منذ 3 سنوات | لبنان / نداء الوطن

كتبت صحيفة " نداء الوطن " تقول : "‎تم عرض الأزمات الإقليمية وما يحصل في ناغورنو كاراباخ وفي الصحراء الغربية"... ‏صدّق أو لا تصدّق هذه العبارة وردت في بيان وزارة الخارجية من بين تعداد جملة المواضيع ‏التي استعرضها الوزير شربل وهبة مع السفيرة الأميركية دوروثي شيا! سلطة عاجزة عن ‏حماية الأرمن من أوبئة مطمر برج حمود تستعرض أزمة ناغورنو كاراباخ! سلطة أصابت ‏مقدرات الدولة وخزينتها بالتصحّر تستعرض مشكلة الصحراء الغربية! إرحموا عقول ‏اللبنانيين، كان أجدى بوزير البلاط الرئاسي الذي اختير لملء الفراغ في سدة الخارجية إثر قفز ‏ناصيف حتي من مركب العهد الغارق، أنّ يكتفي بحصر بيانه بكلمتين لا ثالث لهما: "عقوبات ‏جبران". هنا بيت القصيد والوتر الذي كُلّف وهبة بالضرب عليه أمام السفيرة الأميركية، وكل ‏ما عدا ذلك حشو بحشو‎.

البلد بأسره ساقه العهد العوني مخفوراً إلى قيد العقوبات على رئيس "التيار الوطني الحر" ‏جبران باسيل، وساعة التأليف توقفت عند لحظة فرض هذه العقوبات، كما لو أنّ لسان حال ‏رئيس الجمهورية ميشال عون يستعيد عبارته الشهيرة: "كرمى لعيون صهر الجنرال عمرها ‏ما تكون حكومة". واقع بات يسلّم به الأقربون والأبعدون والحلفاء والخصوم، لتنسحب حالة ‏الامتعاض من عرقلة ولادة التشكيلة الوزارية إلى "عين التينة" حيث "عرّاب" التكليف رئيس ‏مجلس النواب نبيه بري يبدو "في فمه ماء" كظماً للاستياء مما بلغته الأمور من تعقيدات ‏متشابكة على مستوى الملف الحكومي، ليتمظهر ذلك بالأمس عبر تصويب المكتب السياسي ‏لـ"حركة أمل" على "الحسابات الضيقة" التي تؤخر التأليف، وهو ما رأت فيه مصادر عليمة ‏‏"لطشة" غير مباشرة لعون، على قاعدة عدم جواز سوق اللبنانيين إلى "انتحار جماعي" رداً ‏على العقوبات الأميركية... "وها هو علي حسن خليل "سعرُه بسعر باسيل" فُرضت عليه ‏العقوبات ولم تقم قيامة بري إنما كان ردّه بالدفع أكثر نحو الإسراع في تشكيل الحكومة منعاً ‏لانهيار البلد‎".

أما في مستجدات المراوحة الحكومية، فقد علمت "نداء الوطن" أنّ لقاءً جمع أمس رئيس ‏الجمهورية مع الرئيس المكلف سعد الحريري في قصر بعبدا حيث جرى استكمال استعراض ‏ملف التشكيل في ضوء نتائج زيارة الموفد الرئاسي الفرنسي باتريك دوريل. وبحسب ‏المعطيات المتوافرة، أكدت مصادر مواكبة للملف أنّ "الأمور لا تزال تدور في الحلقة المفرغة ‏ذاتها والبحث ما زال بالمفرّق وليس بالجملة، والأسماء التي يطرحها الحريري بات من ‏المعلوم سلفاً أنها مرفوضة من قبل عون‎".

وفي الغضون، تتعزز القناعة يوماً بعد آخر بتخندق "حزب الله" خلف تصلّب عون وباسيل في ‏مقاربة الملف الحكومي بعد إدراج الأخير على قائمة العقوبات الأميركية، باعتبار ذلك "واجباً ‏سياسياً وأخلاقياً" حسبما تصفه أوساط مقربة من الحزب. وتحت سقف هذا الواجب، لوحظ ‏خلال الساعات الأخيرة شن الدوائر الإعلامية التابعة لـ"حزب الله" أو تلك التي تدور في فلكه ‏حملة تشهير ممنهجة ضد المبعوث الرئاسي الفرنسي باتريك دوريل، تتهمه بالانحياز للرئيس ‏المكلف ضد شروط رئيس الجمهورية ورئيس "التيار الوطني الحر‎".

واسترعى الانتباه في هذا السياق، نعي الحكومة العتيدة على شاشة "المنار" التي نقلت عن ‏مصادرها قولها: "لا حكومة في الأفق ولا من يحكمون إلا إن غيّروا في طريقتهم ولا يبدو أنّهم ‏سيغيّرون"، معتبرةً أنّ "ما حمله دوريل خلال زيارته لم يزد المراوحة السلبية إلا سلبية"، ‏وأخذت على الحريري أنه متمسّك بتسمية الوزراء في حكومته بنفسه وبعدم قبول أن يقترح ‏عليه عون وباسيل أسماء للتوزير، لتتهم في الوقت نفسه "الموفد الفرنسي بتزكية أسماء لبعض ‏الحقائب الأساسية يريدها الحريري (...) ولم يتردّد في تحميل مسؤولية تأخير ولادة الحكومة ‏لرئيس الجمهورية ورئيس التيار الوطني وحلفائه‎".

في المقابل، لفت إعلان الخارجية الأميركية عن تباحث وزير الخارجية مايك بومبيو أمس مع ‏نظيره الفرنسي جان إيف لودريان في مسألة "تأثير حزب الله الخبيث في لبنان والجهود التي ‏تقوم بها واشنطن باتجاه تشكيل حكومة استقرار واصلاحات في لبنان". في حين، تترقب ‏أوساط لبنانية مراقبة أن تتبلور صورة الموقف الرئاسي الفرنسي أكثر خلال الأيام المقبلة إزاء ‏نتائج زيارة دوريل إلى لبنان في ضوء الخلاصات والقناعات التي توصّل إليها من خلال جولة ‏لقاءاته مع المسؤولين اللبنانيين، بعد أن يضعها في عهدة الرئيس إيمانويل ماكرون، ليتم تالياً ‏التباحث في الخطوات الفرنسية المقبلة على طاولة اللجنة المعنية بالملف اللبناني في قصر ‏الإليزيه


أخبار متعلقة



جميع الحقوق محفوظة 2024