يبدو أن المشهد السياسي في لبنان بعد مرور نحو شهر ونصف من الاحتجاجات في البلاد، واستقالة الحكومة على وقع الاحتجاجات الشعبية منذ أكثر من أربعين يوماً، يزداد تعقيدا، حيث لا تزال الأمور تراوح مكانها سياسياً، فيما تكثر المؤشرات عن اقتراب البلاد من حافة الهاوية، اقتصاديا واجتماعياً ومعيشياً، وهو ما ينذر به انفجار الأزمات دفعة واحدة.

يقول أستاذ العلوم السياسية والخبير في الشؤون الاقليمية الدكتور وفيق ابراهيم في حديث لبرنامج "نافذة على لبنان" عبر أثير إذاعة "سبوتنيك" بهذا الصدد، ما يجري اليوم في لبنان هو عبارة عن صراع بين مكونات طائفية تحكم البلاد، كما أن  هناك صراع  أمريكي إيراني والذي يحكم كل هذه الصراعات الداخلية، فعندما يشتد هذا الصراع تشتد الأزمة في لبنان، وعندما يخف تتحرك أوروبا وروسيا في محاولة  لإيجاد تسوية في الداخل اللبناني.

ويشير ابراهيم إلى أن الصراع الأمريكي- الإيراني على أشده اليوم، وهناك طلبات أمريكية مرتبطة بتشكيل أي حكومة، وهي طلبات تبدو أنها تستهدف أطرافا لبنانية لها علاقة بإيران، وهو حزب الله. كما تستهدف بعض المواقع التابعة للتيار الوطني الحر. يجري كل ذلك ضمن الصراع الاقليمي والدولي، لذلك ما يجري اليوم في الداخل هو محاولة لتشكيل حكومة لن تكون أفضل من سابقاتها كما يعتقد بذلك الخبراء، لإن الشروط الموضوعة حتى الان لا تبشر بخير، لإنها شروط تلغي وتقصي الاخر دون الرجوع إلى نتائج الانتخابات النيابية التي جرت في البلاد. وأعتقد أن الأمور لن تشهد حلحلة دون التوصل إلى هدنة أمريكية –إيرانية  وقد بدأت تظهر ملامحها في تسوية النزاع  في اليمن.



أخبار متعلقة



جميع الحقوق محفوظة 2024