منذ 7 سنوات | لبنان / الديار



ذكرت صحيفة "الديار" أن التطورات الاقليمية تفرض نفسها على لبنان، فالخطوة انتخاب رئيس للجمهورية ستكون حصانة كبرى للبلد، في هذه المرحلة وما يليها، كون التسويات في المنطقة تتحرك على وقع ضربات "السوخوي" الروسية، وفتح جبهات جديدة لها في سوريا، من خلال العمليات العسكرية الواسعة في ارياف حمص ومدينة ادلب، حيث الوجود الكثيف لـ"جبهة النصرة"، اي لتنظيم "القاعدة" في بلاد الشام، وهذه الضربات بالتأكيد سوف تنعكس ايجاباً على لبنان، من خلال تراجع تهديد هذه الجماعات، للامن اللبناني، الذي ما يزال منذ اربع سنوات الى اليوم، يواصل تفكيك المجموعات الامنية والتي تقدم الدعم اللوجستي الى المسلحين، حتى امتلأت السجون اللبنانية بهؤلاء ومعاونيهم من لبنانيين وجنسيات اخرى.


وأسارت "الديار" إلى أنه في الكواليس الامنية هناك استنفار كبير للاجهزة اللبنانية، اذ تعتقد بعض المصادر المعنية بشؤون الجماعات التكفيرية في لبنان وسوريا والمنطقة، ان هذه الجماعات سوف تلجأ حيث يمكنها الوصول الى اماكن متعددة ومن بين الساحات المحتملة لبنان، وما يترتب على هذه العملية من تداعيات امنية.

المتابعون لهذا الملف يؤكدون ان العمليات العسكرية التي يقوم بها "حزب الله" والحشد الشعبي والجيش العراقي في الجبهة الغربية للموصل ـ اي باتجاه الحدود السورية، لن يكون لبنان بعيداً عنها في التداعيات الامنية، وان اهمية عمل المؤسسات الامنية اللبنانية انها تواكب ما يجري في المنطقة وانها تتبع المجموعات وحركتها في لبنان.

واشارت المصادر الى ان الجميع واع في لبنان، لمجرى تطورات المنطقة وخطورة الانعكاسات على لبنان، لكن يبدو ان البعض لا يرى هذه التطورات الاقليمية القريبة من لبنان، ويتصرف وكأن شيئاً لم يكن، وهذا ما يجب ان يجري التوقف عنده لبنانياً والاسراع في تشكيل حكومة واعطاء المجموعات حصصها الوزارية وفقاً لحجم تمثيلها دون وضع العصي في الدواليب في وجه رئيس العهد والرئيس الملكلف سعد الحريري، وخصوصاً ان الحريري يتعرض للضغط والابتزاز من حلفائه، طالما ان كل من الرئيس بري وحزب الله والوزير وليد جنبلاط لم يطالبوا بأي اضافات وزارية غير التي يتولونها اليوم.

المصادر المتابعة لمجرى العمليات العسكرية السورية والعراقية، على الحدود السورية، يتوقفون ايضاً في الموضوع الامني في عرسال ويلفتون نظر المؤسسات المعنية، ان "النصرة" قد تلجأ الى الضغط على لبنان، الذي يقفل ابوابه امام الجماعات الارهابية، ما يحتم على الجميع التنبّه الى خطورة الاسترخاء الوزاري، كون الجيش عند اي طارئ يجب ان يواكب بمؤسسة مجلس الوزراء، حاضرة وجاهزة لمتابعة احتياجاته، كون الجماعات الارهابية بدورها تملك كل القدرات السياسية والتخطيط والقيادة على استغلال اللحظة السياسية، لابتزاز موقع من هنا او من هناك.

وتؤكد المصادر ان الخطأ اعتبار ان ما يجري في حلب وادلب وحمص اليوم، وما يجري في تلعفر، بعيد عما يجري في لبنان، وان لبنان ليس له علاقة بتطور الامور، بل على المهتمين ان يعلموا ان مع هذه الجماعات التكفيرية، ليس هناك ساحة منفصلة عن ساحة، وان عملياتها الانتقامية قد تقوم بها في اي ساحة عربية او غربية، لأن حجم العمليات التي تنفذ ضدها وضدّ داعميها، ليس عملية عادية بل استراتيجية بكل المواصفات الاستراتيجية، ان لجهة ضرب المشروع السياسي لمشغلي هذه الجماعات ليس في سوريا والعراق فحسب، بكل في كل المنطقة ولبنان، جزء اساسي في المنطقة.

وأضافت صحيفة "الديار": من هنا فإن النصائح الغربية وفق معطيات المصادر التي تصل الى اللبنانيين قيادات ومسؤولين، تتلخص، "اسرعوا في اعادة تكوين المؤسسات بعد انتخاب رئيس للجمهورية في لبنان، وبدايتها تشكيل حكومة وفاق وطني تضم الجميع، ليستطيع لبنان مواجهة المرحلة الحاضرة بقوة".


أخبار متعلقة



جميع الحقوق محفوظة 2024