منذ 3 سنوات | لبنان / نداء الوطن

 كتبت صحيفة " نداء الوطن " تقول : بصورة هزلية هزيلة عكستها بيانات تناتش الصلاحيات الدستورية بين الرئيسين ميشال عون ‏وحسان دياب حول موضوع تشكيل الوفد اللبناني المفاوض، يُدشّن لبنان الرسمي غداً عملية ‏التفاوض مع إسرائيل على ترسيم الحدود البحرية بين البلدين بمعية الراعي الأميركي وتحت ‏أنظار الأمم المتحدة وقوات الطوارئ الدولية في الناقورة. وبمشهدية سوريالية تعيد عقارب ‏الساعة الحكومية عاماً إلى الوراء، إلى ما قبل ثورة 17 تشرين، عادت الأطراف السياسية إلى ‏تعويم نفسها على المركب الحكومي واشتراط نصب الأشرعة الحزبية والطائفية قبل الإبحار ‏في رحلة تكليف الرئيس سعد الحريري تأليف الحكومة العتيدة‎.

أمس، انطلق الحريري في حراك مكوكي بين ضفتي قصر بعبدا وعين التينة طارحاً مشروعه ‏الحكومي على طاولة البحث، فكانت النتيجة "أجواء إيجابية أيّدت تكليفه لكنها أبقته تكليفاً مع ‏وقف التنفيذ بانتظار تبلور خارطة التحاصص في القالب الاختصاصي الوزاري"، وفق ما رأت ‏مصادر مطلعة على حراك الأمس، مشيرةً إلى أنّ "شهية الاستيزار فُتحت على مصراعيها ‏لدى مختلف المكونات الحزبية والطائفية انطلاقاً من كون الحريري رئيس تيار سياسي ولا بد ‏في حال تكليفه من أن يشارك سائر السياسيين في تركيبة حكومته‎".

في قصر بعبدا، لقاء وصف بـ"الإيجابي" دام ثلاثة أرباع الساعة بين عون والحريري، وهو ‏بحسب المصادر جاء في الشكل بمثابة "كسر للجليد" بين الجانبين، أما في المضمون فتركز ‏على "تشخيص الوضع والتشديد على وجوب التمسك ببنود المبادرة الفرنسية لا سيما لناحية ‏تأليف حكومة اختصاصيين تتولى تنفيذ الإصلاحات وضرورة التعهد بعدم عرقلتها"، غير أنّ ‏المصادر لفتت إلى أنّ عون الذي وافق الحريري على تطبيق ورقة الاصلاحات بكل مندرجاتها ‏‏"طلب منه أن يلتقي رئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل للتحدث في موضوع شكل ‏الحكومة وتسمية الوزراء فيها"، ما يشي بأنّ عقدة التمثيل السياسي لا تزال تعترض ولادة ‏حكومة من الاختصاصيين كما يطرحها الحريري، فباسيل وإن كان يبدي استعداداً لعدم ‏المشاركة شخصياً أو عبر وزراء من "التيار الوطني" في الحكومة إلا أنه من المؤكد "سيصرّ ‏على المشاركة في تسمية الوزراء المسيحيين واختيار نوعية الحقائب التي سيتولونها أسوةً ‏بترؤس الحريري لها‎".

أما في "عين التينة"، فكان اللقاء بين بري والحريري "أكثر انشراحاً"، لا سيما وأنّ رئيس ‏المجلس أبدى جهوزيته للمساعدة في "تذليل العقد واجتياز مرحلة التكليف"، وعُلم في هذا ‏المجال أنّ الحديث يدور حول تشكيل حكومة مصغرة من الاختصاصيين الذين لا يكون لهم ‏‏"أي انتماءات أو امتدادات حزبية"، على أن تكون مهمتهم إصلاحية بحتة ضمن إطار زمني ‏محدد، يعاد من بعده النظر في مسألة التمثيل الحزبي والسياسي في الحكومات إثر إنجاز مهمة ‏إنقاذ البلد اقتصادياً ومالياً عبر الفرصة الفرنسية المتاحة لحشد الدعم الدولي للبنان‎.

واليوم، ينطلق وفد كتلة "المستقبل" برئاسة النائب بهية الحريري إلى جانب النائبين سمير ‏الجسر وهادي حبيش في جولة على القيادات السياسية لضمان استعداد مختلف الكتل لتطبيق ‏الورقة الإصلاحية الفرنسية في حال تم تكليف الحريري ترؤس الحكومة. وأوضحت مصادر ‏الوفد أنّ الجولة تهدف إلى سماع إجابة صريحة وواضحة على سؤال مركزي يتمحور حول ‏‏"ما إذا كان الجميع لا يزال يؤيد المبادرة الفرنسية بحميع بنودها خصوصاً وأنّ هناك أصواتاً ‏خرجت في الآونة الأخيرة تعلن رفض فرض ضريبة من هنا وتشترط شروطاً معينة في ‏تطبيق إصلاح من هناك"، مشددةً على أنّ "المبادرة الفرنسية يجب أن تكون بمثابة بيان ‏وزاري إصلاحي ومن هنا لا بد من إعادة التأكيد على جميع بنودها"، وأضافت: "هذا هو ‏الهدف الأساس من جولة الوفد أما المفاوضات الحاسمة بشأن التأليف فسيقوم بها الرئيس ‏الحريري شخصياً بعد تكليفه‎".

وعشية جولة وفد "المستقبل"، فجّر رئيس "الحزب التقدمي الاشتراكي" وليد جنبلاط قنبلة ‏مدوية "غير ودية" في وجه الحريري من خلال إقفاله باب كليمنصو في وجه الوفد معلناً رفض ‏استقباله لأن "جنبلاط مش هيك بيتعامل"، حسبما عبّر خلال إطلالته المسائية عبر شاشة ‏‏"الجديد"، مؤكداً في مقابل ما وصفه بـ"التكليف الذاتي" للحريري عدم ضرورة مشاركة كتلة ‏‏"اللقاء الديمقراطي" في الاستشارات النيابية الملزمة في بعبدا طالما أنّ "الحريري سمّى نفسه ‏ومن الممكن أن تكون هناك صفقة مع جبران والثنائي الشيعي‎".

وفي معرض توجيهه انتقادات لاذعة للمقاربة الحاصلة في عملية التكليف والتأليف، سأل ‏جنبلاط جملة أسئلة أكد أنه ينتظر إجابات عليها قبل المضي قدماً في تسمية الحريري، قائلاً: ‏‏"لماذا يريدون إلغائي؟ شو بقول للدروز؟ شو حصتنا؟ المالية والداخلية محرّمة على الدروز ‏فهل يقبلون بإعطائنا الصحة مثلاً؟ الثنائي سيسمي الوزراء الشيعة وباسيل سيسمي وزراء ‏مسيحيين وفرنجية قد يُسمّي "فانوس أكبر" من فنيانوس، والدروز شو بيطلعلن؟‎".‎


أخبار متعلقة



جميع الحقوق محفوظة 2024