منذ 7 سنوات | العالم / الحياة

حين دعا الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عبر تطبيق «فايس تايم» الإلكتروني الناس إلى الخروج ضد المحاولة الانقلابية ليلة 15 تموز (يوليو) الماضي، عبر قناة «سي أن أن تورك»، اندفع الأتراك في إزمير إلى الساحة الرئيسية بالآلاف لإنقاذ تركيا من الانقلابيين... وخلال مساهمتهم الإنقاذية، حاول بعض المشاركين في لحظة هياج وغضب تدمير أقدم برج ساعة في الدولة العثمانية، أُنقذت بشق الأنفاس في اللحظة الأخيرة. إلا أن الدمار طاول الواجهة الغربية المقابلة للبحر.

حملت الصحافة المحلية في إزمير بعنف على الهياج الشعبي الذي صب بعضهم غضبه على ساعة المدينة. ويعود الدور الأساسي في وقف عملية التدمير إلى حارس البرج، فتي باموك أوغلو، الذي سارع إلى الساحة ما إن سمع بتوافد الحشود إليها، وتمكن من جمع القطع المحـــطمة وتسليمها إلى البلدية من أجل عملية الترميم.

وكانت هذه المرة الثالثة التي تتوقف فيها ساعة إزمير منذ إنشائها العام 1901. في المرة الأولى، كانت خلال حريق إزمير الكبير العام 1922 عقب هزيمة القوات اليونانية ودخول القوات التركية إلى المدينة. حينها التهم الحريق أكثر من نصف المدينة، وقتل خلالها عشرات الآلاف، في حادث تبادل فيه الطرفان الاتهامات، وانتهى مع هذا الحريق الطابع اليوناني لإزمير في شكل نهائي. كانت تلك المرة الأولى التي توقفت فيها عقارب الساعة...

في المرة الثانية، أثناء الزلزال الذي ضرب المدينة العام 1974، وكان مركزها قريباً من البرج، وكانت فترة التعطيل طويلة نسبياً، وبلغت عامين إلى أن أُصلحت.

ويشكل برج الساعة أهم رمز تاريخي وسياحي لإزمير، فتتميز بذلك عن إسطنبول التي لم تحظ ببرج مماثل في ساحة تقسيم. وكان برج الساعة في إزمير هو الأول على مستوى السلطنة، وتبعتها لاحقاً كثير من المدن العثمانية.

أمر الصدر الأعظم محمد سعيد باشا ببناء البرج الحجري العام 1901، في الذكرى الـ25 لاعتلاء عبدالحميد الثاني عرش السلطنة، وارتفاع البرج 25 متراً. وجمع أموال المشروع من تبرعات تجار مسلمين ويونانيين من أبناء إزمير. أما الساعات الأربع على البرج، فكانت هدية قدمها إمبراطور ألمانيا فيلهلم الثاني للسلطان. بقيت الساعة تحمل الرمز الأبجدي لاسم السلطان، كما نقش عليها شعار الجيش العثماني، وكلا الرمزين أزيل بعد إعلان تأسيس الجمهورية.

وأوكلت مهمة تصميم البرج إلى المهندس المعماري الفرنسي ريمون شارل بير. وبني على طراز العمارة المغربية. وجلب المهندس الفرنسي رخاماً خاصاً من مرسيليا، ودمج في تصميمه بين مدارس معمارية عدة. ولمكانتها المهمة، حملت الورقة النقدية من فئة 500 ليرة صورة برج إزمير بين 1983 و1989.

وتقع الساعة في ساحة كوناك، التي تحتل قلب إزمير، وهذا القلب لا يقع في منتصف المدينة، بل على طرفها الغربي القريب من ساحل بحر إيجه. وتحرص الشركات السياحية في إعلاناتها على ذكر أنها قريبة من برج الساحة. وعدّد موقع سياحي تركي أكثر من 120 فندقاً قائماً في جوار البرج.

ويشير البروفسور ظافر طوبراق، من جامعة بوغازيجي، في تصريح إلى صحيفة «حرييت» أن بناء برج الساعة كان علامة فارقة في الدولة العثمانية ورمزاً للحداثة.


أخبار متعلقة



جميع الحقوق محفوظة 2024