منذ 3 سنوات | لبنان / الديار

 كتبت صحيفة " الديار " تقول : بينما كانت البلاد تستعد لاطلاق موجة جديدة من التدابير الصارمة لمواجهة تفشي ‏فيروس "كورونا"، عاش كيان العدو ساعات عصيبة بعد ظهر امس، وسط حال من ‏الارباك والتخبط العسكري والسياسي، ازاء ما بات يعرف "برعب الشمال"، ترجم ‏‏"هيستيريا" عسكرية على الارض، وسخرية في وسائل الاعلام العبرية، حيث خاض ‏جيش الاحتلال معركة "وهمية" مع نفسه على الحدود الجنوبية، بعدما وصل التوتر ‏الى ذروته لدى قيادة المنطقة الشمالية بفعل انتظار رد المقاومة على استشهاد احد ‏عناصرها في دمشق، وبعد انتظار "ثقيل" خرج حزب الله عن صمته معلنا عدم وجود ‏اي عملية عسكرية في مزارع شبعا، مكذبا كل الادعاءات الاسرائيلية، والاهم كان ‏تأكيده ما يعرفه الاسرائيليون بان الرد "آت لا محالة" ليس فقط على استشهاد علي ‏كامل محسن وانما على استهداف احد المنازل في بلدة الهبارية، وهذا يعني ان ‏الاوضاع عادت الى "المربع الاول" بحيث يبقى الجيش الاسرائيلي على "اجر ‏ونصف" بانتظار الرد، بينما تظهر كل المؤشرات عدم رغبة اي من الاطراف بتصعيد ‏الموقف الميداني باتجاه حرب شاملة، خصوصا بعد تسريب تقارير اسرائيلية عن عدم ‏جهوزية قوات الاحتياط للقتال...‏



وفي معلومات "الديار"، فان ما حصل لم يكن سوى عملية "استطلاع" لمجموعة من ‏المقاومة، لم تدخل في اي اشتباك مع قوات الاحتلال، وبعد ان ظن الاسرائيليون انها ‏تحضر لعملية عسكرية في المنطقة، فقدوا "اعصابهم" وقاموا بعمليات قصف مركزة ‏في مزارع شبعا ومحيطها، وسواء كانت النية لدى المجموعة تنفيذ عملية عسكرية في ‏هذا التوقيت او مقدمة للرد، فقد بات لدى مجموعات الرصد التابعة لحزب الله معلومات ‏شديدة الاهمية حيال الجهوزية الاسرائيلية، وكيفية تعامل قوات الاحتلال المستنفرة ‏ميدانيا منذ اسبوع، مع الاحداث على الارض، وهذا ما يعطي المقاومين اسبقية في ‏المرحلة المقبلة بعدما نجحت عملية "جس النبض" الميدانية في كشف مكامن الخلل ‏على طول الجبهة.‏

انهيار "الثقة"‏

وكان رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو قد اعلن ان إسرائيل مستعدة لكافة ‏السيناريوهات وعقد مشاورات أمنية إسرائيلية لتقييم الاحداث في مزارع شبعا،وفي ‏مؤتمر صحافي مع وزير الحرب بيني غينتس، كرر نتانياهو الرواية الاسرائيلية حول ‏تسلل مقاتلين من حزب الله، محذرا السيد نصرالله ولبنان من رد اسرائيلي قوي حيال ‏اي عملية، وقال "يجب ان يعلم حزب الله انه "يلعب بالنار" واي هجوم ضدنا سيواجه ‏برد كبير... وفي انتقاد مباشر للحكومة الاسرائيلية اكد وزير الحرب الاسرائيلي السابق ‏افيغدور ليبرمان ان "السيد نصرالله مع الاسف اثبت ان "الكلمة" عنده" كلمة "السن ‏بالسن والعين بالعين"، للاسف عنصر من حزب الله قتل في دمشق، وكل الشمال ‏مشلول..؟"‏

وقد انعكس الارباك الاسرائيلي، مزيداً من انهيار الثقة بين الاسرائيليين وقيادتهم ‏السياسية المأزومة، وقد عكست وسائل الاعلام الاسرائيلية اتساع هذه الهوة من خلال ‏التعامل المرتبك مع الاحداث، في بداية الامر قالت القناة الـ13 العبرية إنّ "حدثاً أمنياً ‏خطيراً جداً يجري على الحدود"، وقالت وسائل إعلام عبرية أخرى إن "الحديث يدور ‏عن إطلاق صاروخ مضاد للدروع تجاه قوة من الجيش الإسرائيلي"، من جهته اشار ‏المراسل العسكري للقناة الـ10، أور هيلر، ان الجيش الإسرائيلي "رصد مجموعة من ‏حزب الله، واستهدفها"، مشيراً إلى تصفية المجموعة، من جهته اكد المحلل العسكري ‏الإسرائيلي للقناة الـ13، ألون بن ديفيد، أنّ "المجموعة تسلّلت إلى داخل الحدود ثم ‏هرب عناصرها"... أما صحيفة "معاريف" فوصفت الحادثة بأنها محاولة تسلّل، ‏وعملية إطلاق صاروخ كورنيت، واشارت الى ان حزب الله أراد الرد بعملية مزدوجة.‏

سخرية وتشكيك اعلامي

وبعد ساعات "انقلب المشهد" واشارت قناة "كان" الى ان "توتراً في الجيش ‏الإسرائيلي قد يكون أدّى إلى إطلاق نار متبادل بين الجنود، ولم تحصل أيّ عملية من ‏قبل حزب الله"! وبدورها شكّكت القناة الـ12 بكلّ الرواية الأمنية لجيش العدو، ‏وتساءلت: "ما هذه الرواية؟". كذلك، قالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" أنّه "إذا كان ‏صحيحاً ما قاله الجيش الإسرائيلي، فلينشر "فيديوات"، وإلا ما أعلنه سيكون عملية ‏احتيالية"، من جهتها اعتبرت صحيفة "هارتس" ان "أداء الجيش الاسرائيلي مُقلق، ‏وقالت "ليس هكذا يتصرّف الجيش القوي في الشرق الأوسط، لقد بثّ الهلع بدعم من ‏وسائل الإعلام، لقد ربح حزب الله بالضغط على الوعي"...‏



‏ "الغموض البناء"...‏

وفي استمرار لاستراتيجية الغموض البناء، وبعد "صمت" لساعات، اصدر حزب الله ‏بيانا قال فيه، أن حالة الرعب التي يعيشها جيش الاحتلال الصهيوني ومستوطنوه عند ‏الحدود اللبنانية، وحالة الاستنفار العالية والقلق الشديد من ردة فعل المقاومة على ‏جريمة العدو التي أدت إلى استشهاد الأخ المجاهد علي كامل محسن، و كذلك عجز ‏العدو الكامل عن معرفة نوايا المقاومة، كل هذه العوامل جعلت العدو يتحرك بشكل ‏متوتر ميدانياً وإعلامياً على قاعدة "يحسبون كل صيحة عليهم".‏



واكد البيان، إن كل ما تدعيه وسائل إعلام العدو عن احباط عملية تسلل من الأراضي ‏اللبنانية إلى داخل فلسطين المحتلة، وكذلك الحديث عن سقوط شهداء وجرحى للمقاومة ‏في عمليات القصف التي جرت في محيط مواقع الاحتلال في مزارع شبعا هو غير ‏صحيح على الإطلاق، وهو محاولة لاختراع انتصارات وهمية كاذبة. واكدت المقاومة ‏الإسلامية أنه لم يحصل أي اشتباك أو إطلاق نار من طرفها "حتى الآن"، وإنما كان ‏من طرف واحد فقط هو العدو الخائف والقلق والمتوتر.. وختم البيان بالقول، إن ردنا ‏على استشهاد الأخ المجاهد علي كامل محسن الذي استشهد في العدوان الصهيوني على ‏محيط مطار دمشق الدولي آت حتماً، وما على الصهاينة إلا أن يبقوا في انتظار العقاب ‏على جرائمهم، كما أن القصف الذي حصل على قرية الهبارية وإصابة منزل أحد ‏المدنيين لن يتم السكوت عنه على الإطلاق".‏

تخبط اسرائيلي

وفيما كشف اعلام العدو قبل ساعات من الاحداث في شبعا، بان اسرائيل تعمل جاهدة ‏لمنع حزب الله من الرد، وذلك عبر ارسال تهديد للحكومة اللبنانية بواسطة جهات ‏غربية، عبر التأكيد ان اسرائيل لن تقبل بمقتل أي جندي، وأنها ستضرب العمق اللبناني ‏لمهاجمة أهداف حزب الله... في المقابل اشارت مصادر اسرائيلية اخرى ،ان رئيس ‏الحكومة بنيامين نتانياهو شدد في وقت سابق على قياداته الأمنية والعسكرية بالعمل ‏على إفشال قيام حزب الله برد موجع أو تناسبي أو ردعي، لان اسرائيل ليست بوضعية ‏تتيح لها القيام بحرب واسعة او حتى رد محدود داخل لبنان...لكن عمق ازمة قوات ‏الاحتلال تظهر في تسريبات عسكرية لوسائل اعلامية اشارت الى ان التحدي الأكبر ‏يتمثل بإبقاء الجنود بعيدا عن الحدود لعدم توفير أهداف لحزب الله والدفاع عن البلدات ‏والبؤر العسكرية الموجودة بالقرب من الحدود.‏

قلق من ضعف الجهوزية؟ ‏

وقبل ساعات من التوتر العسكري جنوبا، كشف استطلاع رأي أن أغلبية جنود ‏الاحتياط في جيش الاحتلال، يعتقدون أنهم غير مستعدين للحرب، وقالت الإذاعة ‏الاسرائيلية العامة، إن قيادة الجيش قلقة من الصورة القاتمة التي عكسها الاستطلاع ‏الذي يظهر تدنيا متواصلا في قدرات وجاهزية وحماس جنود الاحتياط، وحسب هذا ‏الاستطلاع الداخلي، يقول 15% فقط من جنود الاحتياط إنهم يتدربون بشكل كاف، فيما ‏انتقد غالبيتهم جودة العتاد الخاصة بهم. ونقلت الإذاعة الإسرائيلية عن ضابط كبير قوله ‏إن نتائج الاستطلاع تكشف عن عمق أزمة طالما حذر منه ضباط وجنود منذ سنوات ‏مثلما يكشف عن أزمة ثقة بينهم وبين الجيش. وقال "من الواضح أنه من واجب جيش ‏الاحتياط أن يتمتع بلياقة وجاهزية قتالية لعدم وجود بديل له وبدونه لا يوجد ‏انتصار"... واشارت الاذاعة الى انه وعلى الرغم من التحذير بوجود ازمة في قوات ‏الاحتياط ليس جديدا، الا ان قيادة سلاح البر عرضت مؤخرا تقارير معمقة حول وجود ‏ثغرات في التدريب والجهوزية امام رئيس اركان الجيش افيف كوخافي.‏



‏ مواجهة الانهيار الصحي ‏

على المستوى الصحي عادت البلاد الى "نقطة الصفر" مجددا، ففي محاولة "مرتبكة" ‏لتجاوز المنعطف الخطير بعد الارتفاع الكبير في عداد الإصابات اليومية بفيروس ‏‏"كورونا"، الذي بلغ بالامس 132 اصابة جديدة رفعت العدد التراكمي للحالات المثبتة ‏الى 3882، سيتبنى المجلس الاعلى للدفاع والحكومة اليوم توصيات لجنة المتابعة ‏لمكافحة "الوباء" التي اوصت بالعودة الى تدابير الصارمة، لكن اللافت بالامس ‏حصول "بلبلة" صحية بعد حصول تغيير في نتائج الفحوصات المخبرية التي اجريت ‏للنائب جورج عقيص، وبعض المصابين في قرطبا، بعدما تبين حصول خطأ ادى الى ‏بلبلة كبيرة في البلاد، وهو ما يضعف الثقة بنتائج بعض المختبرات الرسمية والخاصة، ‏اما كيفية العودة الى الاقفال فيتم حسمها اليوم بعد نقاش حوله بين وزير الصحة الذي ‏كان يريد الاقفال التام لاسبوعين، لكن وزير الداخلية محمد فهمي رفض ذلك لاسباب ‏اقتصادية، فخرجت التوصيات "خليط" من مرحلتين من غير المعروف اذا ما كانت ‏كافية لاعادة "الوباء" الى الوراء...‏



‏ اجراءات الاقفال

‏ واعلن فهمي، أنه سيتم اقفال البلاد بشكل كامل من مؤسسات وشركات خاصة ‏وقطاعات مصرفية"، موضحا أنه "تستثنى من هذا القرار المؤسسات الاستشفائية، ‏الصحية، الامنية، العسكرية، الصناعية، الزراعية، والاعلامية، وذلك بالإضافة إلى ‏المرافئ البحرية والبرية والجوية والبلديات والمرافق العامة وفقا لجدول مناوبة يتم ‏تحديده".‏



واشار الى ان التدابير الوقائية المعتمدة، وتبعا لواقع الاقفال من 30 تموز 2020 إلى ‏‏10 آب 2020، سيتم التقيد بإقفال الحانات والملاهي الليلية، والغاء السباقات، واقفال ‏غرف المؤتمرات والصالات، والاسواق الشعبية، وملاهي الأطفال والحدائق العامة، ‏بالإضافة إلى إلغاء المناسبات الدينية، واقفال المسابح الداخلية في الأندية ووقف حالات ‏التدريب الجماعي، في حين أن الآلات ستظل مفتوحة أمام المتدربين"، لافتا الى انه ‏‏"سيتم التواصل مع الفعاليات الدينية لإغلاق دور العبادة، توازيا مع منع جميع الحفلات ‏والسهرات".‏



وأكد فهمي أن "المطاعم والملاهي سيتم فتحها ب 50% من قدرتها الاستيعابية، بينما ‏سيتم اقفال جميع دور السينما والمسارح"، طالبا من "المواطنين البالغين من العمر 65 ‏سنة وما فوق، التزام منازلهم والابتعاد عن الاختلاط". ونوه بأن "وسائل النقل سيتم ‏تسييرها ب 50% من قدرتها الاستيعابية".‏



اما بالنسبة للمراكز الحدودية، فاكد وزير الداخلية انه ابتداء من 31 تموز، سيتعين على ‏الوافدين ابراز نتيجة فحص نتائج سلبية، كما انه على جميع الوافدين الى لبنان من ‏البلدان التي تشهد نسبة اصابات منخفضة الخضوع لفحص "بي سي آر" والتزام العزل ‏المنزلي لمدة اقصاها 48 ساعة حتى صدور نتيجة الفحص، في حين أنه على جميع ‏الوافدين التي تشهد بلدانهم اصابات مرتفعة، الخضوع لفحص كورونا والانتقال للعزل ‏ضمن مراكز الحجر على نفقتهم الخاصة لمدة اقصاها 48 ساعة، على ان يصار خلال ‏هذه المدة تحديد اسم المختبر وموعد الفحص الثاني الذي سينفذه الوافد.‏



‏ "ارباك" التحقيق الجنائي؟

وتناقش الحكومة في جلستها اليوم ايضا عقد وزير المال غازي وزني مع شركة ‏‏"مارسال اند الفارز" للقيام بالتحقيق الجنائي، وفي هذا السياق، تشير مصادر وزارية ‏الى وجود نية لاحالة مسودة الاتفاق الى هيئة الاستشارات في وزارة العدل، لابداء ‏الراي في تفاصيل العقد، خصوصا ان عددا من الوزراء لديهم علامات استفهام حول ‏جدوى المضي بالخطوة، وهدر نحو مليوني دولار، اذا كان مصرف لبنان محصناً ‏قانونيا بالسرية المصرفية التي تمنع موظفيه من الافصاح عن اي معلومات في هذا ‏الاطار، ودون حصول تعديل قانوني ستكون النتائج مخيبة.. وفي هذا السياق يناقش ‏مجلس الوزراء اقتراح قانون يرمي الى رفع السرّية المصرفية، وكذلك مشروع قانون ‏اعده وزير الداخلية محمد فهمي يرمي الى إعفاء كافة المركبات الآلية من رسوم السير ‏السنوية ورسم اللوحات المميزة للعام 2020 او العام 2021 حصراً والغرامات ‏المرتبطة بها

.‏

‏ التهديد "بالعتمة"‏

في هذا الوقت، وفيما تحدثت المعلومات عن عودة مادة البنزين الى المحطات خلال 24 ‏ساعة، لا تزال الكثير من المحطات تمتنع عن بيع الوقود بسبب عدم تسلمها المحروقات ‏من الشركات، وفيما لا يزال التقنين الكهربائي على قساوته، نفذ تجمع أصحاب ‏المولدات الكهربائية اعتصاما أمام وزارة الطاقة، أعلنوا خلاله بدء التقنين في كل ‏المناطق، وطالبوا الحكومة بإيجاد آلية لتزويدهم بالدولار وتأمين مادة المازوت بالسعر ‏الرسمي، لا عبر السوق السوداء"، كما طالبوا برفع سعر التعرفة، وأعلنوا عن "البدء ‏بالتقنين المكثّف"، وهددوا بالاطفاء الشامل بعد اسبوع، اذا لم تتم الاستجابة لمطالبهم...‏



‏ "موديز" وتخفيض جديد

ومن المؤشرات الاقتصادية السلبية تخفيض وكالة موديز تصنيفها الائتماني للبنان ‏من"سي اي" الى "سي"، وقد عللت "الوكالة" ذلك بأنه يعكس تقديراتها بأن الخسائر ‏التي يتكبدها حائزو السندات خلال التعثر الحالي للبنان عن السداد من المرجح أن ‏تتجاوز 65 في المئة، كما أوضحت أن قرار عدم وضع نظرة مستقبلية للتصنيف ‏الائتماني للبنان يستند إلى احتمالات مرتفعة جدا لخسائر كبيرة للدائنين غير ‏الرسميين...‏


أخبار متعلقة



جميع الحقوق محفوظة 2024