ارتفع عدد ضحايا المظاهرات غير المسبوقة في العراق إلى تسعة أشخاص بينهم شرطي، كما اتسعت رقعتها لتشمل مناطق جديدة. وفيما اعتبر الرئيس العراقي التظاهر حقا مشروعا، أشاد رئيس الحكومة بسلوك القوات المسلحة رغم وقوع قتلى.

قتل تسعة أشخاص بينهم شرطي خلال 24 ساعة في العراق حيث اتسعت رقعة التظاهرات الأربعاء (الثاني من تشرين الأول 2019). ويبدو أن الحكومة التي تم تشكيلها قبل عام تقريباً، قد اتخذت خيار الحزم في مواجهة أول امتحان شعبي لها، بيد أن ذلك لم يثن المحتجين الذين واصلوا تدفقهم الأربعاء إلى نقاط التجمع المركزية في بغداد ومدن جنوبية عدة.

وأقدم متظاهرون في عدة أحياء في العاصمة بغداد على إشعال إطارات وقطع طرقات رئيسية، بحسب ما أفاد مراسلون من وكالة فرانس برس. ويسعى المحتجون، الذي يواجهون القوات الأمنية وجهاً لوجه، للتوجه إلى ساحة التحرير في وسط العاصمة، التي تعتبر نقطة انطلاق تقليدية للتظاهرات في المدينة، ويفصلها عن المنطقة الخضراء جسر الجمهورية.

حكومة عبد المهدي ردت، حسب مصادر، بإعادة إغلاق المنطقة الخضراء وسط بغداد. وكانت قد أعادت في حزيران افتتاح هذه المنطقة التي تضم المقار الحكومية والسفارة الأميركية. وعادة ما يتخذ منها المتظاهرون وجهة لهم لرمزيتها السياسية، وخصوصاً أنها شهدت عام 2016 اقتحاماً من قبل أتباع رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر، الذي دعا أنصاره اليوم إلى "إضراب عام" لإسناد المتظاهرين.

وهذه المظاهرات غير مسبوقة، إذا إنها لم تنطلق بدعوة من حزب أو زعيم ديني كما تجري العادة في بغداد، بل جمعت الغاضبين المحتجين على غياب الخدمات العامة والبطالة. وعنونت صحيفة "البيّنة الجديدة" العراقية إن هذا الحراك لم يشهد "لأول مرة.. لا رايات ولا صورا ولا شعارات حزبية".


الرئيس العراقي: التظاهر حق دستوري
وعلق الرئيس العراقي برهم صالح على هذه المظاهرات إذ كتب في تويتر يقول إن "التظاهر السلمي حقٌ دستوري (...) أبناؤنا في القوات الأمنية مكلفون بحماية حقوق المواطنين".

من جانبها، دعت الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة في العراق السلطات إلى "ضبط النفس في التعامل مع الاحتجاجات". كما أبدت لجنة حقوق الإنسان النيابية اعتراضها على ما وصفتها بـ "ردة الفعل الخاطئة وأسلوب قمع التظاهرات السلمية"، مؤكدة ضرورة أن "يتحمل الجميع مسؤوليته".

كما دعا رئيس البرلمان محمد الحلبوسي إلى التحقيق في الموضوع. فيما أشاد رئيس الحكومة عادل عبد المهدي بالقوات المسلحة واصفا سلوكها بـ "بأنه منضبط النفس".


أخبار متعلقة



جميع الحقوق محفوظة 2024