منذ 7 سنوات | لبنان / السفير



بعد أيام قليلة على إخلاء «بناية عيتاني» من سكانها في حي اللجا في منطقة المصيطبة، بقرار من بلدية بيروت، كونه يشكلّ خطرا على السلامة العامة، استفاقت منطقة البسطة الفوقا، أمس، على أصوات جرافات تهدم بناية «فواز» الواقعة قبالة «فروج زغل».

عمر المبنى الذي يتألف من أربعة طوابق حوالي المئة عام، وجاء قرار هدمه، بعدما حصل صاحبه على رخصة من بلدية بيروت، وهو أخلي من سكانه منذ عامين، باعتباره غير صالح للسكن. كذلك صُنّف المبنى رسميا (وزارة الثقافة) على اساس أنه «تراثي»، كما أفاد سكان المنطقة، إلا أن المشكلة تكمن في المبنى الملاصق له، والذي أطلق سكانه صرخة استغاثة، أمس، معتبرين أن هدم مبنى «فواز» يؤثر سلباً على المبنى الذي يقطنون فيه، والذي تم تشييده من دون أساسات!

المبنى اسمه أيضاً «فواز» لكنه لا يعود لصاحب المبنى نفسه الذي تمّ هدمه. عمره 35 عاماً ويتألف من 11 طابقا كما يقع في شارع يكتظّ بالسكان والمباني الملاصقة لبعضها... وهنا بيت القصيد.

تسلّم رئيسة لجنة المبنى فاطمة هزيمة مصير 11 عائلة، الى «العناية الالهية». تقدّر الوضع الراهن بأنه «خطير جداً»، متوقعةً «كارثة بشرية بكل ما للكلمة من معنى، في حال لم تتحرك بلدية بيروت في أسرع وقت ممكن للكشف على المبنى».

وتؤكد هزيمة أنه «منذ انطلاق عملية الهدم في مبنى «فواز» المجاور، صار المبنى الملاصق يهتز بسكانه، وتفسخت جدران المدخل، إضافة الى جدران المناور والأدراج».

تشرح أن سكان المبنى يغادرون منازلهم تزامناً مع بدء الأشغال، ومن ثم يعودون إليها بعد انتهاء الورشة، لانهم لا يملكون سكناً بديلاً حتى الآن.

وتلفت هزيمة الانتباه الى أنها وسكان المبنى على خلاف دائم مع صاحب المبنى بسبب إصراره على الهدم. توضح «نحن لا نعارض الفكرة وهذا شأن خاص به، لكننا كنا نتمنى عليه ألا يقوم بعملية الهدم قبل تدعيم البناية التي نقيم فيها، وذلك حفاظاً على سلامة الجميع، إلا أنه لم يتجاوب معنا».

وتعبّر هزيمة عن استغرابها «لحصول صاحب مبنى «فواز» على رخصة هدم، برغم تصنيفه تراثياً، وتناشد، باسم سكان المبنى، الحكومة اللبنانية «التحرّك في أسرع وقت، ومعالجة الموضوع».

من جهته، يشرح صاحب شركة «أساكو» المتخصصة بأعمال فحص الأبنية والتربة المهندس بلال الاسعد لـ «السفير»، أنه تم «تكليفه لإعداد دراسة حول مبنى «فواز» الذي تم هدمه، وقدّم تقريراً يدعو الى هدمه أكان أثرياً أم لا، «لانه يشكلّ خطورة على السلامة العامة». ويشير الأسعد إلى «أن صاحب المبنى لم يتحرّك من دون الحصول على رخصة من البلدية»، مؤكداً في الوقت نفسه أنه «شاهد بعض التفسخات في المبنى الملاصق، لكنه لم يقم بالكشف عليه، بانتظار أن يتم تكليفه رسمياً من سكان المبنى او أية جهة ثانية».

يوضح الأسعد أنه كان قد تولى الكشف على مبنى «عيتاني» في المصيطبة، وحذّر من خطورة سقوطه على سكانه منذ سنتين.

وبانتظار الانتهاء من عملية رفع أنقاض مبنى «فواز»، والمباشرة في أشغال الحفريات لبناء مبنى جديد مكانه، من يحمي حياة 11 عائلة مهددة أن تنهار أسقف منازلها فوق رؤوسها؟.


أخبار متعلقة



جميع الحقوق محفوظة 2024