منذ 3 سنوات | لبنان / نداء الوطن

كتبت صحيفة " نداء الوطن " تقول : "‎تيتي تيتي"... بهذه العبارة يمكن اختصار الأجواء التي رشحت عن رحلة المشاورات ‏الحكومية التي ذهبت كما عادت، على خط بيروت - الكويت. فلا الرئيس ميشال عون لديه ما ‏يطرحه ولا الرئيس نبيه بري طرح ما لديه، وكانت النتيجة مشاورات خالية من بلورة أي ‏فكرة يُعتد بها لحلحلة مفاصل الأزمة الحكومية، وعلى ذلك استقر الرأي الرئاسي على اعتبار ‏‏"الدردشة الجوية" بمثابة نقطة انطلاق نحو كسر الجمود والجليد بين الأفرقاء السياسيين، ‏بالتوازي مع الشروع في تحديد موعد الاستشارات النيابية الملزمة ولو "على العمياني" قبل ‏تلمّس أي بصيص توافق داخلي، تكليفاً وتأليفاً. وترقبت مصادر مواكبة حصول "تحرك ‏فرنسي خلال الأيام القليلة المقبلة"، كاشفةً في هذا المجال لـ"نداء الوطن" عن تواصل جرى ‏ولم يتم الإعلان عنه بين عون والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ما قد يفضي إلى إعادة ‏تزخيم خطوط التشاور على أكثر من مستوى بين باريس وبيروت في الساعات المقبلة، تمهيداً ‏لتفعيل قنوات المبادرة الفرنسية ووضع آليات جديدة لتطبيقاتها حكومياً‎.

وإذ لفتت إلى أنّ المراوحة الحاصلة مردّها إلى "انتظار الأفرقاء اللبنانيين تحركاً فرنسياً ‏متجدداً لا سيما بعد التغييرات التي يعمد ماكرون إلى إجرائها ضمن فريق عمله المكلّف ‏بالملف اللبناني"، أشارت المصادر إلى أن "رحلة الكويت مهّدت لعودة الحرارة إلى خطوط ‏التواصل اللبنانية - اللبنانية لكن من دون أن تنجح في تحقيق أي شيء ملموس بعد، وجلّ ما ‏تم الاتفاق عليه هو ضرورة تحديد موعد للاستشارات النيابية في قصر بعبدا نهاية الأسبوع ‏الجاري أو الأسبوع المقبل كحد أقصى، بمعزل عما يمكن أن تسفر عنه الاتصالات ‏والمشاورات السياسية من نتائج توافقية مسبقة، باعتبار أنّ تحديد موعد للاستشارات أقلّه ‏سيضع الجميع أمام سقف زمني محدد لمحاولة التوصل إلى مخارج مقبولة لعملية التكليف ‏والتأليف‎".

تزامناً، رصدت خلال الساعات الأخيرة معالم تصدع على أرضية قوى 8 آذار خلّفتها ترددات ‏إعلان "اتفاق الإطار" مع إسرائيل، فجاء التجسيد الأوضح لها على لسان النائب جميل السيد ‏الذي قصف بعنف جبهة الحلفاء في الثنائي الشيعي من دون أن يسمي معتبراً أنّ "أميركا ‏اعتمدت معهم أسلوب غازي كنعان: شو بتحب تاكل، عصا أو جزرة؟! عقوبات فساد أو ‏ترسيم؟!" ليجيب في تغريدته: "دخيلكم، ترسيم الحدود مع إسرائيل أرحم‎".

وعلى الأثر استنفرت "عين التينة" جبهتها النيابية ضدّ السيّد فلاقى نصيبه من الردود النارية ‏وكان أعنفها على لسان النائب غازي زعيتر الذي وصفه بأنه "خبير بالفساد والخوات وغلام ‏يتسكع الرتبة تارة بالعصا وتارة بالجزرة"، وأضاف: "لو كان للذهب والقصور ألسن لنطقت ‏من أين لسيادة اللواء كل هذا؟ (...)غازي كنعان ترك لنا جميلاً سيئاً برتبة لواء وهي رتبة ‏يعرف "الجميل" كيف حاز عليها‎".

وإزاء البلبلة المتزايدة التي خلّفها الاتفاق مع إسرائيل على الشروع في مفاوضات الترسيم، ‏وبينما لاحظت أوساط متابعة "تضعضعاً في مواقف المنظّرين لسياسة الممانعة واختيار العديد ‏منهم الانكفاء إعلامياً خشية الوقوع في الحرج والإرباك على خلفية تراجع الثنائي الشيعي عن ‏تلازم المسارين البري والبحري في الترسيم والقبول بشرط أسبقية المسار الثاني، فضلاً عن ‏الرضوخ للشرط الإسرائيلي بأن تكون الولايات المتحدة هي الجهة الرعاية للتفاوض وليس ‏الأمم المتحدة كما كان يطالب الثنائي"، توقعت الأوساط لـ"نداء الوطن" أن يعمد الأمين العام ‏لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله في إطلالته غداً إلى إعادة "رص الصفوف والتخفيف من ‏وطأة الإرباك في محور الممانعة، عبر التشديد على أنّ موضوع الإعلان عن اتفاق الإطار ‏لترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل تم تضخيمه بشكل كبير ومفتعل من قبل بعض ‏الجهات لضرب صورة المقاومة والإيحاء بأنها تسير بركب التطبيع مع العدو، في حين أنّ ما ‏جرى لا يعدو كونه مجرد استكمال لخطوات سابقة تم البحث فيها على مدى السنوات الماضية ‏علناً مع الموفدين الأميركيين، من دايفيد هيل إلى دايفيد شينكر، وانتهت الأمور اليوم إلى ‏تحديد موعد لبدء المفاوضات دون أي التزامات مسبقة من الجانب اللبناني وبلا أدنى تفريط ‏بالحقوق السيادية والنفطية للبنان‎".

وبحسب الأوساط نفسها، فإنّ جوهر مقاربة نصرالله لهذا الملف سيتمحور حول استغراب ‏‏"تضخيم الموضوع والتعامل معه كمعطى مستجد في العلاقات مع إسرائيل بينما هناك لجنة ‏ثلاثية قائمة في الناقورة وهي تجتمع دورياً برعاية الأمم المتحدة بين الجيشين اللبناني ‏والإسرائيلي، أما "اتفاق الإطار" الذي أعلن عنه فسيبقى محصوراً بالشق التقني الحدودي بلا ‏أي أبعاد أو تبعات سياسية، مع إعادة تصويبه وتشديده على وجوب استخدام مصطلح الكيان ‏الإسرائيلي وعدم الاعتراف بإسرائيل كدولة شرعية حتى ولو تم التفاوض معها لترسيم ‏الحدود‎".‎


أخبار متعلقة



جميع الحقوق محفوظة 2024