منذ 4 سنوات | العالم العربي / الحرة


التظاهر أم عدم التظاهر للأسبوع الـ45 على التوالي؟

بدا الشارع الجزائري، صباح الجمعة، منقسما بين ثلاث فئات: الأكثر تصميما، ومؤيدو الحوار مع الحكومة، وأولئك الذين يريدون تنظيم التظاهر بطريقة مختلفة، فيما بات للبلاد رئيس جديد.

في سوق رضا حوحو (كلوزيل سابقا)، يقول الموظف عقلة (55 عاما) الذي ينتمي إلى الفئة الأولى "سأستمر بالتظاهر إلى أن نحصل على ديموقراطية حقيقية"، مضيفا "أنا لا أعترف بهذا الرئيس"، بالإشارة إلى الرئيس الجديد عبد المجيد تبون.

وفاز تبون في انتخابات جرت في 12 ديسمبر وقاطعها الحراك الاحتجاجي الذي تشهده البلاد منذ فبراير وبلغت نسبة المشاركة فيها 40 في المئة، وهي الأدنى على الإطلاق مقارنة بجميع الانتخابات الرئاسية التعددية في تاريخ البلاد.

وتنوي المدرّسة إيمان السمراوي (45 عاما) التوجه بعد الانتهاء من درسها "إلى التظاهرة ككل يوم جمعة للضغط على السلطات".

وشددت "علينا ألا نتنازل ونطالب بفترة انتقالية" مع المؤسسات الحالية من شأنها تفكيك "النظام" القائم منذ استقلال الجزائر في عام 1962.

ولطالما رفضت السلطة هذا المطلب الذي نادى به "الحراك" منذ تمكن في أبريل من دفع عبد العزيز بوتفليقة إلى الاستقالة، بعدما حكم البلاد لنحو 20 عاما.

وطوال ثمانية أشهر، اعتبر أركان النظام أن انتخاب خلف لبوتفليقة هو السبيل الوحيد للخروج من الأزمة، الأمر الذي اعتبره "الحراك" مناورة من "النظام" لإعادة تشكيل نفسه.


"يجب المُضي قدُمًا"

أصبح المحامي كمال (45 عاما) أكثر ترددا بعدما ظل يتظاهر حتى 13 كانون الأول.

وقال "على الحكومة إطلاق سراح معتقلي الرأي (الأشخاص الذين تم توقيفهم في إطار الحراك) لإظهار حسن نواياها" مضيفا أن "على الحراك تنظيم نفسه والتحاور. التظاهر أمر جيد، إنها مغامرة رائعة، لكن إلى متى؟".

ويتردد إبراهيم (50 عاما)، الذي يعمل مدرسا في وهران، عل بعد 350 كيلومترا غرب الجزائر العاصمة، ويمضي إجازته في العاصمة "لا أعلم ما إذا كنت سأتظاهر، هناك رئيس رغم أنني لم أشارك بالاقتراع، يجب أن نتفاوض الآن، ما دامت الحركة قوية".

ويثير الوضع في ليبيا المجاورة قلقه، وخصوصا أنه دفع مجلس الأمن الوطني الذي يجمع أعلى السلطات المدنية والعسكرية في الجزائر، إلى عقد جلسة الخميس.

ويقول أحمد دودو (61 عاما) الذي يدير متجرا في السوق "لقد اجتمع مجلس الأمن الوطني، الوضع على الحدود مقلق"، مضيفا "علينا ضمان أن يعكس الدستور المقبل (الذي وعد به تبون) إرادة الناس. إن التظاهر لم يعد يعني شيئا بالنسبة الي لكنني أكن الاحترام لأولئك الذين يستمرون بذلك".

كما لن يشارك سائق سيارة الأجرة سعيد (50 عاما) بـ"التظاهر" معقبا "لقد تمت الانتخابات. علينا التحاور الآن".

وفي أحد المخابز، اعتبرت المتقاعدة فاروجا (65 عاما) أن "الحراك" يفتقر إلى بنية واضحة وعليه أن ينظم نفسه ويتحرك في شكل مختلف.

وأضافت "لقد شاركت في التظاهر خلال الأشهر الأولى لكنني توقفت عن ذلك الآن، إن المرحلة الثانية من الحراك يجب أن تتصف بالتنظيم لكي يكون قوة تغيير".

وتابعت "على الطلاب انتخاب ممثلين لهم، وعلى النقابات تنظيم نفسها بشكل أفضل" وعلى الناس "أن يجتمعوا ويتحاوروا وينظموا أنفسهم، عوض التظاهر لساعات والعودة بعد ذلك إلى منازلهم".

وختمت "كان الأمر في البداية جيدا ولكن الآن يجب إحراز تقدم".


أخبار متعلقة



جميع الحقوق محفوظة 2024