منذ 3 سنوات | لبنان / نداء الوطن

كتبت صحيفة " نداء الوطن " تقول : السلطة مستغرقة في التصفيات النهائية لبازار الحقائب والأسماء، والبلاد غارقة في نكبات ‏متناسلة مالياً واقتصادياً وصحياً وبنيوياً. سلطة تمتلك هكذا فائض من الخسّة والإجرام، حتى ‏نِعَم السماء تتحول تحت حكمها إلى نِقَم على الأرض، وها هي الأبنية المتصدعة جراء انفجار ‏المرفأ تعيش النكبة نكبتين مع سقوط بعضها بالأمس تحت زخات المطر، بينما الهبات ‏المرصودة من الخارج لإغاثة المنكوبين، أصبح مصيرها محتوماً بين النهب كما هو حاصل ‏لحساب مافيات التهريب والسمسرات، وبين الحرق كما جرى لكونترات المساعدات الإنسانية ‏والحصص الغذائية التي التهمتها نيران حريق الزيوت في السوق الحرة للمرفأ، وبين الغرق ‏كما حصل لأطنان الطحين العراقي الذي أتلفته مياه الأمطار في مستودعات المدينة الرياضية ‏أمس‎.

جمهورية عشعش فيها الفساد عن بكرة أبيها، لا يُرتجى من أربابها لا إصلاح ولا تحقيق ولا ‏مجرد تدقيق... وكما حضر وفد شركة "ألفاريز" إلى بيروت سيعود منها خالي الوفاض بعد أن ‏يكتشف حجم "التواطؤ الخبيث بين قوى السلطة والمال" رفضاً لكشف حسابات الدولة، وفق ‏تعبير مصادر معنية بالملف الاقتصادي لـ"نداء الوطن"، مشبهةً ما يجري في هذا الملف بلعبة ‏‏"بينغ بونغ" يتقاذف خلالها أفرقاء السلطة والمصرف المركزي كرة التنصّل من المسؤوليات ‏تهرباً من إخضاع المالية العامة للتدقيق الجنائي‎.

فبعدما انقضت المهلة المحددة لتلقي الأجوبة المطلوبة من مصرف لبنان، حطّ مدير "ألفاريز" ‏على رأس وفد في لبنان لاستيضاح حقيقة الموقف اللبناني الرسمي من موجبات التدقيق ‏الجنائي قبل الشروع في المهمة التي كُلفت بها الشركة، لا سيما بعد أن اصطدمت هذه المهمة ‏بتمنع حاكم المصرف المركزي رياض سلامة عن تقديم كل الإجابات المطلوبة بذريعة ‏‏"الحفاظ على السرية المصرفية". وشددت المصادر على أنّ "ما يحصل اليوم في ملف التدقيق ‏الجنائي هو استعادة لما جرى سابقاً في ملف الكابيتال كونترول، حينها أعدوا القانون وعرضوه ‏على مجلس الوزراء ثم عرقلوه داخل الحكومة والمجلس النيابي، واليوم السيناريو نفسه يتكرر ‏في ملف تدقيق الحسابات بحيث تعاقدوا مع شركة "ألفاريز ومارسال" وكلفوها التدقيق ‏بحسابات الدولة ثم "فركشوها" وحاصروها وتمنعوا عن الاستجابة لمستلزمات إتمام مهمتها‎".

وإذ لفتت إلى أنّ حسابات الدولة يجب أن تكون مكشوفة بموجب قانون حق الوصول إلى ‏المعلومات رقم 28/2017 وبالتالي فإنّ "مفهوم السرية المصرفية لا ينطبق على المال العام ‏ولا يجب أن يشمل لا حسابات الدولة ولا حسابات المصرف المركزي الخاضع للدولة"، ختمت ‏المصادر بالقول: "ما هو مطلوب الكشف عنه والتدقيق به ليس حركة الأموال إلى الخارج بعد ‏‏17 تشرين الأول 2019 فحسب، إنما كل البيانات المالية وتقارير التدقيق بالحسابات منذ ‏العام 2005 حتى اليوم لتبيان طريقة عمل مصرف لبنان وإدارة أموال الدولة، فهل يجرؤ ‏أفرقاء السلطة على كشف المستور من نهب وهدر وفساد"؟‎.

حكومياً، أفادت معلومات "نداء الوطن" أنّ لقاءً سادساً عقد أمس بين رئيس الجمهورية ميشال ‏عون والرئيس المكلف سعد الحريري من دون تحقيق أي تقدّم جديد في عملية التأليف. وتبين ‏أنّ العقدة تتمحور راهناً حول كيفية التعاطي مع عملية اختيار الأسماء في التشكيلة الوزارية، ‏وتحديداً منها أسماء الوزراء المسيحيين لجهة من يختارهم، هل رئيس الجمهورية يقدم قائمة ‏بهذه الأسماء ليوافق عليها الرئيس المكلّف، أو العكس؟‎

وأكد مصدر مواكب للمشاورات الجارية لـ"نداء الوطن" أنّ "معضلة اختيار أسماء الوزراء ‏أعادت ملف التشكيل خطوات إلى الوراء"، مستبعداً في ضوء ذلك "حصول إنجاز حكومي ‏خلال الساعات القليلة المقبلة بعدما دخلت عملية التأليف في لعبة عض أصابع بانتظار من ‏يصرخ أولاً‎".‎


أخبار متعلقة



جميع الحقوق محفوظة 2024