفظ حقوق اللبنانيين، مسيحيين ‏ومسلمين على حد سواء". كما أكد الوفد دعم "المستقبل" لـ"إعلان بعبدا كاملاً ‏الذي نص خاصة على تحييد لبنان عن سياسة المحاور والصراعات الإقليمية ‏والدولية، وتجنيبه الانعكاسات السلبية للتوترات والأزمات الإقليمية"، وذلك ‏‏"حرصاً على مصلحته العليا ووحدته الوطنية وسلمه الأهلي، ما عدا ما يتعلق ‏بواجب التزام قرارات الشرعية الدولية والإجماع العربي والقضية الفلسطينية ‏المحقة، بما في ذلك حق اللاجئين الفلسطينيين في العودة إلى أرضهم وديارهم، ‏وعدم توطينهم‎".‎



وأطلع الوفد البطريرك الماروني على نتائج جولة الحريري الخارجية على عدد ‏من الدول "وما لمسه من حماس لمساعدة لبنان فور تشكيل حكومة مهمة من ‏اختصاصيين غير حزبيين"، بحسب ما قاله الجسر الذي أشار إلى أنه في ‏موضوع تشكيل الحكومة "لا نقطع الأمل، ولا بد من أن تحل هذه القضية‎".



وتأتي جولة وفد "المستقبل" على المراجع الدينية في ظل تعثر في تشكيل ‏الحكومة اللبنانية، وتفاقم الأزمات السياسية والمعيشية والاقتصادية، وفي ظل ‏انقسام لبناني مستجد حول طروحات البطريرك الراعي بشأن "الحياد الناشط"، ‏وهي المبادرة التي طرحها في يوليو (تموز) الماضي، إضافة إلى دعوته لعقد ‏مؤتمر دولي للبنان برعاية الأمم المتحدة‎.



وتنقسم القوى السياسية حيال طروحات الراعي، فقد أعلن "المستقبل"، أمس، ‏على لسان نائب رئيسه النائب السابق مصطفى علوش، تأييد "التيار" لموقف ‏البطريرك حول الحياد، مضيفاً: "نحن لا نريد أن يبقى بلدنا منصة لإطلاق ‏الصواريخ". أما بالنسبة للمؤتمر الدولي، فقال علوش: "يجب أن نرى إذا كان ‏ممكناً، وما إذا كان سيؤدي إلى مزيد من الصراعات‎".



وفي حين أعلن "حزب الله" موقفاً رافضاً لطروحات الراعي بشأن الحياد ‏و"تدويل الأزمة"، وخرجت مسيرات في الضاحية الجنوبية لبيروت (ليل الأحد) ‏اعتراضاً على طروحات الراعي، لم تعلن "حركة أمل" التي يرأسها رئيس ‏البرلمان نبيه بري موقفاً حاسماً، ولو أن الموقف الذي أصدرته الحركة بعد ‏اجتماع مكتبها السياسي، أمس، يظهر تمايزاً عن المواقف الأخرى المؤيدة أو ‏المعارضة للطروحات البطريركية. فقد جدد "المكتب السياسي" في "أمل" ‏أمس "الدعوة الملحة إلى تجاوز المزايدات السياسية، وطرح الإشكالات ‏الدستورية والقانونية، والإسراع في إنجاز تشكيل الحكومة لمعالجة حالة الانهيار ‏الحتمي للوضع الاقتصادي والاجتماعي، وانعكاسه على الاستقرار الأمني الذي ‏لن يبقي لأي طرف حصة أو دوراً لتحقيق مصالحه الخاصة نتيجة هذا ‏الانهيار‎".

وأشار إلى أن أبرز تجليات الانهيار يتمثل في "الفلتان غير المسبوق في سعر ‏صرف الدولار مقابل الليرة اللبنانية، وتخطيه كل الحدود، وانعكاسه ارتفاعاً ‏جنونياً في الأسعار، بعيداً عن أي رقابة حقيقية تقوم بها الوزارات المعنية‎".



وعلى ضفة "التيار الوطني الحر"، تمايز التيار إلى حد بعيد عن أفرقاء ‏مسيحيين أعلنوا تأييدهم بالكامل لطروحات بكركي، إذ أشار النائب ماريو عون ‏إلى أن "تحرك بكركي يدل على فشل الطبقة السياسية في الاتفاق والوصول إلى ‏تشكيل حكومة للخروج من الوضع الشاذ الذي نعيش فيه". وقال في حديث ‏إذاعي إن "هذا الدور يجب ألا يكون كنسياً، بل للمرجعيات السياسية"، كاشفاً ‏عن شخصيات عدة في "التيار" ستزور بكركي في الأيام المقبلة‎.



وعن موضوع طرح المؤتمر الدولي، عد النائب عون أنه "يجب أن يكون هناك ‏حوار بين (حزب الله) وبكركي، وهذا الحوار هو سيد الموقف في المرحلة ‏المقبلة‎".‎


أخبار متعلقة



جميع الحقوق محفوظة 2024