صرح رئيس شركة "روس نانو" الروسية، اليوم الثلاثاء، بأن روسيا تمتلك إمكانات هائلة للتنمية في مجال "الهيدروجين الأخضر"، الذي يمكن الحصول عليه من قدرات الطاقة المتجددة.

جاء ذلك خلال كلمة ألقاها تشوبايس في جلسة المؤتمر الروسي الأوروبي حول المناخ، حيث قال إن الهيدروجين بالنسبة لروسيا يمثل تحديا وفرصا سانحة في الوقت ذاته في نطاق 20-30-40 عاما، حيث أِشار رئيس الشركة الروسية إلى المورد الفريد الذي تتمتع به روسيا، وإمكانيات وشروط التعامل بشكل خاص مع "الهيدروجين الأخضر" المنتج باستخدام منشآت الطاقة المتجددة.

وأضاف تشوبايس: "على المستوى الاستراتيجي، فإن هذه الفرصة في روسيا رائعة للغاية. وقد ذكرت الأرقام الخاصة بقدرة محطات الطاقة المتجددة الجاري تشغيلها في روسيا، وبالتوازي مع وجود خطوة ثانية مختصة، وبالاستخدام الكفء للقيمة المضافة بكل ما تحمله هذه الكلمة من معنى، يمكن أن يصبح كل هذا أساسا لإنشاء صناعة روسية قوية في هذا المجال".

كما نوّه تشوبايس إلى أن روسيا وأوروبا ترتبطان ببنية تحتية للغاز تبلغ قيمتها عشرات المليارات من الدولارات، وهي بنية تحتية استراتيجية، حيث "ندرك أن عشرينيات القرن الحادي والعشرين هي ذروة استهلاك الفحم في العالم، والثلاثينيات هي ذروة استهلاك النفط، والأربعينيات هي ذروة استهلاك الغاز. وماذا بعد؟".

واختتم أناتولي تشوبايس حديثه بالدعوة للتفكير فيما يمكن أن يحدث لروسيا وهذه البنى التحتية بعد الأربعينيات من القرن الحالي، وهذا هو "حجم المهمة التي يجب التفكير فيها خلال 20-30 عاما، لا أقل" وفقا لتعبيره.

ويطلق على "الهيدروجين الأخضر" أحيانا تسمية "نفط المستقبل"، وهو الهيدروجين المستخرج من خلال عملية تحليل الماء كهربائيا بالاعتماد على طاقة ناتجة عن مصادر الطاقة المتجددة، فتحقق بذلك دورة كاملة تنتج وقودا صديقا للبيئة، لأن الهيدروجين في حد ذاته هو وقود نظيف يستخدم في خلايا الوقود الهيدروجينية لتشغيل السيارات، والانبعاث الوحيد له هو الماء.

وبما أن العملية التقليدية للحصول على الهيدروجين الآن تعتمد على الوقود الأحفوري، ستظل هذه العملية ضارة بالبيئة، لكن الاعتماد على مصادر صديقة للبيئة، سوف يحول هذا الهيدروجين إلى دورة إنتاج نظيفة وربما مستدامة بالكامل.

وحيث يعد قطاع الطاقة المتجددة هو الأسرع نموا في العالم، بما في ذلك وقود الهيدروجين، فمن المحتمل أن يظهر عدد كبير من شركات إنتاج الهيدروجين في العقود المقبلة.

ويشهد قطاع الصناعة المتجددة إطلاق عدد كبير من مشروعات إنتاج "الهيدروجين الأخضر" في جميع أنحاء العالم، حيث تجاوز إنتاج مشروعات الهيدروجين الأخضر عالميا 20 غيغا واط، وكان عام 2020 عاما استثنائيا في مجال تطوير الهيدروجين الأخضر، وتوقع تقرير شركة "استراتيجي آند الشرق الأوسط" أن يصل حجم السوق العالمية لتصدير "الهيدروجين الأخضر" إلى نحو 300 مليار دولار بحلول عام 2050، ومن المقدر أن يصل حجم الطلب العالمي على "الهيدروجين الأخضر" إلى نحو 530 طنا متريا بحلول عام 2050، ليكون بديلا عن حرق نحو 10.4 مليار برميل نفط.


أخبار متعلقة



جميع الحقوق محفوظة 2024