في كتاب "المثقفون والثورة والجنس"، ترى "لور كاتسارو"، الكاتبة الفرنسية، أن فكرة العزوبية التي تراود الفنان لها أسبابها المختلفة، ولكن القيمة العليا للعزوبية من وجهة نظر الفنان، كما حللتها في كتابها الذي تناول طريقة حياة المثقفين وعلاقاتهم النسائية في القرن التاسع عشر، في أنهم يضحون بحياتهم الأسرية من أجل منح الأجيال القادمة "قيمة فنية ذات جمال أبدي، فالعزوبية لدى المثقف المتمرد تجسد موقفا فلسفياً ضد التقاليد".
ولكن هل كانت أسباب العزوبية لدى بعض الفنانين العرب والأجانب، هي فقط ما أشارت كاتسارو في كتابها، أم للأمر أبعاد آخرى. سنتعرف خلال هذا التقرير على الأسباب التي دفعت بعضهم لتكوين وجهة نظر معينة تجاه مسألة الزواج، انتهت بإتخاذهم قرار العزوبية ومنهم من مات عليها ومن من ينتظر.
الفنانة التونسية لطيفة من مواليد عام 1968 ، وعلى الرغم من قربها من عامها الخمسين إلّا أنها لم تتزوج إلى الآن، بناءاً على نصيحة والدتها، كما قالت في أحد لقاءاتها التليفزيونية .
وأضافت لطيفة خلال برنامج "كش ملك": "أمي شجعتني دائماً على النجاح و الاستقلالية والدراسة والغناء، لكنّها لم تشجّعها على فكرة الزواج والإنجاب. لكن في النهاية، اعتبرت الأمر مجرد "قسمة ونصيب".
وفي آخر لقاء لها عبر إحدى الفضائيات المصرية مع الإعلامي عمرو أديب، حكت لطيفة تفاصيل لقاء جمع بينها وبين الفنان عبدالوهاب محمد في بداية حياتها ، والذي حذّرها فيه "من الزواج وقال لها حرفياً "الفن زي الفريك مبيحبش شريك"، مضيفة أنها "اقتنعت بهذا الكلام".
وعلّلت لطيفة احجامها عن الزواج بأنها لن تستطيع أن تتحمل مسئولية أسرة وطفل إلى جانب فنها الذي تقضي فيه أغلب وقتها، مشيرةً إلة أنّ والدتها ساعدتها على ذلك وعلى تحمل مسئولية الفن وعدم التقصير فيه مطلقاً، والفنانة لها اهتمامات آخرى أهم للفنانة غير الزواج".
حمّلت الفنانة المصرية نرمين الفقي نفسها مسؤولية عدم زواجها إلى الآن، بعد أن تخطت سن الأربعين، (44 عام) على الرُغم من كثرة خاطبيها، قائلة :"ربنا لا يعطي للإنسان كل شئ، فمنحني الله الكثير من الأشياء ، لكن لم أندم على من تقدموا لخطبتي طوال حياتي سوى على اثنين فقط، وتقدّموا لي وأنا في بداياتي ووقتها كنت شغوفة بالشغل فقط ولا أريد أي شيء يمنعني عنه".
وأضافت خلال حديثها، لبرنامج بوضوح مع الاعلامي عمرو الليثي، : ما أندم عليه هو أنه مر بحياتي أشخاص كانوا يعاملونني كملكة ، لكن لم يحدث بيننا أي ارتباط، وتابعت ضاحكةً : لا أتعجل بالإرتباط وليس في المستقبل القريب أي شيء".
هي واحدة من الفنانات السوريات اللاتي يرجع إليهن الفضل في بناء الهرم الدرامي السوري، فالفنانة نادين خوري من الوجوه الأكثر تألقاً في تاريخ الدراما السورية، فهي صاحبة عدد لا بأس به من الأعمال الدرامية الإذاعية والتلفزيونية إضافة لمشاركاتها في السينما السورية.
وُلدت في دمشق عام ١٩٥٧، ولم تتزوّج خوري إلى الآن ، لكنّها ترفض لقب "عانس" كما قالت في أحد حواراتها الصحفية .
وأضافت خوري، في حديثها لموقع "الفن" : كانت الفرص كثيرة وما زالت حتى الآن، وكنت وما زلت أنا من يرفض الزواج وبالتالي لا أكون عانساً، لأن العانس هي من فقدت الفرص وتكون ساعية للزواج، بينما في حالتي فالأمر مختلف.
وفي حديث تليفزيوني آخر لها، قالت: لي الشرف أني عزباء، وقد تمسكت بالعزوبية لأنني دخلت الفن مبكراً، وهو في النهاية قسمة ونصيب، لكن دخول عالم الفن مبكراً يجعل الإنسان متفتحاً أكثر ، مؤكدة على أنها غير نادمة مطلقاً على عدم زواجها، لأن لديها ما يعوّضها عن كل شيء، رافضة موضوع الزواج تماماً حالياً لأنها كبرت في السن ولن تقدم أي شيء جديد للشخص الآخر.
ونصحت الفنانة السورية الشباب بالزواج وعدم الانتظار كثيراً، لأن الأمر سيصبح أكثر تعقيداً كلما مر الوقت.
محمد مفتاح هو ممثل مغربي مخضرم شارك في عدة أعمال مغربية وعربية، وقد بدأ مسيرته سنة 1973 بفيلم "موضوع مستحيل".
بعد أن اقترب من العقد السابع من عمره، لايزال الفنان المغربي محمد مفتاح بدون زواج ، معلّلا ذلك بأنه لم يوفق في اختيار شريكة حياته التي تتحمّله كفنان بكل همومه ومشاكله .
وأضاف مفتاح في حديث لموقع إخباري أنهرفض هذه الفكرة نتيجة تجربة ارتباطه بفتاة كانت شديدة الغيرة عليه من المعجبات.
عُرف الممثل المصري زكي رستم بأدواره الشريرة وترك بصمة في هذه النوعية من الأدوار، وكان يميل إلى العزلة الشديدة ولا يحب كثرة اللقاءات، فعاش وحيداً دون أن يتزوج، مكتفياً بفنه الذي كان هو شغله الشاغل.
وكانت علاقته بزملائه تنتهي بانتهاء التصوير، كما حكت عنه الإعلامية ليلى رستم "ابنة أخيه" في حديثها مع الإعلامي مفيد فوزي.
في لقاء قديم له مع الإعلامية ليلى رستم يعود لعام 1966، أفصح الفنان فريد الأطرش عن الكثير من أسراره المتعلقة بحياته الشخصية ومرضه في ذلك الوقت، وانتقل الحديث إلى موضوع الزواج، الذي قال عنه الأطرش : "لم يُرد الله لي بالزواج، وكل شيء قسمة ونصيب، وكثيراً ما أشيع عني أني أرفض الزواج، لكنّي أعترف ولأول مرة بأنني تمنيت الزواج خمس مرات في حياتي من خمس نساء مروا في حياتي، ولابد من اختيار الزوجة التي تستطيع أن تتعايش مع فنان له ظروفه الخاصة وبالفعل قابلت هذه المواصفات لكن الله لم يرد، مضيفاً : من الصعب الافصاح عنهن الآن، وكان من الصعب الارتباط فكل واحدة منهن وجدت أسباب تمنعني من الارتباط بها، وهذا سبب لي آلام."
وأضاف الأطرش: بعد إصابتي بمرض في القلب، ومنعني الأطباء من التعب أو الغناء، فكرت جدياً في الزواج، لكنّي تراجعت لأني سأكون أناني بهذا التصرف، وستعيش معي تعيسة ، وطلبت وقتها من أخي أن يذهب ليخطب لي فتاة أعجبتني ورأيت صورتها في احدى المجلات فانجذبت إليها، وذهبوا لخطبتها لي ولكن وجدوها مخطوبة ودعوني أهلها للغناء في حفل زفافها.
وأرجع الأطرش اسباب عدم ارتباطه لأسباب عائلية "لا يمكن تفسيرها" على حد قوله، ولم أتقدم لخطبة الأربعة الآخريات لأسباب تمنعني وكنت على ثقة بالرفض، فلم أتقدم لكي لا أحرج نفسي.
نافياً أن يكنّ من الوسط الفني، وأنا على قناعة أن الفنان والفنانة لا يمكن أن يكونوا أسرة ناجحة الانادراً وغالباً تنتهي حياتهم بالفراق، فإذا كنت حتماً سأختار فنانة للزواج كنت سأشترط عليها الجلوس في البيت ورعاية الأسرة.
ونفى الأطرش، الذي مات عن عمر 64 عام، ما أشيع عنه وقتها بأنه لا يتزوج لأنه لا يثق في النساء، موضحاً: يوجد نساء لا يمكن الثقة فيهن ولكن يوجد كثيرات يستحقين الثقة، متابعاً : نجمت عن تلك الصدمات ألحان منها مثلاً أغنية نجوم الليل.
أفصحت الفنانة المصرية الراحلة أمينة رزق التي لقبت ب"عذراء الفن" وتوفت عن 93 عاماً عن الأسباب التي جعلتها تحجم عن الزواج، قائلة : "تم كتب كتابي مرة واحدة فقط في حياتي بضغط من أهلي، على ضابط يدعى "وهبي"، ولكن كنت على قناعة تامة بعد دخولي عالم الفن في البداية أنه نعمة يستحق شكر ربنا عليها، ووزعت الصدقات والهدايا بعد دخولي هذا المجال".
وأضافت أمينة رزق، في حوار تليفزيوني لها مع المخرج جمال مغازي: " بعد ستة أشهر من دخولي عالم الفن فوجئت بتقدم هذا الضابط لخطبتي، فرفضت مبدأ الزواج نهائياً وقتها، لكن وجدت اصرار منه ومن العائلة ، فأجبروني على قبول الخطوبة، واستمرت الخطوبة عاميين، ولم أغير رأيي مطلقاً، لأني مقتنعة تماماً أنني عندما أتزوج سيمنعني من الفن الذي وهبت نفسي له، ومضى 14 عام على هذا الحدث ، وفوجئت به يطلبني عبر الهاتف ويجدد طلبه لي، و قبلت تحت ضغط العائلة فقط وكتبنا الكتاب بالفعل و كنت في الوقت ذاته متشبعة بالفن فقط، وكان لا يوجد عندي عاطفة تجاهه، وطالبني بحقوقه الشرعية فرفضت، ومن ثم اتفقنا على الانفصال بعد 11 يوم من كتب الكتاب".
في يناير من عام 2014 ، أعلنت المذيعة الأمريكية الشهيرة "أوبرا وينفري" (62 عام) ، من خلال موقع sheknows الأمريكي بأنها امرأة ليست تقليدية وقد قررت ارتباطها من خطيبها بعد هذه المدة من السنوات ليكملا بعضهما البعض فهما يشكلان روحاً واحدة كزوجين.
وعلى الرُغم من مرور أكثر من عامين على هذا الخبر، إلا أنها لم تعلن زواجها رسمياً من خطيبها "ستيدمان جراهام"، وقد استمرت خطوبتهما ما يقارب عشرون عاماً.
ليوناردو دي كابريو (41 عام) ؛، ممثلٌ ومنتج أفلامٍ أمريكيٌّ، فائز بجائزة الأوسكار عن دوره في فيلم العائد عام 2016، من مواليد عام 1974 ، لم يتزوج إلى الآن على الرغم من كثرة المعجبين به.
وفي حوار أجرته معه مجلة Parade الأمريكية ، تطرق للحديث عن الزواج ، وعن تأخره إلى الآن ،فردّ "دي كابريو" قائلاً :" وقت الزواج سوف يأتي عندما يأتي، كما أكّد أنّه لا يستطيع أن يتوقّع موعد محدد للزواج ولا يمكنه التخطيط له، فهذا الأمر يحدث عندما يحدث ولا يوجد ترتيب له."
