منذ 4 سنوات | صحة عامة / الحرة


نقلت وكالة "أسوشييتد برس" قصة مؤثرة عن كريغ مانوفيل، مالك الكلبة الوفية "إيلي" التي كانت السبب وراء بتر جميع أطرافه.

قصة الوفاء بين مانوفيل وكلبته، انتهت إثر انتقال جرثوم خطير من "إيلي" إليه، ببتر ساقيه وفقدانه جلد أنفه وجزء من شفته العليا. إلا أن كريغ مانوفيل لا يستطيع الاستغناء عن كلبته، كما نقلت عنه الصحيفة.

اكتشف الأطباء عند مانوفيل (49 سنة) جرثوما انتقل إليه من كلبته الوفية عن طريق اللعاب. الجرثوم الذي نادرا ما يصيب الإنسان بأمراض خطيرة، اكتشفه أطباء أميركيون قبل عشرات السنين.

جرثوم كابنوسيتوفاغا (capnocytophaga) لم يتسبب في مثل الأعراض التي اشتكى منها مانوفيل إلا في حالات نادرة جدا.

"الحالة نادرة للغاية"، يقول أطباء من مستشفى فرويدرت وكلية ويسكونسن الطبية، إذ لم يوجد أي تفسير لسبب مرضه، على حد قول تقرير طبي تناقلته الصحافة المحلية.

ولكن على مدى السنوات العشر الماضية، كانت هناك نحو خمس حالات مماثلة لأشخاص أصحاء أصيبوا بردود فعل شديدة تجاه الجراثيم.

طور فريق من الباحثين المرتبطين بكلية الطب بجامعة هارفارد نظرية حول السبب فوجدوا أن هناك عاملا جينيا مشتركا بين جميع الضحايا.


الأعراض
في تموز عام 2018، اعتقد كريغ مانوفيل أنه مصاب بأنفلونزا، إذ عانى من حمى وقيء وإسهال. لكن عندما ساءت حالته ونقل إلى المستشفى، تبين أنه مصاب بمرض نادر يستوجب تدخلا سريعا.

الأطباء قاموا بتحليل الدم وعثروا على جرثوم الكابنوسيتوفاغا، الذي يسبب الإنتان، وهي حالة من التهاب دموي حاد يؤدي إلى انخفاض ضغط الدم وإغلاق العديد من الشرايين، ما يمنع وصوله إلى أعضاء المصاب.

مانوفيل لم يكن يتصور أن كلبته ستتسبب في كل المصائب التي أضحى يعيشها يوميا، فبعد أكثر من 20 عملية جراحية، بترت ذراعاه (أسفل الكوع مباشرة) ثم ساقاه الاثنتان حتى منتصف الركبة.


التشخيص
بعد الوقوف على خطورة حالة مانوفيل، باشر فريق من الباحثين في مستشفى بريغهام في بوسطن، مرتبطين بكلية هارفارد الطبية، وكذلك معهد دانا فاربر الطبي للسرطان، بالتحقيق في حالات مماثلة. وأجرت فرق البحث تلك، اختبارات جينية على خمسة أشخاص ممن أصيبوا بجرثوم كابنوسيتوفاغا، لمعرفة ما إذا كانوا يستطيعون العثور على أي شيء مشترك.

واكتشف الفريق أن جميع المصابين لديهم جين متصل بالجهاز المناعي الذي كان يعمل بشكل مختلف (متغير وراثي).

مسؤولة قسم الوراثة في مستشفى بريغهام، إليزابيث فيغ، قالت في الصدد "لقد كانت لحظة مثيرة حقًا، المخاطر كبيرة في هذه الحالات وقد مر المرضى بالكثير".

ويعتقد الأطباء أن الجين المشترك بين الضحايا الخمس جعلهم أكثر عرضة للإصابة بالجرثوم.

يُذكر أن من بين الخمسة الذين شملتهم الدراسة، نجا ثلاثة فقط من البتر، وهو ما جعل إليزابيث فيغ تقول "نأمل في فهم سبب عدم نجاة البعض".

فيغ قالت أيضا "إذا تم تأكيد نظريتنا، فسنتمكن من تشخيص الحالات بشكل أسرع، وربما ننقذ أرواحا أخرى وأطراف الكثير من المصابين".


أخبار متعلقة



جميع الحقوق محفوظة 2024