منذ 3 سنوات | لبنان / نداء الوطن

 كتبت صحيفة " نداء الوطن " تقول : ‎سكونٌ يصمّ الآذان سياسياً وحكومياً، وصراخ الناس يتعالى داخل "طائرة" تهوي بسرعات ‏قياسية نحو الارتطام الكبير بأرض التفليسة، بينما المتحكّمون بقمرة القيادة يتعامون عن كل ‏المؤشرات الاجتماعية والصحية والاقتصادية والحياتية المنذرة بفقدان السيطرة على ‏الوضع وسط تسارع الخطى الآيلة إلى تجفيف منابع الدعم عن السلع الحيوية وجفاف ‏خراطيم البنزين في المحطات وتناقص مخزون الأدوية في المستودعات. فإذا كان من لعنة ‏القدر ونكد الدهر أن توكل مهمة الإنقاذ إلى أرباب الإفساد، لا بد بالتالي من أن يستمر ‏اللبنانيون أسرى ذهنية حكام يائسين بائسين لا يزالون ينقبون تحت أنقاض الهيكل عن أدوار ‏مفقودة وحصص موعودة حتى الرمق الأخير‎.‎

‎ ‎

وليس بعيداً عن هذه الذهنية، تدور المعطيات المتصلة بملف التأليف، لتبرز بين الحين ‏والآخر معضلة تمثيل هذا الفريق أو ذاك، مباشرةً أو مواربةً في تشكيلة مصطفى أديب، ‏والجديد القديم الذي يعود إلى الواجهة مع كل توليفة حكومية مسألة الحصة التمثيلية التي ‏سينالها "التيار الوطني الحر" في الحكومة لا سيما وأنّ إقصاء "التيار" عن حقيبة الطاقة كان ‏له الوطأة الأقسى على رئيسه جبران باسيل، فسعى إلى قلب طاولة المعادلة على الحلفاء ‏عبر طرح فكرة المداورة في الحقائب، لكن بعدما خاب رهانه على إمكانية إقصاء "حركة ‏أمل" عن وزارة المالية أسوةً بسحب بساط الطاقة من تحت أقدامه، يبدو باسيل متجهاً إلى ‏شهر سيف "المقاطعة" والتلويح به في مواجهة حكومة أديب على قاعدة: "عليّ وعلى ‏الثنائي الشيعي" فإما ندخل معاً الحكومة بحصص موازية أو نسحب الغطاء المسيحي ‏عنكم‎!‎

‎ ‎

ولأنّ الأسبوع الجاري سيشهد إنضاج الطبخة الحكومية العتيدة، توقعت مصادر مواكبة ‏لمشاورات التأليف لـ"نداء الوطن" أن يزيد منسوب الحماوة والضغوط خلال الأيام المقبلة ‏على الرئيس المكلف "لتحصيل ما يُمكن تحصيله منه على مستوى تمثيل المكونات ‏السياسية في تشكيلته على اعتبار أنّ تعطيل التأليف خيار غير متاح فرنسياً ولعبة استنزاف ‏الوقت غير قابلة للحياة خارج نطاق مهلة الـ15 يوماً التي حددها الرئيس إيمانويل ماكرون"، ‏مؤكدةً أنّه "خلال الساعات الثماني والأربعين المقبلة ستتبلور الكثير من التوجهات في ضوء ‏ما سيخلص إليه اجتماع قصر بعبدا المرتقب بين رئيس الجمهورية ميشال عون والرئيس ‏المكلف"، وسط ترجيح أن يسبق أو يلي هذا الاجتماع "لقاء مفصلي" بين الرئيس المكلف ‏وباسيل يحدد الأخير بموجب نتائجه اتجاه الأمور على صعيد "الارتباط أو فك الارتباط" بينه ‏وبين حكومة أديب في حال عدم الأخذ بالحد الأدنى من مطالبه الوزارية‎.‎

‎ ‎

وبينما حسم معظم الأطراف الداعمة للتكليف توجهاتهم إزاء التأليف، سواءً بعدم المشاركة ‏كـ"المستقبل" و"الاشتراكي" أو بالمشاركة كثنائي "حزب الله" و"حركة أمل" تحت ستار ‏‏"ميثاقية التوقيع الثالث" في وزارة المالية، كشفت المصادر أنّ الوزير السابق علي حسن ‏خليل أبلغ الرئيس المكلف صراحةً بأنّ الثنائي الشيعي يعتبر "وزارة المال خارج أي مفهوم ‏للمداورة ولا مجال للتراجع عن ذلك"، لافتةً إلى أنّ "ما عزز هذا الموقف هو ما استُشف من ‏الاتصالات الفرنسية المواكبة لعملية التأليف بأنّ باريس لا تعارض هذا الأمر لرغبتها بأن ‏تحظى حكومة أديب بغطاء سياسي لمهمتها الإصلاحية لا سيما على مستوى التعاون ‏المطلوب بينها وبين رئيس مجلس النواب نبيه بري لإقرار القوانين والمراسيم ذات الصلة ‏بهذه المهمة‎".‎

‎ ‎

من ناحيتها، تؤكد مصادر التقت الرئيس المكلف لـ"نداء الوطن" أنه يرى الأمور متجهة نحو ‏خواتيم إيجابية ضمن سقف المهلة الفرنسية الممنوحة للتأليف، كاشفةً أنه "سيواصل هذا ‏الأسبوع عملية استمزاج الآراء دون حسم أي من توجهاته، لا في الشكل ولا في تقسيم ‏الحقائب والمداورة، على أن يضع ما يراه مناسباً من تعديلات على تصوره الأولي لحكومته ‏تمهيداً لبلوغ مرحلة إسقاط الأسماء على الحقائب الأسبوع المقبل قبيل زيارته بعبدا حاملاً ‏تشكيلته النهائية‎".‎

‎ ‎

أما في جديد تحقيقات انفجار المرفأ، فلاحظت مصادر مواكبة للملف "بوادر لفلفة للقضية" ‏من خلال ما أثير خلال الساعات الأخيرة عن عدم إقدام رئيس الجمهورية على توقيع مرسوم ‏إعفاء المدير العام للجمارك بدري ضاهر من مهامه الوظيفية ووضعه في تصرف رئيس ‏مجلس الوزراء، رغم أنّ المرسوم حاز على كل التواقيع اللازمة من رئيس حكومة تصريف ‏الأعمال حسان دياب ووزير المال غازي وزني. وبرز في السياق عينه، ما كشفه مساءً ‏الإعلامي المتخصص في قناة "الجديد" رياض قبيسي عن إحالة ضاهر إلى التوقيف في أحد ‏‏"مكاتب" إدارة الجمارك رغم أنّ الجمارك لا تملك سجوناً مخصصة للتوقيفات، معتبراً أنّ ‏هذه الخطوة تأتي في إطار التمهيد لتبرئة ضاهر بضغط عوني من دون أن يستبعد عودته ‏‏"محمولاً على الأكف" إلى المرفأ. كذلك كشف ان مسؤولين أمنيين آخرين موقوفين نقلوا ‏الى "سجون" اختاروا ان تكون في المؤسسات التي يتبعون لها‎!‎


أخبار متعلقة



جميع الحقوق محفوظة 2024