منذ 3 سنوات | لبنان / الأنباء

 كتبت صحيفة " الأنباء " الالكترونية تقول : فيما الملف الحكومي يتسمّر على طاولة اللقاءات البعيدة عن الإعلام، حيث لا تقدم بأي ‏اتجاه مع استمرار السقوف المتصلبة في الشروط التعجيزية، شهد قصر الإليزيه اجتماعاً بين ‏الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، ووزير خارجيته، جان ايف لودريان، مع وزير الخارجية ‏الأميركي، مايك بومبيو. وقد كان ملف لبنان في صلب النقاش، على خلفية إمعان الأطراف ‏المعنية بتعطيل الجهود الفرنسية‎.‎



مصادر مواكبة لاجتماع باريس أشارت لجريدة "الأنباء" الإلكترونية إلى، "عدم التطابق في ‏نظرة الدولتين إلى حقيقة ما يجري في لبنان، وتحديداً بالنسبة لحزب الله، الذي أصرّ ‏المسؤول الأميركي على التعامل معه بوصفه جزءاً من المحور الذي ترعاه إيران في ‏المنطقة وتمده بالمال والسلاح، وقد مكّنته من السيطرة على كل المفاصل السياسية ‏المحلية اللبنانية، وعلى عمل جميع المؤسسات الرسمية، ما جعله يحول دون تشكيل ‏الحكومة، وهو بتحالفه مع فريق العهد ساهم بتعطيل كل شيء وبالأخص المبادرة ‏الفرنسية، والجهود التي تبذلها فرنسا في هذا الصدد‎".‎



ولفتت المصادر إلى أن، "الموقف الفرنسي تمثّل بما كشفه ماكرون لبومبيو بأن تشكيل ‏الحكومة اللبنانية كان ينطلق بخطى مدروسة، وأن الرئيس المكلّف، سعد الحريري، كان ‏على قاب قوسين من إعلان تشكيلته الحكومية قبل عشرة أيام، لكن العقوبات الأميركية ضد ‏جبران باسيل فرملت كل الجهود التي كانت تبذل في هذا الملف‎". ‎



وأشارت المصادر إلى أن، "ماكرون تطرق كذلك إلى حزب الله الذي كرّر وصفه بأنه يمثل ‏شريحة واسعة من اللبنانيين، ويشارك في الحياة السياسية منذ بداية التسعينيات، ولديه ‏ممثلين في البرلمان اللبناني، وقد شارك في كل الحكومات التي تشكلت منذ العام 2005 ‏وحتى اليوم، وعلى هذا الأساس يتم التعامل معه، وليس على أساس ارتباطه بإيران. ‏وطالما أنه يتمثل بكتلة نيابية وازنة، ولديه حلفاء يشكلون الأكثرية اليوم، فمن المستحيل ‏تجاهله وتشكيل حكومة دون مشاركته، أوالتنسيق معه‎".‎



من جهة ثانية، ذكرت المصادر أن ماكرون، وبعد اطّلاعه من موفده إلى لبنان، باتريك ‏دوريل، على أجواء لقاءاته مع القوى السياسية، لم يلمس أي تجاوب يجعله يعتقد أن ‏الحكومة قد تُشكّل في وقت قريب، وهو يدرس خياراته في شأن مؤتمر الدعم الذي كان ‏ينوي عقده أواخر هذا الشهر من دون أن تُشكّل حكومة جديدة، لأن الدول التي كانت ‏مرشحة للمشاركة في هذا المؤتمر ومساعدة لبنان غير متحمّسة لتقديم الدعم في ظل ‏العجز عن تشكيل حكومة، وعليه فإن خيارات ماكرون تتجه إلى عقد مؤتمر إنساني لدعم ‏الشعب اللبناني من دون أن يكون للقوى الرسمية والسياسية أي دور فيه، وإنه أعطى ‏تعليماته للسفيرة الفرنسية في بيروت لإجراء الاتصالات، وإعداد دراسة مفصّلة حول طبيعة ‏هذه المساعدات، والجهات التي ستتولى توزيعها على العائلات الفقيرة، وبالأخص في ‏المجال التربوي على صعيد المدارس والجامعات‎.‎



ورغم هذا التباين في مقاربة الشأن اللبناني بين باريس وواشنطن، فإن المصادر نفسها ‏رأت أن استمرار التعنّت المحلي في معالجة عُقد التأليف، وبالتالي إفشال المبادرة ‏الفرنسية، سوف يدفع ماكرون إلى الاقتراب أكثر من وجهة النظر الأميركية‎.‎



محلياً، استغربت مصادر متابعة في اتّصال مع جريدة "الأنباء" الإلكترونية ما يتم تداوله منذ ‏فترة من قِبل أوساط بعض القوى المعنية بالتأليف بأن التشكيلة الحكومية قد تتأخر إلى ما ‏بعد رحيل الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، عن البيت الأبيض وتسلّم الرئيس المنتخب، جو ‏بايدن، سلطاته رسمياً في العشرين من كانون الثاني من العام المقبل، واتّضاح موقفه من ‏المفاوضات مع إيران. المصادر قالت: "عجيب أمر هؤلاء، فعندما كان الرئيس الحريري ‏يستعجل تشكيل الحكومة عقب تكليفه بأيام قليلة، ذكرت الجهات نفسها أن لا تشكيل ‏حكومة قبل الانتخابات الأميركية، واليوم وبعد مضي نصف شهر على إجراء هذه الانتخابات، ‏ربطوا تشكيل الحكومة بتسلّم بايدن لمسؤولياته‎".‎



وسألت المصادر: "لمصلحة مَن تمديد هذه المواعيد، وإبقاء البلد دون حكومة، وهل العهد ‏مرتاح لعدم وجود حكومة، وأصبح مقتنعاً بتعويم حكومة تصريف الأعمال؟ ولماذا لم يصارح ‏الرئيس عون اللبنانيين عون بذلك؟‎"‎



المصادر سألت أيضاً عن الأسباب التي تحول دون تقديم الرئيس الحريري مسودّة تشكيلة ‏الحكومة التي أعدّها؟ وماذا ينتظر للخروج من هذه المهزلة؟



أوساط التيار الوطني الحر أبلغت جريدة "الأنباء" الالكترونية أنّها، "تستعجل تشكيل الحكومة ‏أكثر من الرئيس المكلّف، وهي لم تفرض أية شروط على الحريري، لكنها في المقابل تطالبه ‏بوحدة المعايير، وعدم تسمية الوزراء المسيحيين، وأن يكون لكل وزير حقيبة، لا أكثر ولا ‏أقل‎".‎



بدورها، مصادر عين التينة طالبت بتشكيل حكومة اليوم قبل الغد، لأن الوضع خطير، والبلد ‏على شفير الانهيار، ورأت أن وزير المال غازي وزني، دق جرس الإنذار محملاً الذين يعرقلون ‏تشكيل الحكومة مسؤولية الانهيار الذي قد يحصل لا محال، بعد شهر أو شهرين على أبعد ‏تقدير، ما لم تشكّل الحكومة، وتبدأ بتنفيذ الإصلاحات‎.‎




أوساط بيت الوسط أشارت لجريدة "الأنباء" الإلكترونية أنها لم تلحظ حتى الساعة أي تطور ‏إيجابي، وأن كل ما يُحكى عن حلحلة وتدوير زوايا هدفه الاستغلال الإعلامي لأن العقد لا ‏زالت على حالها، ولم يطرأ أي تعديل في مواقف المعرقلين ليبنى عليه إيجاباً، قائلة: "إن ‏الحريري قد يزور بعبدا في أي وقت، لكن ذلك مرهون بحصول تقدّم في ملف تشكيل ‏الحكومة‎".‎



وفي الشأن الصحي، كشفت مصادر حكومية لجريدة "الأنباء" الإلكترونية عن حصول تقدم ‏ملموس في موضوع إعطاء المستشفيات الحكومية والخاصة دفعة من مستحقاتها لدى ‏الدولة، وأن اجتماع السراي الحكومي أفضى إلى هذه النتائج الإيجابية، بمقابل أن تتعهد ‏المستشفيات الخاصة باستقبال مصابي كورونا من دون التذرع بالأعذار الهندسية ‏واللوجستية، تحسساً منها بالأوضاع الإنسانية التي يعيشها اللبنانيون في ظل جائحة كورونا‎.‎



من جهة ثانية أعربت مصادر طبية عن ارتياحها للتدابير المتخذة لإنجاح الإقفال العام، ورأت ‏فيها فرصة لا تقدّر بثمن، لإلتقاط الأنفاس، وإعادة تفعيل المستشفيات بعدما أُرهقت طيلة ‏الأشهر الماضية، مقدرةً الجهود التي تقوم بها الأجهزة الأمنية على الأرض في ملاحقة ‏المخالفين، والإصرار على إنجاح عملية الإقفال، وتوقّعت أن تكون نتيجتها إيجابية جداً‎.‎



مصادر أمنية أكدت لـ"الأنباء" ثباتها في تطبيق القانون ضد المخالفين، لافتةً إلى تسطير ‏أكثر من 8,000 محضر ضبط بحق المخالفين في اليومين الماضيين، وتوقّعت أن يرتفع هذا ‏العدد اليوم وغداً إلى الـ10 آلاف محضر، مع تشديدها على قمع المخالفات مهما كلّف الأمر‎.‎



المصادر تحدثت عن إجراءات مشددة في الأيام المقبلة بهدف الوصول إلى قناعة لدى ‏الرأي العام تقضي باحترام القانون أولاً، وتجنّب المخالفات ثانياً، حتى تصبح هناك قناعة لدى ‏المواطنين بإجراءات النظام، لأن ما تقوم به الأجهزة الأمنية يصب في خدمتهم من أجل ‏الحفاظ على سلامتهم‎.‎


أخبار متعلقة



جميع الحقوق محفوظة 2024