300 قتيل وأكثر من 950 جريحاً ومفقوداً ... شرق حلب أضحى جحيماً


باتت حلب ارضاً محروقة، تحولت لجحيم يعيش فيه السوريون أقسى المعاناة، فمعظم المستشفيات أصبحت خارجة عن الخدمة، لا الجرحى يطببون ولا المرضى يعالجون ولا الدفاع المدني قادر على مساعدة العالقين في الأبنية. لا تشبه حلب أي مدينة شهدت حروبا بيد انها أضحت مدينة الموت، كلها أنقاض على رؤوس السوريين المشردين والمقهورين على ارضهم. لم تعد تتوفر أي من الخدمات الإسعافية والخدمية وقوى الدفاع المدني، فلا صوت يسمع في حلب وشوارعها واحيائها الا القذائف والرشاشات.
رفضت الحكومة السورية جملة وتفصيلا اقتراح تشكيل إدارة ذاتية في شرق حلب قدمه المبعوث الدولي للأمم المتحدة ستيفان دي ميستورا معتبرة انها تنال من سيادة سوريا وتتضمن مكافأة للإرهابيين وفقا لما أعلنه وزير الخارجية السوري وليد المعلم. وفي مؤتمر صحافي، قال المعلم: هل يعقل أن تأتي الأمم المتحدة لمكافأة إرهابيين ما زالوا يطلقون قذائف عشوائية على غرب حلب راح ضحيتها الآلاف من الشهداء والجرحى... واليوم أطلقت قذيفة على مدرسة الفرقان راح ضحيتها 11 تلميذا على مقاعد الدراسة... هل يعقل أن نكافئهم.؟ وأيضا قصفوا القصر العدلي وكلية الحقوق ومشفى الباسل... هؤلاء الإرهابيون لا رادع أخلاقيا لديهم.
وأضاف: في الواقع قلنا له (دي ميستورا) نحن متفقون على ضرورة خروج الإرهابيين من شرق حلب بغض النظر عن اختلافنا حول أعدادهم لكن لا يعقل إطلاقا أن يبقى 275 ألف نسمة من مواطنينا رهائن ستة أو خمسة أو سبعة آلاف مسلح.. لا توجد حكومة في العالم تسمح بذلك.
وفي السياق ذاته، طالب وزير الخارجية السوري وليد المعلم ادارة الرئيس الاميركي المنتخب دونالد ترامب بـ «لجم» دول إقليمية تدعم المسلحين في سوريا، في إشارة إلى السعودية وقطر وتركيا. ورأى المعلم أن «السياسة الأميركية السابقة تجاه سوريا كانت خاطئة، ومفتاح تصحيحها يكون عبر الحوار الروسي -الأميركي والتفاهم على أسلوب القضاء على الإرهاب».
ميدانيا، كثفت قوات النظام قصفها الجوي والمدفعي على أحياء حلب المحاصرة بالتزامن مع هجوم عنيف يهدف إلى السيطرة على حي «الشيخ نجار القديمة» ثم التوغل في أحياء حلب المحاصرة والوصول إلى أبواب حيي الصاخور ومساكن هنانو. وقد اسفرت الضربات عن مقتل عشرة مدنيين شرق حلب في حين قُتل شخص وأصيب آخرون جراء استهداف سيارات كانت تقلهم بصواريخ مصدرها قوات النظام المتمركزة في قرية الطامورة بريف حلب.
هذا وارتكب المسلحون مجزرة في حق تلاميذ في حلب الغربية، حيث قصفوا مدرسة الفرقان المحدثة للتعليم الاساسي وسقط 7 ضحايا واصيبت معلمة الصف و19 آخرون حالتهم خطرة.
وتعقيبا على ذلك، أدان وزير الخارجية الفرنسي، جان مارك إيرولت، الضربات التي يشنها النظام السوري، المدعوم من روسيا، ضد مدينة حلب حيث يقيم زهاء 300 ألف شخص محرومين من المواد الغذائية والأدوية والعناية، محذراً من أن «الحرب الشاملة» في سوريا قد تؤدي إلى «تقسيم» البلاد.
اما على صعيد الوضع الإنساني في حلب، فقد افادت إدارة الدفاع المدني في حلب أن القصف على شرق المدينة خلف قرابة 300 قتيل، وأكثر من 950 جريحاً ومفقوداً، خلال الخمسة أيام الأخيرة من القتال.
وقالت مديرية صحة حلب ومنظمة الصحة العالمية، إن كل المستشفيات في شرق حلب المحاصر الخاضع لسيطرة مقاتلي المعارضة السورية أصبحت خارج الخدمة.
كما أعلنت مستشارة الأمن القومي الأميركي، سوزان رايس، في بيان قائلة: «تدين الولايات المتحدة بأشد العبارات هذه الهجمات المروعة ضد البنية التحتية الطبية وعمال الإغاثة الإنسانية».


أخبار متعلقة



جميع الحقوق محفوظة 2024