منذ 3 سنوات | لبنان / نداء الوطن

كتبت صحيفة " نداء الوطن " تقول : قال رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري كلمته ولم يمشِ بل أكد عزمه على المضي قدماً في ‏التشكيل ولو بعد حين، فردّ رئيس الجمهورية ميشال عون عبر مكتبه الإعلامي ببيان مقتضب ‏مفسحاً المجال أمام رئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل للرد مفصلاً وبشكل مسهب ‏على الرئيس المكلف... والنتيجة تعطيل الحلول وإبقاء مبادرات الخارج أسيرة السجال ‏الرئاسي المستغرق في حرب بيانات وبيانات مضادة لن ينتج عنها سوى مزيد من تعميق ‏الأزمة وانسداد الأفق‎.

وفي خضمّ سوداوية المشهد اللبناني، واستشعار الرعاة الدوليين ارتفاع منسوب الكيدية ‏السياسية في البلد على حساب حسّ المسؤولية الوطنية المفقود، استرعت الانتباه خلال ‏الساعات الأخيرة "طحشة" روسية على ملف تأليف الحكومة من خلال المشاورات الهاتفية ‏التي أجراها المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط ودول أفريقيا، نائب وزير ‏الخارجية ميخائيل بوغدانوف مع كل من رئيس الحكومة المكلف ورئيس "الحزب التقدمي ‏الاشتراكي" وليد جنبلاط، عاكساً موقفاً متقدماً باتجاه تأكيد دعم موسكو للحريري على رأس ‏‏"حكومة المهمة" المنوي تأليفها، مقابل التحذير من مغبة استمرار باسيل بانتهاج "سياسة ‏تعطيلية تضرّ بمصلحة لبنان عموماً وبمصلحة المسيحيين خصوصاً‎".

وكانت مصادر ديبلوماسية روسية كشفت أنّ بوغدانوف "كان قد أبلغ صراحة كل من يعنيهم ‏الأمر في "التيار الوطني الحر" وعلى رأسهم الوزير السابق باسيل أنّ أداء "التيار" السياسي ‏غير ملائم بل هو يضر بمصالح اللبنانيين، والمسيحيين تحديداً"، مشيرةً إلى أنّ هذا الموقف ‏الروسي أتى "بعد سلسلة محاولات جرت من قبل مسؤولين في "التيار الوطني" طلباً لدعم ‏موسكو في موضوع الحصول على الثلث المعطل في الحكومة، لكنّ الجواب الروسي جاء ‏سلبياً بحيث أكد أنّ هذا الموضوع مرفوض داخلياً وخارجياً‎".

ونقلت المصادر الديبلوماسية أنّ "موفد التيار الوطني إلى موسكو سمع كلاماً واضحاً بهذا ‏المعنى، بحيث أكد له المسؤولون الروس أنّ "حزب الله" غير موافق على أن يحصل فريق ‏رئيس الجمهورية و"التيار الوطني" على حصة الثلث المعطل في الحكومة، فضلاً عن أنّ ‏وزير خارجية إيران محمد جواد ظريف، نفسه، كان قد عبّر عن هذا الموقف للجانب الروسي". ‏وأضافت: "موسكو ترى أنّ الحكومة المقبلة يجب أن تكون حكومة مهمة متوازنة برئاسة سعد ‏الحريري الذي يمثل أكبر كتلة سنية في البرلمان ونال أغلبية الأصوات النيابية في ‏الاستشارات النيابية الملزمة، فضلاً عن كونه يتمتع بتأييد داخلي ودولي لتولي هذه المهمة، ‏وبالتالي لا بد من مساعدته لتشكيل حكومة قادرة على الحصول على مساعدات دولية لإنقاذ ‏البلد‎".

وعلى المقلب الآخر، ترى مصادر سياسية أنّ عون والحريري "ليسا وحدهما من يعقّد الأزمة، ‏بل يتحمّل "حزب الله" أيضاً مسؤولية في عملية التعطيل باعتباره يتفرّج على الصراع ‏الرئاسي وكأنه يقول "فخّار يكسّر بعضو"، بينما هو يملك من المونة ما يخوله المساهمة بشكل ‏فاعل في تذليل العقبات أمام ولادة الحكومة"، مشيرةً إلى أنّ السؤال الذي بات يطرح نفسه بقوة ‏في أروقة الدوائر المعنية: "لماذا يبقي الحزب نفسه في خانة المتفرّج على الأزمة؟ فهل يرى ‏أنّ مصلحته تكمن في أن يكبر الخلاف الرئاسي أكثر طالما أنه لا يُصاب بأي أذى؟‎".

ومن هذا المنطلق، ذكّرت المصادر "بالنصائح التي تلقاها الحريري بعدم الرهان على أي ‏إمكانية للإنقاذ مع الطبقة الحاكمة، سواءً حين دعاه رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير ‏جعجع إلى أن يترك "التحالف الشيطاني" (بين "التيار الوطني" و"حزب الله") يشكل حكومته ‏بنفسه ويتحمل لوحده مسؤولية الانهيار الذي أوصل البلد إليه، أو عندما شدد جنبلاط على ‏وجوب عدم نحر البلد بأسره وترك عون ينتحر لوحده". وختمت: "الرئيس المكلف قدّم مرافعته ‏دفاعاً عن موقفه وقد يكون حقق نقاطاً بالشكل لكنه في المضمون لم يحقق أي تقدم، أما رئيس ‏الجمهورية فأصبح يتعامل مع الأزمة على أنها مسألة خلاف شخصي، غافلاً عن الخطر ‏المحدق بلبنان، وكأنه يقول مجدداً "يستطيع العالم أن يسحقني ولا يستطيع أن يحصل على ‏توقيعي"، في حين أنّ الشعب اللبناني هو من يُسحق بفضل سياسته، ومن حق اللبنانيين أن ‏يكون هناك تفاهم على تشكيل حكومة بقواعد جديدة تستطيع أن تقوم بعملية الإنقاذ فتشكل ‏رافعة للبلد وليس لمن يشكلها من القوى السياسية


أخبار متعلقة



جميع الحقوق محفوظة 2024