منذ 3 سنوات | لبنان / نداء الوطن

 كتبت صحيفة " نداء الوطن " تقول : ‎هذا ما جناه العهد على نفسه وما جناه عليه أحد… فعلى قاعدة "من يزرع الريح يحصد العاصفة" جاءت الردود ‏على الدعوة العونية إلى جلسة حوارية في القصر الجمهوري بعد غد الخميس، لا سيما من "بيت الوسط" حيث ‏سحب رؤساء الحكومات السابقون بساط الميثاقية من أرضية الدعوة بإعلانهم عدم المشاركة في اجتماع "بلا ‏أفق" يشكل "مضيعة لوقت الداعي والمدعوين"، ربطاً بافتقاره إلى جدول أعمال واضح و"خريطة طريق" تتلاقى ‏عناوينها مع القضايا الوطنية التي عدّدها البطريرك الماروني بشارة الراعي في عظة الأحد، لتتجه الأنظار تالياً ‏باتجاه معراب غداً في سبيل تلمّس ما سيقرره تكتل "الجمهورية القوية"، علماً أنّ موقف "القوات" كان قد عكس ‏في أكثر من مناسبة "عدم الاقتناع بفائدة الدعوة الحوارية" في المرحلة الراهنة. ولأنّ الأغلب الأعم في الأسباب ‏الكامنة وراء عدم التجاوب مع رغبة السلطة في انعقاد الحوار يتمحور في جوهره حول عدم رغبة المعارضة في ‏استخدامها كـ"ورقة توت" تواري سوءات وفضائح الحكومة القائمة، برزت أمس فضيحة مدوية جديدة في سجل ‏هذه الفضائح، من خلال ما تكشف لـ"نداء الوطن" من معلومات تفيد بأن رئيس الحكومة حسان دياب أجهض ‏طرحاً رسمياً قدمته مصر لمساعدة لبنان في مجال الطاقة، متجاهلاً إياه ومحاولاً استثماره عبر فرض ما يشبه ‏المقايضة بين استقباله في القاهرة وقبول البحث في تفاصيل المبادرة المصرية‎.‎

‎ ‎

وفي التفاصيل، أنه غداة تأكيد وزير الطاقة ريمون غجر عدم القدرة على تخفيف تقنين الكهرباء القاسي، لم ‏تستغرب مصادر ديبلوماسية وصول لبنان إلى ما وصل إليه من عجز عن معالجة هذه الأزمة في ظل أداء ‏حكومي قاصر عن مقاربة الحلول اللازمة. وتكشف المصادر في هذا المجال لـ"نداء الوطن" أنّ رئيس الحكومة ‏المصرية مصطفى مدبولي اتصل بدياب إثر إقرار مجلس الوزراء عملية تأهيل معملي دير عمار والزهراني مبدياً ‏استعداد بلاده لمعالجة موضوع الكهرباء في لبنان، مؤكداً أنّ شركة السويدي المصرية ترغب بالتعاون مع شركة ‏‏"سيمنز" الألمانية في المساهمة بإعادة تأهيل المعملين وفق المواصفات والمعايير التقنية الدولية، وتجهيزهما في ‏مدة زمنية معقولة ليكون بمقدور كل منهما استقبال مادة الغاز المسال لتوليد الطاقة. وأبدى جهوزية القاهرة للتنسيق ‏مع الحكومة الألمانية لتسهيل هذه العملية فضلاً عن تعهده بتأمين حاجة لبنان من الغاز المسال بأسعار مخفضة ‏وبالتقسيط المريح، لكنّ المفاجأة، وفق ما عبرت المصادر الديبلوماسية، كانت بأنّ دياب تعامل ببرودة مع الطرح ‏المصري ولم يبادر إلى متابعته إنما ركّز اهتمامه على مسألة تلبية طلبه بزيارة القاهرة رافضاً حتى فكرة إيفاد ‏وزير الطاقة إلى هناك لمناقشة الطرح المصري قبل الرد إيجاباً على طلباته المتكررة بزيارة العاصمة المصرية‎.‎

‎ ‎

أما في جديد المفاوضات مع صندوق النقد الدولي، فلفت الانتباه دخول الصندوق خلال الاجتماع الدوري مع الوفد ‏الحكومي في محظور قوى 8 آذار من خلال وضعه الإصبع على النزيف الحاصل في الخزينة جراء تخمة ‏التوظيفات في القطاع العام، وعلمت "نداء الوطن" أنّ وفد صندوق النقد طلب إعداد خطة تُظهر آليات العمل ‏والتوظيف في إدارات الدولة، الأمر الذي لا ريب في أنّ فريق السلطة سيسعى جاهداً إلى صده ومحاولة إيصاد كل ‏الأبواب الإصلاحية في وجه المطالبة بتقليص حجم القطاع العام واستئصال المحسوبيات والأزلام من هيكلياته ‏الإدارية‎.‎

‎ ‎

توازياً، وعلى جبهة تصدي لجنة تقصي الحقائق لـ"حرتقات" لوبي المستشارين في السراي الحكومي والقصر ‏الجمهوري، حيث لا تزال مصادر معنية ترصد "محاولات مستمرة من قبل هذا اللوبي لضخ معلومات مغلوطة ‏تتعمد التشويش على أعمال اللجنة"، فستكون هذه اللجنة النيابية المنبثقة عن لجنة المال والموازنة اليوم على موعد ‏مع أول خرق تسجله في "جدار المستشارين" على طاولة صندوق النقد الدولي خلال الاجتماع الذي سيعقد بين ‏وفد اللجنة برئاسة النائب ابراهيم كنعان ومشاركة النائبين نقول نحاس وياسين جابر مع وفد الصندوق. إذ وحسبما ‏أفادت المصادر "نداء الوطن" فإنّ النقاش سيتعدى مسألة الاختلاف في الأرقام الذي كان قائماً بين الحكومة ‏والمصرف المركزي وجمعية المصارف، بعدما بيّن التدقيق المالي في الخطة الحكومية عدم دقة أرقامها "لتتخذ ‏المسألة أبعاداً جديدة متصلة بالاستراتيجية الواجب اتباعها للخروج من نفق الأزمة"، موضحةً أنه "بينما تقول ‏نظرية الحكومة بذهاب لبنان مستسلماً سلفاً إلى طاولة المفاوضات من خلال اعتمادها على شطب الديون وتعرية ‏الدولة اللبنانية أمام الدائنين، اختلفت مقاربة اللجنة النيابية عن هذا الطرح الهدّام مالياً واقتصادياً ومصرفياً فاستبدلت ‏فكرة شطب الديون عشوائياً باستراتيجية عدم إعلان التوقف عن الدفع بالنسبة إلى سندات الليرة واحتساب خسائر ‏استحقاقات القروض حتى العام 2027 فقط". وحذرت المصادر في المقابل من أنّ "ما تطرحه الحكومة إنما يلقى ‏قبولاً من الصندوق الدولي باعتباره يفوق ما يطلبه منها، لكنّ خطورته في حال اعتماد ذلك ستنعكس سلباً على ‏الاقتصاد اللبناني، ومن هنا لا بد من اعتماد استراتيجية مغايرة تتقاطع في أسسها مع متطلبات صندوق النقد لكنها ‏تؤمن في الوقت عينه حماية الاقتصاد الوطني من دون الانسياق الأعمى وراء لعبة الأرقام وتضخيمها لضمان ‏الحصول على القروض‎".‎

‎ ‎

واليوم يستلم رئيس مجلس النواب نبيه بري من كنعان التقرير النهائي الذي أعدته لجنة تقصي الحقائق "بعد ‏مناقشات مضنية تمكنت من تقريب المسافات بين الأرقام في الورقة المالية"، وفق ما عبّرت مصادر اللجنة لـ"نداء ‏الوطن" مشيرةً إلى أنّ "المشكلة الأساس في الأرقام كانت في المقاربات التقديرية التي وضعها مستشارو الحكومة ‏من دون التدقيق العلمي فيها"، ولاحظت وجود "أطراف منزعجة مما توصلت إليه اللجنة وتحاول "الحرتقة" ‏عليها من خلال تسريبات إعلامية لبعض المستشارين الذين يعتبرون أنّ المصلحة الوطنية تقضي بتقديم أنفسنا ‏مفلسين أمام صندوق النقد‎".‎


أخبار متعلقة



جميع الحقوق محفوظة 2024