منذ 4 سنوات | رياضة / فرانس24 أ ف ب

أكدت السلطات القطرية على أن تبريد الملاعب غير ضار للبيئة ردا على تشكيك منظمات بيئية في جدوى هذه التقنية المتطورة، والتي تستخدمها الدوحة لتخفيف درجات الحرارة في ملاعبها التي تحتضن حاليا بطولة العالم لألعاب القوى، وستستقبل نجوم الكرة المستديرة وعشاقها في مونديال كأس العالم سنة 2022.



تبرز التكلفة البيئية لعقد حدث رياضي بارز في صحراء شديدة الحرارة مع انطلاق بطولة العالم لألعاب القوى في الدوحة الجمعة.

ويؤكد المنظمون أنهم اتخذوا خطوات للتخفيف من أثر هذا الحدث الرياضي العالمي، وبأن كأس العالم 2022 لكرة القدم التي ستحتضنها الإمارة الخليجية الصغيرة، ستكون "محايدة للكربون".

لكن نشطاء في مجال البيئة يشككون في ذلك، لا بل ويحذرون من أن هذه المنافسات تعتمد بشكل كبير على أجهزة التكييف التي تحتاج للكثير من الطاقة وتحلية المياه والبلاستيك المستخدم لمرة واحدة، بالاضافة للسفر جوا إلى الموقع، لا يمكنها أن تكون حقا صديقة للبيئة.

وفي هذا السياق، حذرت زينة الحاج، مديرة مكتب الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في منظمة "غرينبيس" البيئية، أن "التكييف حول الملاعب ليس أمرا صديقا للبيئة، بل يزيد من الانبعاثات".

وفي ستاد خليفة الدولي، مقر البطولة الرئيسي وأحد الملاعب المضيفة لمونديال كرة القدم 2022، نظام تبريد يسمح بتثبيت درجات الحرارة داخله عند ال23 و25 درجة مئوية.

وتجري البطولة في ظل درجات حرارة تصل نهارا إلى 38 مئوية، مع رطوبة تناهز 50 بالمئة.


منظومة متطورة.. ولكن!
وتؤكد السلطات القطرية على أن هذه المنظومة المتطورة تثبت قدرة الإمارة على استضافة نهائيات كأس العالم المقبلة في ظل أجواء مناخية مريحة، بالرغم من وجود مخاوف من تأثيرات الطقس الحار في الخليج على سير البطولة.

في المقابل، تقول "غرينبيس" غن نظام التبريد المستخدم في الملاعب السبعة التي ستستضيف بطولة كأس العالم، من الممكن أن "يصبح أكثر استدامة" إن كان يعمل بالطاقة الشمسية. ولكن بحسب الحاج فإنه "لا يوجد أي من هذا في قطر حتى الآن".

من جانبه، يعترف أستاذ الهندسة سعود عبد الغني الذي أشرف على تطوير تقنية التبريد، أنه تم استخدام "كمية كبيرة من الطاقة" وأن النظام سيعتمد على مولدات ديزل ملوثة كوسيلة احتياطية في حال انقطاع الكهرباء.

لكن في المقابل، أصر عبد الغني على أن تخفيض الحرارة في الملعب يؤدي إلى الخُمس فقط من الانبعاثات الناتجة عن تبريد ردهات المطارات المشابهة من حيث الحجم، وأكد أنه وعلى الرغم من أن جميع الملاعب الثمانية، بما في ذلك ستاد خليفة الدولي، سيكون لها أسطح مفتوحة خلال كأس العالم، لن يكون هناك تبديد للهواء المبرد.


أمير قطر "بطولة محايدة الكربون"
وقال في هذا السياق "نضخ ذات الكمية من الهواء البارد في نفس الموقع-- ثم نقوم بإعادة تدويره كله".

وأكد أمير قطر هذا الأسبوع أن البطولات الرياضية التي ستستضيفها بلاده ستكون صديقة للبيئة. وقال الشيخ تميم بن حمد آل ثاني خلال مشاركته في أعمال قمة الأمم المتحدة للعمل من أجل المناخ في نيويورك، إنه "بصفتنا دولة مستضيفة لبطولة كأس العالم لكرة القدم عام 2022، نحن ملتزمون بتنظيم بطولة صديقة للبيئة وأول بطولة +محايدة يلكربون+ عبر استخدام الطاقة الشمسية في الملاعب، واستخدام تكنولوجيا تبريد وإضاءة موفرة للطاقة والمياه".

ومن المؤكد أن التحديات التي يفرضها تقديم بطولة محايدة للكربون ستكون هائلة، على غرار مشكلة النقل الجوي التي تضاف الى التحدي البيئي الواضح المتمثل في إبقاء الملاعب في الصحراء باردة، على الرغم من أن البطولة ستقام في أشهر الشتاء الأكثر اعتدالًا.

وبخلاف بطولات أخرى لكأس العالم تمكن عبرها المشجعون من السفر عبر القطارات والسيارات من الدول المجاورة، فإن المشجعين الذين سيذهبون إلى قطر عام 2022 سيضطرون للسفر جوا أو حتى في بعض الحالات عبر البحر.


أخبار متعلقة



جميع الحقوق محفوظة 2024