منذ 3 سنوات | لبنان / الديار

كتبت صحيفة " الديار " تقول : على وقع استمرار "النار" تحت "الرماد" في طرابلس مع استمرار التحركات الاحتجاجية، وقطع ‏الطرقات في اكثر من منطقة حساسة في البلاد حيث تزداد المخاوف الامنية، لا يزال "كورونا" يفتك ‏باللبنانيين المهددين بامنهم الغذائي، حيث سيكون اول الغيث اليوم ارتفاع سعر ربطة الخبز الى ‏‏2500ليرة..وفيما حققت المقاومة انجازا تقنيا وعسكريا لافتا عبر "السيطرة" على "درون" اسرائيلية، ‏دخل رئيس المجلس النيابي نبيه بري على خط "السجال" الحكومي مقدما "جرعة" دعم لموقف رئيس ‏الحكومة المكلف سعد الحريري محملا رئيس الجمهورية ميشال عون مسؤولية التعطيل عبر اتهامه ‏بالاصرار على الثلث المعطل في الحكومة، وفيما ردت دوائر القصر الجمهوري بنفي التهمة والتمسك ‏بالمواقف المتصلبة ازاء تشكيل الحكومة، لفتت اوساط سياسية مطلعة "للديار" الى ان موقف بري ليس ‏‏"رسالة" من "الثنائي الشيعي" لرئيس الجمهورية، وموقفه غير منسق مع حزب الله الذي يواصل ‏اتصالاته التوفيقية بعيدا عن الاعلام..وفيما ينتظر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مؤشرات سعودية ‏ايجابية لتفعيل مبادرته وسط علامات استفهام حول تشدده مع ايران واحتمال تأثيرات مواقفه السلبية في ‏الملف النووي على "خارطة طريقه" اللبنانية.وفي هذا الإطار، لا تزال دعوة السفيرة الفرنسية آن غريو ‏التي زارت رئيس مجلس النواب نبيه بري في عين التينة، الى ضرورة تكثيف الجهود من أجل الإسراع ‏بتشكيل الحكومة كي يستطيع لبنان تجاوز الأزمات التي يعاني منها لا سيما الاقتصادية والمالية والصحية، ‏دون ترجمة عملية في ظل استمرار الهوة الكبيرة بين بعبدا وبيت الوسط.‏

بري "يكسر" الصمت ‏

واذا كانت بعض المصادر ترى في "انعاش" المبادرة الفرنسية امرا ايجابيا يمكن التعويل عليه،استبق ‏الرئيس بري زيارة السفيرة الفرنسية، ببيان لافت،تبنى فيه رواية الرئيس المكلف سعد الحريري الرافض ‏لاعطاء الثلث المعطل في الحكومة الى فريق العهد، اشار بري بعد فترة من "الصمت"الى إن العائق ‏ليس من الخارج بل من عندياتنا، وطالما الاتفاق أن تكون الحكومة من اختصاصيين، وأن لا ينتموا إلى ‏أحزاب أو حركات أو تيارات أو لأشخاص، بمعنى يكتفى بتسمية من هو لا ضدك ولا معك، فإن كتلة ‏التنمية والتحرير على سبيل المثال لا الحصر التزمت هذا المعيار فأقدمت على تسمية أسماء ليست لها ‏وليست ضدها، هذا المبدأ يسري على الجميع من دون استثناء، مثله مثل اختيار ذوي الاختصاص ‏والكفاءة، كل هذا حتى لا تكون الحكومة تابعة لغير مصلحة لبنان العامة. فحري أن لا يجوز لأحد على ‏الإطلاق الحصول على الثلث المعطل، وإلا لا قيمة للاختصاص ولا لوجود شركاء ولا لوجود حكومة يثق ‏بها الداخل والخارج، والحقيقة انطلاقا من هذا الفهم تقدمت للأفرقاء بمثل هذا الاقتراح كحل ينصف ‏الجميع وأولهم لبنان وتعطل للأسف عند مقاربة الثلث المعطل. وختم بالسؤال فهل نعقل ونتعظ؟ أو نبحث ‏عن وطننا في مقابر التاريخ؟ ولن أيأس وسأتابع.. ولم تتأخر مصادر تيار المستقبل عن دعم موقف بري ‏واشارت عبر "المستقبل ويب" الى ان الرئيس المكلف هو الذي اقترح اسماء من غير الحزبيين على ‏رئيس مجلس النواب الذي وافق عليها.‏

وفي رد مباشر على بيان رئيس مجلس النواب، اكد مكتب الإعلام في رئاسة الجمهورية ان الرئيس عون ‏لم يطالب بالثلث المعطل وحريص على ممارسة حقه في تسمية وزراء من ذوي الاختصاص والكفاءة ‏يكونون موضع ثقة في الداخل والخارج.فيما اعتبرت مصادر التيار الوطني الحر ان بري فضح ‏‏"اكاذيب" الحريري، عبر تأكيده انه هو من طرح اسماء الوزراء.‏



ماذا يريد بري؟ ‏

وفي هذا السياق، تشير اوساط سياسية مطلعة الى ان بري يريد ملاقاة التحرك الفرنسي بمحاولة لدفع ‏الرئاسة الاولى الى التراجع عن "شروطها" التي تعيق برأيه "الولادة" الحكومية بعدما تم تجاوز مخاوف ‏الرئيس المكلف الخارجية بعد خروج دونالد ترامب من البيت الابيض،وهو يريد زيادة منسوب الضغط ‏على الرئاسة الاولى في هذا التوقيت "الحرج" في "رسالة" الى الفرنسيين تقول لهم ان العقدة في قصر ‏بعبدا وليست في مكان آخر، وهو يريد اشعار الرئيس عون بانه "محاصر" سياسيا ولا يملك ترف الوقت ‏للاستمرار على "عناده"!. وفي هذا السياق، تؤكد تلك المصادر ان موقف بري ليس منسقا مع حزب الله ‏الذي لا يوافق على احراج حليفه علنا، ويعمل بعيدا عن الاعلام لمحاولة اعادة الثقة بين رئيس الجمهورية ‏والرئيس المكلف لانتاج صيغة حكومية قادرة على تحمل عبء المرحلة المقبلة.‏



‏ "الكيمياء" المفقودة ‏

في المقابل، لا تستغرب اوساط مقربة من بعبدا ما صدر عن رئيس المجلس النيابي، "فالكيمياء" مفقودة ‏بين الرئيسين ولا يحتاج الامر الى بيان كي تتظهر الازمة المكتومة بينهما، لكن توقيت صدور الموقف من ‏عين التينة "مؤذ" في السياسة لانه يحاول احراج الرئيس مع الفرنسيين، وتبرئة الرئيس المكلف من تهمة ‏التعطيل، وهذا الامر لن يؤثر على موقف الرئاسة الاولى التي لن تتراجع عن موقفها من "وحدة ‏المعايير"، واذا كان بري حريصا على تسهيل تشكيل الحكومة فعليه التخلي عن التمسك بوزارة المال ‏كخطوة عملية لتسهيل "الولادة"، لان استثناء هذه الوزارة من المداورة لا ينسجم مع الكلام عن تقديم ‏تنازلات..ووفقا لتلك الاوساط، لن يتراجع الرئيس عون عن موقفه مهما حاول البعض فرض حصار ‏سياسي عليه، ولن يتخلى عن صلاحياته، واي حلحلة مفترضة تقضي بتراجع الحريري عن "سقوفه" ‏المرتفعة والتشاور مع كافة الاطراف السياسية في البلاد، وتقديم تشكيلة جديدة تراعي موازين القوى ‏المحلية.‏

اين "العقدة" الحكومية؟ ‏

وقد بات الفرنسيون على اطلاع بان التشكيلة الحكومية لم تعد عالقة عند عقدة الثلث المعطل الذي يصر ‏الرئيس عون عليها من خلال زيادة عدد أعضاء الحكومة من 18 إلى 20 وزيرا فيتأمن وزير درزي من ‏حصة النائب طلال أرسلان ووزير كاثوليكي، او عند وزارتي العدل والداخلية، اوحتى الخلاف على تسمية ‏الوزراء المسيحيين، بل المشكلة في تسمية الرئيس الحريري تشكيل الحكومة، فرئيس الجمهورية لا يرغب ‏في التعاون معه ولا يراه مناسبا لقيادة عملية الاصلاح فيما تبقى من ولايته الرئاسية،لان من "جرب ‏مجرب كان عقله مخرب" كما تقول اوساط بعبدا.‏

باريس تنتظر الرياض ! ‏

وفي هذا السياق، تشير المعلومات الى ان الرئاسة الفرنسية لم تتحرك بعد باتجاه الرئيس المكلف سعد ‏الحريري الذي ينتظر موعدا لزيارة باريس، فيما يبقى احتمال استبدال الزيارة باتصال هاتفي من الرئاسة ‏الفرنسية، بسبب "كورونا" قائما، وتشير المعطيات الى ان "تزخيم" المبادرة الفرنسية ينتظر اجوبة ‏سعودية لم تتوافر بعد، بعدما نجح الرئيس ماكرون في فتح "قناة" اتصال مع المملكة لإعطاء مبادرته قوة ‏دفع عربية وتأمين نوع من المظلة الدولية والعربية، وترغب باريس بالحصول على موقف ايجابي من ‏الرياض حيال مسألتين، الاولى انهاء "الفيتو" المستمر على شخص الحريري الذي لا يزال غير مرضى ‏عنه في المملكة، والثانية دعم الحكومة الجديدة والتخلي عن شرط "نبذ" حزب الله.. وحتى الان لا اجوبة ‏سعودية ايجابية.‏



‏"تخبط" ماكرون ‏

وربطا بهذا الحراك الفرنسي باتجاه السعودية، تشير اوساط دبلوماسية في بيروت الى ان الرئيس الفرنسي ‏ايمانويل ماكرون "يتخبط" في ادارة الازمة اللبنانية، فهو يطلق تصريحات تغضب ايران في الملف ‏النووي لارضاء السعوديين عبر وضعهم على "طاولة" المفاوضات المفترضة، وهو ما لاقى رد فعل ‏ايرانيا رافضا وغاضبا، وهذا ما يطرح اكثر من علامة استفهام حول مقاربات ماكرون "المتعثرة" والتي ‏قد تؤدي الى سد منافذ الحلول في بيروت.‏



المقاومة وانجاز "الدرون"‏

في هذا الوقت، سجلت المقاومة انجازا جديدا عبر طائرة دائرة "درون" في خراج بلدة بليدا،واشار ‏الإعلام الحربي في المقاومة الإسلامية ان طائرة مسيرة تابعة للعدو الإسرائيلي اخترقت الأجواء اللبنانية ‏في خراج بلدة بليدا جنوب لبنان، تم اسقاطها، وباتت في عهدة مجاهدي المقاومة.‏



وفي هذا السياق، تشير اوساط مطلعة الى ان اهمية "الاستحواذ" على الدرون ترتبط بالقدرة التقنية العالية ‏المستوى لدى المقاومة في السيطرة الالكترونية على هذه الطائرة، والتحكم بها عبر منعها من العودة الى ‏الاراضي الفلسطينية المحتلة، اما اعراب الاسرائيليين عن عدم الخشية من تسرب المعلومات، فمجرد ‏تغطية على التفوق التقني للمقاومين الذين نجحوا قبل سنوات في اختراق تشفير طائرات الاستطلاع ‏المتطورة وكشف مسار عملية "شيطييت 13" في الانصارية، واليوم فان ما يقلق الاسرائيليين حجم ‏التطور التقني لدى حزب الله الذي لا يزال "لغزا" وسيشكل اكبر المفاجآت في اي حرب مقبلة.‏



‏ "نار" تحت "الرماد"! ‏

وفيما تتواصل التحركات في "الشارع" الطرابلسي مع استمرار قطع الطرق والتحركات "المنضبطة"، ‏تشير المعلومات الامنية الى ان "النار" لا تزال تحت "الرماد" في اكثر من منطقة والامور تحتاج الى ‏اكثر من متباعات امنية لوقف التدهور، خصوصا ان ثمة اكثر من جهة تحرك الشارع لاهداف مشبوهة... ‏في هذا الوقت تؤكد التحقيقات الاولية مشاركة"متشددين" اسلاميين في الفوضى المنظمة في المدينة، ‏ويجري الان التوسع في التحقيق، ووفقا للمعلومات، فمن شارك في احداث طرابلس مجموعات سبق ‏وشاركت في أعمال الشغب التي استهدفت الأملاك الخاصة والعامة في بيروت، وبات لدى الأجهزة ‏الامنية أدلة مثبتة حول الجهات التي تديرها وترعاها ماليا وسيصار الى ملاحقتها وتوقيفها. في المقابل، ‏تصر مصادر تيار المستقبل على اعتبار ما جرى في عاصمة الشمال، مخططا انقلابيا كان يسعى لدفع ‏الرئيس سعد الحريري للاعتذار، مشيرة الى انه لن يخضع لحملات الابتزاز والتهويل التي يمارسها ‏العهد.. ولفتت تلك الاوساط الى ان لدى الرئيس المكلف سلسلة من الملاحظات على التعيينات والتشكيلات ‏التي جرت أخيراً في المؤسسة العسكرية، تحديداً في الشمال، وهذا ما يفسر انتقاداته للجيش في كيفية ‏تعامله مع الاحداث هناك.‏



‏"كورونا" والامن الغذائي ‏

في هذا الوقت، لا تزال اعداد الوفيات في "كورونا" مرتفعة مع تسجيل 63حالة وفاة و2020 اصابة ‏جديدة، وفي هذا السياق دعا وزير الصحة في حكومة تصريف الاعمال حمد حسن المواطنين الى ضرورة ‏الالتزام بالحد الأقصى من السلوك الوقائي في هذا الأسبوع الثالث من الإغلاق العام، بهدف تحقيق ‏المؤشرات المطلوبة والتي يمكن البناء عليها للبدء بوضع خطة بالغة الجدية للخروج الآمن"، محذرا من ‏أن "لبنان في المرتبة الرابعة من التفشي وهي الأعلى في مراحل الخطر بحسب تصنيف منظمة الصحة ‏العالمية،وتوقع حسن أن "في حال الاستمرار بالاجراءات الوقائية المطلوبة، أن تبدأ السيطرة على التفشي ‏الواسع للوباء خلال الأسبوعين المقبلين"، لافتا إلى "ضرورة انخفاض نسبة إيجابية الفحوص التي تناهز ‏حاليا اثنتين وعشرين في المئة.. وفي انتظار ما ستوصي به لجنة كورونا في شأن تمديد الاقفال العام من ‏عدمه، حيث لا تزال الآراء منقسمة في اللجنة الوزارية حيال كيفية التعامل مع المرحلة المقبلة، حذرت ‏نقابة مستوردي المواد الغذائية من "نقص في المخزون الغذائي الى نحو النصف، او أكثر، خصوصاً ان ‏الفترة المطلوبة لإجراء الطلبيات الجديدة لشراء المواد الغذائية ووصول هذه السلع من مصدرها الى لبنان ‏تتطلب حوالي ثلاثة أشهر"، مناشدةً "المعنيين التنبّه الى هذه المخاطر"، ومطالبةً بـ "وضع خطة طارئة ‏بالتعاون معها لتدارك هذا الوضع والحفاظ على أمن اللبنانيين الغذائي، أي استمرار وجود مخزون غذائي ‏يكفي اللبنانيين لأكثر من ثلاثة أشهر. من جهته نفى وزير الاقتصاد في حكومة تصريف الاعمال راؤول ‏نعمة كل المعلومات حول رفع الدعم معتبرا انها اشاعات مغرضة.‏



‏ "اعتكاف" صوان ؟

قضائيا، اكدت مصادر مطلعة "للديار" ان قاضي التحقيق العدلي في قضية تفجير المرفأ، سيتخذ قرارات ‏حاسمة لجهة استئناف التحقيقات من عدمها خلال الساعات القليلة المقبلة، وقد نفذ أهالي شهداء التفجير ‏وقفة احتجاجية قرب منزل القاضي فادي صوان وألقى المتحدث بإسم اللجنة كلمة أكد فيها على إصرار ‏الأهالي معرفة حقيقة ما حصل والأسباب التي دفعته إلى الإعتكاف عند أول مطبّ سياسيّ. وطالب صوان ‏بالمبادرة في الإعلان عن الاستدعاءات على ان تشمل رؤساء حكومات ووزراء وقادة أجهزة أمنية كي لا ‏يُتّهم بالإستنسابية وقال: "نريد الرؤوس الكبيرة و"فهمك كفاية" ونريد أن نعرف الى أين وصلت ‏التحقيقات". وكشف المتحدث عن الرسالة التي وجهتها اللجنة إلى القاضي صوان وفيها تأكيد من ‏العائلات بدعمه "وأمهلناه 24 ساعة للرد علينا لكنه لم يكلّف نفسه حتى عناء الرد علينا لذلك نحن هنا ‏اليوم على رغم خطر كورونا.‏


أخبار متعلقة



جميع الحقوق محفوظة 2024