منذ 4 سنوات | لبنان / البناء

 فيما دول العالم باتت تحت وطأة كورونا الذي يهدد خطوطا أساسية في الحركة ‏العالمية للنقل والتجارة والمواصلات إلى جانب خطورته الصحية على البشر؛ حيث ‏تتوالى إعلانات الدول والحكومات عن الحجر الصحي على مناطق ومدن ووقف ‏الرحلات الجوية أو إقفال الحدود؛ فإن خريطة انتشار الوباء تتسع وتزداد معها حالات ‏الوفيات، فيما لا علاج بعد لوقف هذا المرض‎.‎
وفي لبنان يستمر الارتفاع الملحوظ في حالات المصابين بفيروس كورونا بمعدل ثلاثة ‏إلى أربع حالات يومياً، وتزداد مخاوف اللبنانيين من سرعة انتشاره أكثر والقلق من ‏أن يصل إلى معظم المناطق اللبنانية. وفي التقرير الصادر عن مستشفى رفيق ‏الحريري الجامعي، مساء الاحد، ارتفع عدد المصابين الى 32 حالة، 29 منهم حالتهم ‏مستقرة والثلاثة الباقون حالتهم حرجة‎.‎


وفي الوقت الذي يعتمد فيه اللبنانيون على مبدأ الوقاية الذاتية، تعمل الفرق الطبية ‏والجمعيات الأهلية والمدارس والجامعات والدوائر الرسمية والخاصة ودور العبادة ‏على تعقيم المراكز التابعة لها وتزويدها بالمواد المطهرة واستخدام الكمامات في ‏التجمعات المكتظة ومناسبات الافراح والأتراح‎.‎


وفي هذا السياق، أبلغت مصادر وزارة الصحة "الأنباء" أن عدد الاصابات في لبنان ‏بشكل عام حتى الساعة لا يزال مقبولاً قياسًا لعدد المصابين في غيره من الدول لا ‏سيما العربية والمحيطة، وهذا مؤشر إلى أنه طالما كان هناك التزام من الجميع ‏بتعليمات الوزارة واتباع الارشادات التي تصدر عنها وعن كل العاملين في الشأن ‏الصحي، لطالما بقيت الفرص أعلى لإمكانية الحد من المرض‎.‎


وأشارت مصادر الوزارة الى أن القسم الكبير من المستلزمات الطبية لغاية اليوم لا ‏يزال متوفراً، والوزارة تسعى لتأمين كل الاحتياجات في هذا المجال. مصادر ‏‏"الصحة" أثنت ايضا على المبادرة التي قام بها سفير الصين في لبنان بتقديمه ‏المساعدات التقنية إلى لبنان، وأبدت استعداد الوزارة لقبول أية مساعدات في هذا ‏المجال من أي جهة كانت‎.‎


كما أعلنت مصادر وزارة الصحة أن مستشفى رفيق الحريري الجامعي ما زال قادرا ‏على استقبال جميع المصابين في الوقت الحاضر، لافتة الى معاينة العديد من الحالات ‏التي لا يتبين أنها مصابة بالكورونا، وبعد إجراء الفحوصات اللازمة يُسمح لهم ‏بالعودة الى منازلهم شرط أن يبقوا تحت الرقابة الذاتية‎.‎


وفي إطار الحملات الوقائية والاحتياطات اللازمة من مخاطر انتقال عدوى كورونا، ‏ألغى الحزب التقدمي الاشتراكي إحياء ذكرى اغتيال كمال جنبلاط وذلك في تغريدة ‏لرئيس الحزب وليد جنبلاط عبر "تويتر" جاء فيها: "نظرا للظروف الصعبة والدقيقة ‏والخطيرة التي تمر بها البلاد، وفي ظل تفشي الوباء القاتل، يعلن الحزب التقدمي ‏الاشتراكي إلغاء مناسبة السادس عشر من آذار حفاظاً على السلامة العامة، وتماشيًا ‏مع حظر الاجتماعات او التجمعات الشعبية. سيبقى كمال جنبلاط فينا وينتصر". كما ‏قرر الحزب التقدمي بدء حملة للمساهمة في تعقيم الأماكن العامة ومراكز العبادة ‏والمؤسسات والقاعات الاجتماعية وذلك بهدف المساعدة في الحد من انتشار فيروس ‏كورونا، في وقت يتم فيه تنظيم حملة توعية على إرشادات الوقاية تطال مختلف ‏المناطق‎.‎


وللأسباب عينها أعلن وزير التربية طارق المجذوب تمديد عطلة المدارس والجامعات ‏الرسمية والخاصة الى مساء 15 آذار الجاري، كما أصدر المجلس الشرعي الإسلامي ‏قراراً بتعليق المحاكم الشرعية واقتصار الأمر على الأعمال الإدارية فيها‎.‎
وفي مجال آخر من الأزمات التي يواجهها اللبنانيون مع إعلان الحكومة تعليق دفع ‏مستحقات "اليوروبوند" ودخول لبنان نادي الدول المتعثرة غير القادرة على دفع ‏ديونها، كشفت مصادر حكومية عبر "الأنباء" أن الخطة الإصلاحية التي ستعتمدها ‏الحكومة بحاجة إلى عدة أسابيع لكي تكتمل، وبالتالي لكي تظهر معالمها بالدرجة ‏الأولى على أرقام دقيقة لمالية الدولة، على ان تبدأ الحكومة مطلع الاسبوع بمسيرة ‏إعادة هيكلة الدين مع الأخذ بالاعتبار اعادة التفاوض مع الدائنين للاتفاق معهم حول ‏سندات اليوروبوند البالغة 30 مليار دولار، 11 مليار منها سندات خارجية، و19 ‏مليار داخلية‎.‎


وعلمت "الأنباء" ان الخطة الاصلاحية التي قد تعتمدها الحكومة تقوم على هذه البنود‎:


أولا: إصلاح الكهرباء وتأمين التغذية 24/24 مع اعتماد رفع تدريجي لسعر التعرفة ‏وحصره بالطبقات الميسورة‎.
ثانيا: ضبط الإنفاق وإلغاء الصناديق والمؤسسات التي لا عمل لها وإعادة النظر ‏بالتوظيف العشوائي ووقف التهرب الجمركي والضريبي‎.
ثالثاً: حماية المال العام ومحاسبة الفاسدين‎.
رابعا: تشجيع المزارعين على الزراعات المنتجة‎.
خامسا: تشجيع الصناعيين وتأمين القروض اللازمة لتحسين صناعاتهم وتطويرها‎.
سادسا: إقرار سلة من القوانين وتعديل أنظمة المتقاعدين‎.‎


وفيما أكدت مصادر حزب الله أنه "يرحّب بأية مساعدة خارجية شرط عدم السماح ‏لهذه الجهات الخارجية فرض أية وصاية على لبنان، وبالأخص من قبل صندوق النقد ‏الدولي"، رحّب التيار الوطني الحر بقرار الحكومة تعليق الدفع، وقالت مصادره عبر ‏‏"الأنباء" إن لا شروط لديها في هذا المنحى لأن الحكومة "تعمل بجدية لإخراج لبنان ‏من هذه الأزمة‎".‎


من جهة أخرى، اعتبرت مصادر مالية في اتصال مع "الأنباء" أن لبنان خطى خطوة ‏بالاتجاه الصحيح تجلّت باعتراف رئيس الحكومة بأن "لا قدرة للدولة على سداد ‏الدين"، وأن "هذه هي المرة الأولى التي تكون الأمور فيها بهذه الصراحة". لكنها في ‏المقابل اعتبرت ان بيان رئيس الحكومة "لا يرتقي الى مستوى خطة إنقاذ، بل إن ‏الاعلان عن تجميد الدفع لا يعني أن الأزمة قد انتهت، وعلى الحكومة التفاوض مع ‏الدائنين والاتفاق على طريقة تسديد الدين، لأنها في حال لم تقدم خطة مقنعة يمكن ان ‏تذهب الأمور الى القضاء، وبالطبع سيكون لهذه الخطوة ارتدادات سلبية على مصداقية ‏الدولة‎".‎


أخبار متعلقة



جميع الحقوق محفوظة 2024