منذ 3 سنوات | لبنان / الأنباء

كتبت صحيفة الأنباء تقول: تحلّ الذكرى المئة والثالثة على ميلاد المعلم الشهيد كمال جنبلاط فيما وللأسف يمر لبنان في أسوأ مراحله، واللبنانيون يذوقون كل أصناف المرارة وبات همّهم فقط كيف يؤمنون قوت يومهم، لأن لبنان الحلم العلماني، لبنان الحرية والعدالة الاجتماعية والمساواة الذي قضى كمال جنبلاط على طريق قيامه، لم يبقَ منه إلا أطلال دولة ومؤسسات بفعل الإنكار التام من أهل الحُكم لكل ما عمل لأجله، فتعاون القريب والبعيد لمنع تحقيق هذا الحلم وتدمير ما كان تحقق منه، ليعود بعض هذا البعض وينادي اليوم بكل ما طالب به كمال جنبلاط فينسبه إلى افكار اللحظة محاولاً عن عبث طمس التاريخ، وتزوير الحقائق، وتشويه المسيرة التي أطلقها كمال جنبلاط واستُكملت في كل المراحل حتى آخر طروحات الحزب التقدمي الإشتراكي التي يقدمها في الازمة الراهنة.


إلا أن كمال جنبلاط حاضر في كل مفاصل الحياة وجوانب الدولة التي يدمرها بعض الداخل والخارج في زمن تتلاشى فيه تباعا عناوين وجود لبنان، وسنبقى على عهدك نبني على ما تحقق من إنجازات لنؤسس لمحطات مشرقة رغم ظلام هذه الأيام، على ما كتب رئيس اللقاء الديمقراطي النائب تيمور جنبلاط عشية الذكرى.


السيد الأمين: خسارة دائمة متجددة


وفي هذه المناسبة، قال العلامة السيد محمد حسن الأمين في حديث لجريدة "الأنباء" الالكترونية: "في هذه الأيام الصعبة نفتقد رجلاً حكيماً كان بوسعه أن يكون محوراً لجميع القضايا الوطنية إيماناً من الناس بمصداقيته ورجولته، فهو خسارة دائمة متجددة تشعر بالحاجة إلى حضوره في الأزمات وتبحث عن الرجل الذي يشبهه فلا تقع بين الناس بكل اسف على رجل يشبه كمال جنبلاط، لذلك فهو في سجل الخالدين وهو أمثولة ونموذج سيبقى على مستوى لبنان والمنطقة العربية، ونأمل ان يُستفاد من تعاليمه ومن حكمته خاصة في هذه الظروف التي نعيشها".




قباني: قائد لكل الوطنيين

النائب السابق محمد قباني شدد في حديث لجريدة "الأنباء" الالكترونية على أن "كمال جنبلاط كان من عالم اخر، كان مثاليًا وقائدا لكل الوطنيين، ومنزّهاً، فلا يسعى وراء المال والسلطة، فهذا الانسان هو نموذج القائد الذي يتطلع اليه لبنان بفخر واعتزاز".


قباني أكد انه من الذين يعتزون بأنه كان قريباً من المعلم، وقال: "منذ أن تعرفت اليه عن كثب في العام ???? حتى اغتياله في العام ????، أعتز بهذه الفترة التي كانت من الزمن الجميل وكنت مقرّباً منه، وفي احدى المرات صعد معي في سيارتي وطلب من مرافقيه اللحاق به، وقال لي: أريد التحدث اليك على رواق، وكان ذلك في العام ???? وكانت الحرب الأهلية على أشدّها وكان الخطر كبير على المعلم"، مضيفا "ما زلت أذكر هذه العلاقة وأذكر كنا بزيارة الى دار الفتوى وكنت معه في سيارته المرسيدس الخضراء ذات الرقم ????، وحاول الناس هناك من شدة محبتهم له ان يرفعوا السيارة عن الأرض وتمكنوا من ذلك. ان هذه الذكريات لا يستطيع المرء أن ينساها، وفي احدى الأيام اتصل بي المفتي حسن خالد وأخبرني انه ذاهب غدا الى دمشق ويريد مني ان اسأل كمال بيك اذا كان يريد شيئا، صعدت ليلا الى المختارة وكان الطقس مثلجاً وباردا ولم يكن وقتها في القصر ولما عاد ورآني طلب مني أن أصعد معه الى الطابق الأعلى، ودخلنا الغرفة التي زرته فيها أول مرة في العام ????، فأخبرته بسبب زيارتي، وأجابني بعد تأمل: يا عمي علقة كبيرة، سلّم عالمفتي وليقل ما يشاء لأن ثقتي كبيرة به. وفي اليوم الثاني عاد المفتي وأخبرني عن جواب حافظ الأسد، فذهبت الى المعلم وأخبرته وشاهدت في عينيه القلق وقال لي حرفياً: مش ماشي الحال، وطبعا بعدها استشهد المعلم على طريق دير دوريت". وتابع قباني: "هذه الذكريات لا تغيب عني فمعرفتي بكمال جنبلاط هي من أجمل ايام حياتي في ذلك الزمن".


سويد: قدوة لرجال هذا الوطن


العميد الركن المتقاعد ياسين سويد بدوره أشار في حديث لجريدة "الأنباء" الالكترونية الى انه "في سيرة الرجالات في لبنان سيظل ذكر القائد المناضل الراحل كمال جنبلاط مشعلا للرجولة الفذة التي ستظل دائما وأبداً، فنحن اللبنانيون جميعا ومعنا رجالات العرب سنبقى نعتبره قدوة لرجال هذا الوطن كما للوطن العربي بأسره. لقد كان القائد المعلم القدير كمال جنبلاط ولا يزال رجل اللبنانية الفذة والعروبة المميزة".


رزق: بعد استشهاده لم يبق للبنان الحضور المنيع للوحدة


بدوره، لفت الوزير السابق إدمون رزق في حديث لجريدة الأنباء الالكترونية الى معرفته بالمعلم حين كان طالبا بعمر ?? سنة عندما وقعت الثورة البيضاء ضد الرئيس بشارة الخوري وكان مع كوكبة من رفاقه الطلاب من أشد المتحمسين لهذه الثورة، فذهب مع وفد من اهالي جزين الى المختارة، قائلا: "لما وصل الوفد الى المختارة استقبلنا كمال جنبلاط بحفاوة وانتقلنا من هناك الى دير القمر لننقل تأييدنا الى كميل شمعون، وفي باكورة عملنا الوطني كطلاب كنا دائما مع التوجهات التي ينتمي اليها رجالات لبنان من كمال جنبلاط الى كميل شمعون وريمون اده".


وأضاف رزق: "في العام ???? اسست مع شوقي أبو شقرا وميشال نعمة وجورج عبدالله غانم حلقة "الثروة الأدبية" فأطلقنا سلسلة محاضرات وطلبنا حينها من كمال جنبلاط ان يكون ضيفا على منبر الحلقة، وعندما انتخب نائبا صودف مقعدي في مجلس النواب الى جوار الأستاذ جنبلاط وكنا دائما نتبادل الاراء بالرغم من الفتور بين الحزب التقدمي الاشتراكي وحزب الكتائب اللبنانية، فكانت علاقة خاصة مع هذه الشخصية، وعندما اغتيل كتبت مقالا أدنت فيه مبدأ الاغتيال فلقد كان كمال جنبلاط رجل فكر ووطنية له مواقف تقدمية بكل معنى الكلمة، وكان لديه رؤية للدولة الحديثة".


وقال رزق: "بعد استشهاد كمال جنبلاط أصبح هناك فراغ في القيادات الوطنية ما جعل لبنان عرضة للزلازل وأصبح سريع العطب بعد خسارته لقياداته بالترهيب والاغتيال، ولم يبق للبنان الحضور المنيع للوحدة"، مضيفا "كمال جنبلاط كان رجلا مبدئيا ينظر لعمق الأمور ولم يكن لديه رفضا للاخر، لدرجة جعلته يلتقي بخصومه في عز الحرب".


نصار: كان فيلسوفا قبل ان يكون زعيماً


من جهته، عضو تكتل الجمهورية القوية النائب أنيس نصار رأى في حديث لجريدة الأنباء الالكترونية ان "كمال جنبلاط كان فيلسوفا سابقا لعصره قبل ان يكون زعيما سياسيا، مشيرا الى أنه قرأ للمعلم ?? كتابا من مؤلفاته، مضيفا: "عندما كنت طالبا كنت أنظر اليه كفيلسوف لبناني على مستوى شارل مالك وجبران خليل جبران وميخائيل نعيمة، لكن كنا نختلف معه في السياسة، ونحن اليوم متفقون جدا مع وليد جنبلاط في السياسة".




سعيد: تعلمت على يده المسيحية


النائب السابق فارس سعيد قال في حديث لجريدة الأنباء الالكترونية: "تعلمت المسيحية على يد كمال جنبلاط"، كاشفا عن أنه تعرف اليه عندما كانت والدته الست نهاد سعيد تزور المختارة وبدأت صداقة تدوم ولن تنتهي.


أخبار متعلقة



جميع الحقوق محفوظة 2024