منذ 4 سنوات | العالم العربي / Euronews


هذه هي مقبرة هارهمنوحوت، إحدى أكبر المقابر اليهودية الممتدة على أراضي قرية دير ياسين الفلسطينية في القدس الغربية، وهذا هو أكثر مكان يدفن فيه اليهود أحبتهم. عدد المقابر على وجه هذه التلة يقارب ربع مليون قبر.

وتحت هذه المقابر التي تشع عليها الشمس بنورها من سماء المدينة المقدسة، تجري على قدم وساق عند سفح الجبل أشغال ضخمة يبني خلالها العمال مقبرة جديدة هي الوحيدة من نوعها في العالم الحديث، وهي نموذج سيعيد إلى الوجود ممارسات اليهود القديمة الخاصة بالدفن.

لقد انهى العاملون على التشييد ثلاث سنوات من بناء مدافن كثيرة العدد تحت الأرض، قدر عددها بما يوازي ميلا من الانفاق فيها المقابر لدفن الموتى في المستقبل.

وتعتزم إدارة المقبرة فتح القسم الأول من المجمع الضخم للمقبرة في شهر تشرين الأول أكتوبر المقبل، حيث سيراعي موقع الدفن العادات اليهودية، وسوف يوفر الموقع عندما يكتمل البناء 23 ألف قبر لسكان يزداد عددهم يوما بعد يوم، فيما العادات الإسلامية واليهودية للدفن تحتاج إلى التربة والأرض وتحرّم حرق الجثمان.

وتبلغ كلفة المشروع 50 مليون دولار تقريبا ويستغرق اتمامه ثلاث سنوات. وتحتل الأنفاق 5% فقط من المساحة تحت الأرض والمخصصة للمقابر الجديدة.

ويبدو أن فكرة المشروع نابعة من العادات القديمة لليهود الخاصة بطريقة الدفن، والتي عثر على آثارها حول الأرض المقدسة، حيث كان اليهود قبل ألفي سنة يدفنون موتاهم في كهوف خارج أسوار المدينة، وكانوا يغلقون فتحات المقابر تلك بصخرة لمدة ثمانية أشهر، ثم يعيدون فتحها ليجدوا هيكل الميت عظاما دون لحم، فيجمعون العظام في صندوق حجري عادة، ويضعونه داخل الكهف. وخلال القرون العشرة الأخيرة تخلى اليهود عن تلك العادة، ولكنهم رجعوا إليها اليوم بحكم الحاجة، ولكن بشكل مختلف عن الطرق الضاربة في القدم.


أخبار متعلقة



جميع الحقوق محفوظة 2024