منذ 3 سنوات | العالم / BBC

اعتقل سبعة أشخاص بعد عملية اقتحام نفذتها وحدة من القوات الخاصة البريطانية لناقلة نفط يُشتبه أنها تعرضت للاختطاف قبالة سواحل جزيرة وايت، جنوبي بريطانيا.

وتمكنت وحدة من القوات البحرية الخاصة مكونة من 16 عنصرا من وضع نهاية لمواجهة دامت 10 ساعات، كانت قد بدأت عندما تحول متسللون على ظهر ناقلة النفط "ناف أندروميدا"، المسجلة في ليبيريا، إلى العنف.

وسُلّم المتسللون، الذين يعتقد أنهم نيجيريون يسعون للحصول على اللجوء في بريطانيا، إلى شرطة مقاطعة هامبشاير الجنوبية ليلة الأحد.

ولم يصب أي من طاقم الناقلة الـ 22 بأذى.

ورست الناقلة لاحقا في ميناء ساوثهامبتون.

وقال جوناثان بيل مراسل بي بي سي للشؤون الدفاعية إن عناصر القوات الخاصة هبطوا على ظهر الناقلة بالحبال من 4 طائرات مروحية بعد حلول الظلام مساء الأحد.

وقال مراسلنا إن "المتسللين السبعة الذي يعتقد أنهم نيجيريون يسعون للحصول على اللجوء في بريطانيا اعتقلوا وسلموا لشرطة مقاطعة هامبشاير".

جرت العملية التي استغرقت 9 دقائق تحت جنح الظلام

ووصفت وزارة الدفاع البريطانية الحادثة بأنها كانت "محاولة اختطاف"، وقالت إن وزير الدفاع بين والاس ووزيرة الداخلية بريتي باتيل وافقا على شن العملية ردا على طلب تقدمت به الشرطة.

وقال الوزير والاس "تحت سماء مظلمة وفي طروف جوية كانت تزداد سوءا، علينا جميعا أن نشعر بالعرفان لجنودنا الأبطال. فالناس ينعمون بالأمان هذا المساء بفضل جهودهم".

أما الوزيرة باتيل، فقالت في تغريدة بموقع تويتر إنها "ممتنة للتصرف السريع والحاسم لشرطتنا وقواتنا المسلحة التي تمكنت من السيطرة على الموقف وضمان سلامة كل من كانوا على متن الناقلة".

وقال مراسلنا جوناثان بيل إن المتسللين السبعة احتجزوا بعد أن ووجهوا "بقوة كاسحة".

وقال إنه بالإضافة إلى فريق القوات الخاصة، نقلت وحدة من الغواصين إلى مكان العملية على متن مروحية تابعة للبحرية مخافة أن تكون الناقلة قد لغّمت - الأمر الذي ثبت لاحقا أنه لم يحصل.

لا تحظى وحدات القوات الخاصة البحرية، التي يوجد مقرها في مدينة بول في مقاطعة دورسيت، بالشهرة التي تتمتع بها القوات الخاصة الجوية، ولكن جرت الاستعانة بالقوتين عبر السنين لتنفيذ مهمات حساسة تتعلق بمكافحة الإرهاب وعمليات الاختطاف في ظروف صعبة في أكثر الأحيان.

فالهبوط بالحبال من طائرات مروحية في عرض البحر وتحت جنح الظلام ليس بالعمل اليسير، وتحيط به مخاطر جمة، ولكن هذه العمليات غالبا ما تباغت أهدافها، فعملية الأمس لم تستغرق إلا 9 دقائق.

ولكن العملية ما كان لها أن تسير بسلاسة ما لم يتبع طاقم الناقلة الخطوات التي يحتويها كتاب التعليمات المعنون "أفضل ممارسات الإدارة - الجزء الخامس".

فانسحاب الطاقم إلى حجرة محصنة في الناقلة - يطلق عليها "القلعة" - وحبس أنفسهم داخلها مكّنهم من طلب العون وهم في مكان آمن.

ففي معظم حالات القرصنة البحرية التي كانت تقع قبالة السواحل الصومالية لم تجر عمليات الإنقاذ ما لم يكن كل أفراد الطواقم يعتصمون داخل هذه "القلاع".

كانت الناقلة ناف أندروميدا التي يبلغ طولها 228 مترا قد أبحرت من ميناء لاغوس النيجيري في الخامس من أكتوبر/ تشرين الأول، وكانت متجهة إلى مصفاة فاولي للنفط القريبة من ميناء ساوثهامبتون.

وعند اقترابها من وجهتها، وعندما كانت تبحر إلى الشرق من جزيرة وايت صبيحة الأحد، وردت تقارير مفادها أن سبعة متسللين كانوا مختبئين على متنها بدأوا يجنحون للعنف.

وقال محامو مالكي الناقلة - شركة نافيوس اليونانية للنقل البحري - إن طاقمها كان على علم بوجود المتسللين على متنها لفترة ليست بالقصيرة.

وقالت الشرطة إنها أحيطت علما بالخطر المحتمل الذي يواجهه طاقم الناقلة في الساعة العاشرة و4 دقائق من صباح الأحد بتوقيت غرينتش عندما كانت تبعد عن بيمبريج بستة أميال.

وقام أفراد الطاقم الذي يبلغ عددهم 22 بحبس أنفسهم في قلعة الناقلة الآمنة.

وأعلن عن تشكيل منطقة عازلة قطرها 3 أميال حول الناقلة.

وقال توباياس ألوود، رئيس لجنة الدفاع في مجلس العموم البريطاني، إن عملية الإنزال على الناقلة كانت "نتيجة جيدة".

وأضاف أن "تمكن سبعة متسللين من السيطرة على الناقلة أو التسبب في فقدان السيطرة عليها أدى إلى إثارة حالة إنذار في عدة أجهزة أمنية، قامت بدورها بتنفيذ بروتوكولات سرية مدربة عليها تدريبا جيدا".

وقالت قيادة شرطة هامبشاير في وقت متأخر من يوم الأحد إن "الشرطة تعكف على التحقيق في هذه الواقعة، ونحن نقوم بالتحري لنتوصل إلى فهم كامل لكل الظروف المحيطة بها".

وقال بوب سانغوينيتي، المدير التنفيذي لغرفة الملاحة البريطانية لبي بي سي "لا توجد أي أدلة تشير إلى أن هذه العملية كانت عملية اختطاف، وفي حقيقة الأمر فإن عمليات الاختطاف من هذا النوع نادرة الوقوع جدا".

يذكر أنه في ديسمبر/ كانون الأول 2018، ألقي القبض على 4 متسللين كانوا قد لجأوا إلى العنف على متن ناقلة حاويات في مصب نهر التيمز.

وكان الرجال الأربعة، وهم من نيجيريا وليبيريا، قد لوحوا بهراوات معدنية وقذفوا أفراد طاقم الناقلة "غراند تيما" بالبراز والبول بعد أن اكتشف هؤلاء وجودهم على متن الناقلة.


أخبار متعلقة



جميع الحقوق محفوظة 2024