منذ 7 سنوات | لبنان / السفير العهد













نشرت صحيفة «هآرتس» للمرة الأولى، أمس، خطة إخلاء المستوطنات المتاخمة للحدود مع لبنان إلى مناطق في وسط وجنوب الكيان الإسرائيلي، هدفها منع وقوع إصابات في صفوف المدنيين وإفراغ المستوطنات في حال سيطر «حزب الله» عليها في أيّة حرب مقبلة ولاسيّما بعدما هدّد الأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصرالله باحتلال المقاومة للجليل.

وقال محلّل الشؤون العسكرية في الصحيفة عاموس هرئيل إن «الجيش الإسرائيلي يغيِّر في السنوات الأخيرة بشكل تدريجي مسلكه حيال حزب الله، على ضوء إدراكٍ أفضل للتحسُّن الذي طرأ على قدرات المنظمة اللبنانية وتقدّم خططها العملانية»، وأضاف «في البداية تبلور مفهوم أن السيد حسن نصرالله لا يهدّد بدون سبب باحتلال الجليل في الحرب المقبلة، إنما يخطط لضربات هجومية على مقربة من الحدود والسيطرة لفترة قصيرة على مستوطنة إسرائيلية أو قاعدة عسكرية».

وتابع هرئيل: «على خلفية التجربة العملانية المعقدة والمتشعّبة التي اكتسبها حزب الله في الحرب السورية، انتقل الجيش الإسرائيلي للتعامل معه على أنه جيشٌ بكل ما للكلمة من معنى وليس كمنظمة عصابات». وتوقع أن يحاول «حزب الله» تنفيذ هجمات مسبقة أو هجمات مضادة على طول الحدود في أية حرب مقبلة.

يطرح هرئيل سيناريو تنفيذ هذه الهجمات، فيتوقع أن يشغّل «حزب الله» سرايا الكوماندوس التابعة له من «قوة الرضوان»، مقابل إطلاقه النار بشكل مركّز على المستوطنات الإسرائيلية المتاخمة للسياج الحدودي، الى جانب إطلاق صواريخ «كاتيوشا» قصيرة المدى وقذائف هاون، ويشير الى أن حزب الله أصبح مجهّزاً في السنوات الأخيرة بسلاح هجومي إضافي ألا هو مئات صواريخ «بركان» التي تحتوي على رأس متفجّر كبير يصل إلى حوالي النصف طن، والذي يُطلق إلى مسافة كيلومترات عدة ويستطيع إحداث أضرار كبيرة.

ويشير المحلل العسكري لـ «هآرتس» الى أنه «من وجهة نظر حزب الله، فإن نجاحه في القيام بضربة خاطفة هجومية سيسمح له بخلق شعور بتحقيق إنجاز نفسي كبير، ويصعِّب على الجيش الإسرائيلي محوه حتى ولو وجّه له ضربة قوية خلال الحرب.. هجوم فجائي أيضًا سيُعيق نقل قوات الجيش الإسرائيلي على طول السياج ومن المحتمل أن يؤخّر إنهاء تجنيد وحدات الاحتياط وتقدمها نحو الجبهة».

واعتبر هرئيل أن «تحليل نيات حزب الله ألزم الجيش الإسرائيلي باستعداد جديدٍ خاص له: المسعى الأساسي مستثمر منذ حرب لبنان الثانية في العام 2006 وبشكل مكثف في السنوات الأخيرة عبر تحسين القدرة الهجومية. نوعية وحجم الاستخبارات في الجيش الإسرائيلي عن الانتشار العسكري لحزب الله أنه تحسّن بشكل واضح، ووفقًا لذلك تم تطوير أساليب عمل مشتركة مع سلاح الجو، هدفها تحسين مستوى ودقة مهاجمة الأهداف، لكن كل هذه الإجراءات تتطلّب مسعى مكمِّلًا ودفاعيًا، ولهذا المسعى بشكل عام نقطتا ضعف:

الأولى، جيوش تميل بطبيعها إلى التركيز على تحضير هجمات.

الثانية، إدراك أن العدو قادر على إلحاق ضرر وفي أسوأ الأحوال أيضًا إجبارك على القيام بانسحابات محلية.

ويكشف هرئيل أن «قائد المنطقة الشمالية في الجيش أفيف كوخافي يعمل منذ قرابة السنتين على تحصين وتنظيم تشكيل الدفاع على طول الحدود، بهدف وضع صعوبات تمنع تسلّل حزب الله، وقد حفرت القيادة الشمالية عوائق تمنع هجمات فجائية لوحدات حزب الله إلى الأراضي المحتلة، وقامت بحماية المستوطنات والمقار القيادية من نيران القنص والمضادة للدروع ونيران الصواريخ والقذائف ودرّبت قواتها لحماية المستوطنات من أعمال التسلّل».

ويعتبر هرئيل أن الإجراء البديهي التالي الذي كان مبررًا أكثر هو تحضير خطة لإخلاء مستوطنات من خط المواجهة أثناء الحرب، حتى ولو لاقى هذا الإجراء انتقاداً في الساحة السياسية. وعلى الرغم من ذلك، بلور كوخافي والقائد الجديد الذي سيستلّم قيادة المنطقة مكانه اللواء يوآف ستريك في السنة الأخيرة خطة عمل شاملة اسمها «مسافة آمنة».

هذه الخطة، التي تنشر تفاصيلها صحيفة «هآرتس»، للمرة الأولى هدفها بحسب المحلل العسكري العمل من لحظة بدء حرب في الشمال أو في حال وجود إنذار استخباري مسبق في الساعات التي تسبقها. وهي تتعاطى مع المستوطنات الموجودة على بعد 4 كيلومترات عن الحدود مع لبنان، ومستوطنات إضافية عدة تعتبر مكشوفة نسبيًا.

وتشمل الخطة ما يقارب الـ50 مستوطنة، التي يسكنها قرابة الـ78 ألف شخص. 22 مستوطنة من هذه المستوطنات موجودة على مسافة كيلومتر واحد فقط من الحدود، أما في القطاع الأقرب من الحدود، الذي لا يتعدّى الكيلو متر الواحد، فيقطن 24 ألف شخص بينهم سكان مستوطنتين كبيرتين نسبيًا هما شلومي والمطلة.

وفي هذا السياق، يقول ضابط إسرائيلي للصحيفة إن «فكرة إخلاء المستوطنات من خط المواجهة أثناء الحرب مرّت بآلام مخاضٍ عسير إلى أن تمّ تبنّيها من قبل هيئة الأركان» 


أخبار متعلقة



جميع الحقوق محفوظة 2024