منذ 3 سنوات | لبنان / الديار

كتبت صحيفة "الديار" تقول: تتجه البلاد الى الانزلاق نحو مزيد من الانهيار في ظل تفاقم الازمة الاقتصادية والاجتماعية وتداعيات جائحة كورونا، وتزايد المخاطر الناجمة عن التهديدات والاعتداءات الاسرائيلية وعودة نشاط الخلايا الارهابية بعد ضبط الجيش اللبناني وتوقيف 18 ارهابيا تابعين لداعش في منطقة عرسال ومداهمته لاماكن ومنازل امس على ضوء الاعترافات الاولية لهؤلاء الارهابيين الذين كانوا يخططون لاعمال ارهابية.



وفي ظل هذا الوضع الخطير بقي الخلاف مستمرا حول تشكيل الحكومة، رغم كل المساعي الداخلية والخارجية المبذولة لحل هذه التعقيدات المستعصية.

وقد تسارعت وتوسعت رقعة هذه المساعي مؤخرا انطلاقا من المبادرة الفرنسية المحورية سعيا الى احداث ثغرة جدية في جدار الازمة الحكومية ومعالجة الخلافات التي حالت وتحول دون ولادة الحكومة.



وقال مصدر سياسي مطلع امس لـ"الديار" نقلا عن دوائر فرنسية معنية ان باريس حركت مؤخرا "موتور تحركها" بـقوة بدعم اميركي ودولي وبدور عربي وخليجي ملحوظ قد يساعد في دعم مبادرتها تلعبه مصر والامارات العربية المتحدة المكلفة القيام بمثل هذا الدور من دول الخليج لا سيما من السعودية التي ما زالت تفضل ان تنأى بنفسها عن المشاركة مباشرة باي تحرك في شأن لبنان.



وكشف المصدر انه علم من الدوائر الفرنسية يوم الجمعة الماضي ان باريس بصدد تحضير خارطة طريق لتحركها الجديد يأخذ بعين الاعتبار توسيع دائرة اتصالاتها الدولية بشأن لبنان وباتجاه عدد من الدول العربية والخليجية واستئناف الاتصالات مع المسؤولين اللبنانيين.



واضاف ان الرئيس ماكرون فاجأ هذه الدوائر باستعجال فتح التواصل المباشر مع المسؤولين والقيادات اللبنانية وطلب من مكتبه يوم السبت الماضي الاتصال بالرئيس عون الذي تحادث معه مطولا بشأن الوضع اللبناني ومسألة الحكومة والعقبات التي تواجه تواجه الاسراع بتشكيلها. كما اوعز لبعض معاونيه القيام باتصالات مع القيادات والاطراف اللبنانية بعد ان اجرى اتصالا غير معلن مع الرئيس الحريري.



واشار المصدر السياسي الى ان استعجال ماكرون للاتصال مع القيادات اللبنانية جاء في ضوء تفاقم الخلافات والسجالات العنيفة الاخيرة بين الرئيسين عون والحريري وبين المستقبل والتيار الوطني الحر.



وقال نقلا عن اجواء باريس ان ادارة الرئيس ماكرون في تحركها الجديد او المتجدد وضعت ضوابط معينة للتعجيل بتأليف الحكومة العتيدة حتى لو كانت "غير مكتملة الاوصاف"، آخذة بعين الاعتبار ان تتشكل من وزراء اختصاصيين غير حزبيين ويحظون في الوقت نفسه برضى الاطراف السياسية اللبنانية وبثقة وتطلعات الشعب اللبناني.



واوضح المصدر ان الفرنسيين يرون ان تأخر تشكيل الحكومة ناجم عن استمرار الخلافات الداخلية اللبنانية وان المسؤولية تقع على الجهات المعنية اللبنانية، ولذلك فان باريس تركز في تحركها الراهن على المقاربة بين خارطة الطريق التي رسمتها وبين حلحلة وتقريب وجهات النظر بين الاطراف اللبنانية. لكنها لن تتساهل مع استمرار العراقيل الداخلية وانها ستضع الجميع امام مسؤلياتهم وانها لا تملك عصى سحرية للحل اذا ما استمرت الخلافات الداخلية اللبنانية على هذا المنوال، مجددة التأكيد ان الحكومة والاصلاحات هما الوسيلة للحصول على اوكسجين الدعم المالي والسياسي والاقتصادي من الخارج.



وعلمت الديار ان هذا الموقف او الرسالة الفرنسية وصلت الى المعنيين في لبنان، خصوصا ان باريس ترغب في ان تثمر مبادرتها وتحركها الجديد في اسرع وقت ممكن.



وعلى الصعيد الداخلي علمت الديار ان المشهد المتعلق بازمة الحكومة لم يتغير وان الاجواء الخلافية بقيت على حالها بين الرئيسين عون والحريري، وانه لم يسجل اي تطور بعد بيان الرئيس بري واعلانه اصدام مبادرته بالثلث المعطل.



ونقلت مصادر مطلعة عن اجواء عين التينة بان رئيس المجلس قال ما عنده في بيانه الواضح، ولم يطرأ بعد ذلك اي تطور.



والبارز استئناف الرئيس الحريري جولاته باتجاه الخارج لا سيما بعض الدول التي دخلت على خط التحرك في شأن الملف اللبناني. وزار امس القاهرة والتقى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الذي اكد "حرص مصر على الحفاظ على قدرة الدولة اللبنانية بالمقام الاول، ولاخراج لبنان من الحالة التي يعاني منها حاليا من خلال قيام كافة القادة اللبنانيين باعلاء المصلحة الوطنية وتسوية الخلافات وتسريع جهود تشكيل حكومة مستقلة قادرة على التعامل مع التحديات الراهنة وصون مقدرات الشعب اللبناني ووحدة نسيجه الوطني".



وتمنى للحريري النجاح في تشكيل الحكومة الجديدة على نحو يلبي تطلعات الشعب اللبناني، معربا عن استعداد مصر تقديم كافة اوجه الدعم للبنان.



واشاد الحريري بجهود مصر الحثيثة لحشد الدعم الدولي للبنان على شتى الصعد.



وذكرت المعلومات ان الحريري بصدد زيارة الامارات العربية المتحدة مرة ثانية، وكذلك زيارة باريس.ولم تشأ مصادر الحريري على الحديث عن جدول تحركه لكنها اكدت ان تحركه يندرج في اطار ما كان اكده على السعي لتأمين الدعم والمساعدة للبنان وتوفير كل ما يمكن توفيره في هذا المجال.



وتلقى الرئيس بري امس رسالة من رئيس مجلس الشيوخ الفرنسي جيرارد لارشيه اشار فيها الى ان المرحلة الدقيقة التي يمر بها لبنان جراء الصعوبات الاقتصادية والصحية والاجتماعية والتي تترافق مع التوترات الاقليمية تتطلب توازنا بين تطلعات الاجيال الصاعدة والاصلاحات، منوها بالدور البارز الذي يضطلع به رئيس المجلس.



التصعيد الاسرائيلي ورد المقاومة

من جهة اخرى تصاعدت حدة التهديدات والاعتداءات الجوية الاسرائيلي بشكل خطير في الايام الاخيرة، قابلها بروز رد المقاومة التي اسقطت طائرة استطلاع للعدو الاثنين الماضي في الجنوب واستولت عليها، كما تصدت لطائرة مماثلة امس بنيران المضادات الارضية ما ادى الى اصابتها.



لكن الناطق باسم جيش العدو افيخاي ادرعي قال ان نيران المضادات الارضية اطلقت على الطائرة من دون اصابتها. ووصف ما كانت تقوم به انه في اطار "مهمتها كالمعتاد".



وياتي هذا الحادث بعد تحليق مكثف للطائرات الاستطلاعية الاسرائيلية طوال ليل وفجر امس فوق الضاحية الجنوبية وبعض المناطق المجاورة، وفي ظل الخروقات الجوية وتحليق الطيران الحربي للعدو فوق عدد من المناطق اللبنانية والجنوب حيث حلق امس على علو منخفض وقام بغارات وهمية فوق مناطق جنوبية.



في هذا الوقت برز مجددا تهديد المجموعات الارهابية بعد ان تمكن الجيش من كشف وتوقيف 18 ارهابيا ينتمون الى داعش منذ يومين في منطقة عرسال.



وفي ضوء التحقيقات واعترافات هؤلاء قام الجيش امس بحملة مداهمات لعدد من الاماكن والمنازل في عرسال. واكدت المصادر الامنية ان هؤلاء الارهابيين كانوا بصدد التخطيط والقيام بعمليات ارهابية، لكنها لم تكشف عن طبيعة هذه العمليات لا سيما ان التحقيقات وعمليات الرصد والتقصي مستمرة.



واكدت هذه المصادر ان الجيش والقوى الامنية الاخرى لم تتوقف عن القيام بمهامها الامنية في رصد وملاحقة الافراد والخلايا الارهابية، مشيرة الى ان هذه العمليات دائمة ومستمرة في اطار مكافحة الارهاب وحماية الامن والاستقرار في البلاد.



كورونا والفتح التدريجي

على صعيد آخر يتجه مجلس الوزراء الى قرار رفع الاقفال واعادة فتح البلاد الجزئي والتدريجي مع الحاجة في الوقت نفسه الى الاستمرار بالتشدد بسبب عدم احراز التقدم المطلوب من قرار الاقفال الاخير واستمرار تسجيل نسبة عالية من الاصابات في نتائج الفحوصات التي تجري تفوق 22 بالمئة عدا عن ارتفاع عدد الوفيات.



ووفقا للتوقعات كما عبر رئيس اللجنة العلمية لمكافحة كورونا الدكتور عبد الرحمن البزري امس فان الموازنة بين الضرورات الصحية والضغوط الاقتصادية والمعيشية فان يتوقع قرار الفتح التدريجي.



ويتوقع في هذا المجال اعادة فتح السوبرماركت والمحلات التجارية الغذائية والمصانع وبعض المؤسسات والمصارف بطاقة محدودة مع الالتزام المشدد بالشروط الوقائية. كما يتوقع ايضا اعادة الفتح التدريجي والعودة الى النظام المدمج في التعليم بتدابير معينة تحددها وزارة التربية لاحقا.



وكشف الدكتور البزري عن توصيتين امام مجلس الوزراء في هذا الصدد، ما يؤشر الى وجود تباين في الرأي حول هذا الموضوع يفترض ان يحسم به مجلس الوزراء او اللجنة الوزارية المختصة.



وفي شأن موضوع اللقاحات كشف البزري عن ان هناك اتجاها لتنويع اللقاحات بحيث تشمل انواعا اخرى غير لقاح فايزر المتوقع ان يحصل لبنان على الدفعة الاولى منه في غضون الايام المقبلة وفي ابعد حد في منتصف شباط الجـاري.



وقال ان من بين هذه اللقاحات لقاح استرازينيكا المتوقع ان يبدأ وصول اول دفعة منه في اواخر شباط او مطلع آذار.



ووصف الدراسة الاخيرة عن اللقاح الروسي سبوتنيك بانها ممتازة، مشيرا الى ان لبنان تسلم هذه الدراسة المفصلة. وقال ان اللقاح الروسي اصبح احتمالا عاليا جدا، مشيرا الى ان هناك رغبة روسية بالتعاون في هذا الصدد مع لبنان.



واعلنت وزارة الصحة امس عن وفاة 89 مواطنا بسبب كورونا، وهو اكبر عدد معلن حتى الآن، واصابة 3320 .


أخبار متعلقة



جميع الحقوق محفوظة 2024