منذ 4 سنوات | صحة عامة / سيّدي


نعلم جميعاً أن التدخين ضار ويؤثر سلباً على الصحة، ويرغب المدخنون في جميع أنحاء العالم في التخلص من هذه العادة السلبية، لكنهم يعجزون عن ذلك؛ لأن الأمر يصل إلى حد الإدمان في كثير من الأحيان.

يعاني المدخنون من العديد من الأمراض مثل التهاب الحلق، أو صعوبة التنفس عند صعودهم على السلم، وبالطبع هناك خطر من عواقب صحية أكثر، فربما يصل الأمر إلى حد الإصابة بأمراض سرطانية في الرئة والبنكرياس، بالإضافة إلى أمراض القلب. ووفقاً لمنظمة الصحة العالمية فإن التدخين يتسبب في وفاة 5 ملايين شخص بشكل سنوي في جميع أنحاء العالم.

وبعيداً عن الأضرار الصحية، فإن هناك عشرات الأسباب التي تدفعك على الإقلاع عن التدخين، ومن بينها توفير المال، وحماية أطفالك من أضرار التدخين السلبي، وحفاظاً على صحتك ورونقك.

يعلم جميع المدخنين أضرار هذه العادة ويثقون بأنهم سيكونون في أفضل حال بدونها، إذاً ماذا يعيقهم؟ حسناً الإجابة بسيطة وهو أن جذور إدمان النيكوتين متجذرة بعمق في عقلهم الباطن. يقتنع المدخنون في اللاوعي بأنهم غير قادرين على العيش دون التدخين. لذلك لجأ بعض المعالجين مؤخراً إلى التنويم المغناطيسي؛ لمساعدة المدخنين على التخلص من هذه العادة.



1- الإدمان العقلي
يحثنا عقلنا الباطن على تدخين السجائر، ويقنعنا بأنه أحد متع الدنيا، وأنه يساعدنا على التنفيس عن غضبنا أثناء القيادة أو بعد التورط في مشاجرة مع أحدهم، كما أنه وسيلة جيدة لتخليصنا من الضغط الذي نعاني منه. وثبت علمياً أن عدم فعالية معظم وسائل الإقلاع عن التدخين مثل العلاج ببدائل النيكوتين، خاصة وأننا بذلك لا نخاطب منطقة اللاوعي، وهي المسؤول الأساسي عن الإدمان، ولكننا نتعامل مع الجسد. ما يعني أن إدمان النيكوتين يتطلب مواجهة العقل، وهنا يأتي دور التنويم المغناطيسي.


2- كيف يساعد التنويم المغناطيسي المُدخنين؟
حسب إحدى النظريات المتعلقة بتأثير التنويم المغناطيسي على المدخنين هو أنه يوفر القدرة على إعادة صياغة الأفكار من جديد. يساعدك التنويم المغناطيسي على الوصول إلى المنطقة التي تمكنك من إجراء تغييرات في طريقة تفكيرك، والتخلص من الأفكار والمشاعر السلبية التي تحثك على تدخين السجائر.

أفكارنا اللاشعورية قوية للغاية، وهي التي تشكل تصوراتنا وتكون المُحرك الأساسي لنا ولتصرفاتنا. التنويم المغناطيسي يساعدنا على رؤية الحقائق والمعلومات المنطقية ومواجهة العواطف التي تسيطر علينا وتدفعنا إلى القيام ببعض التصرفات التي تضرنا.

كذلك، يتمكن المعالجون بالتنويم المغناطيسي من منظور المُدخنين، ويساعدونهم على السيطرة على أفكارهم، ويعيدون صياغتها من جديد، مثل التفكير في أن رائحة السجائر تُثير الاشمئزاز، وتلوث الأسنان وتتسبب في سقوط الشعر وترهل الجلد.


3- التنويم المغناطيسي للمُدخنين
عادة ما يُطالب المُعالج المريض خلال عملية التنويم المغناطيسي بتخيل النتائج الضارة للتدخين. على سبيل المثال يوحي المعالج للمريض بأن دخان السجائر تنبعث منه رائحة عوادم السيارات، وأنه سيجعل رائحة فمه سيئة للغاية.

وهناك طريقة شائعة للغاية في التنويم المغناطيسي للمُدخنين تُدعى طريقة شبيجل، نسبة إلى هربرت شبيجل، من أوائل الأطباء النفسيين الذين استخدموا التنويم المغناطيسي لمساعدة المدخنين على الإقلاع عن هذه العادة الضارة. وتركز هذه الطريقة على ثلاث أفكار رئيسية هي أن التدخين يُسمم الجسم، وأنك تحتاج إلى جسمك؛ لكي تتمكن من العيش، ويجب عليك احترام جسمك وحمايته بالقدر الذي ترغب في العيش.

بعبارة أخرى، فإن طريقة شبيجل لا تركز على إقناع المدخنين بحجم الضرر الناجم عن التدخين والذي يعرفونه بالفعل، ولكنها تعمل على تغيير أفكارهم وإعادة صياغة ما يشعرون به، وإقناعهم بأنهم عليهم الحفاظ على أجسامهم وصحتهم.


هل يعمل التنويم المغناطيسي؟
التنويم المغناطيسي لا يؤثر في الجميع. حوالي واحد من بين كل أربعة أشخاص لا يتأثرون به. كذلك يختلف تأثيره من بين كل شخص وآخر. أجريت العديد من الدراسات عن تأثير التنويم المغناطيسي على المدخنين وكيف يساعدهم على التخلص من هذه العادة السيئة، وتوصلت إلى نتائج مختلطة. وجدت دراسة نُشرت عام 2012 أن التنويم المغناطيسي ليس له فائدة أو تأثير على المدخنين. فيما وجدت دراسات أخرى أنه يساعد كثيراً على الإقلاع عن التدخين.

وكانت جمعية السرطان الأمريكية قد نشرت تقريراً أفاد بأن التجارب التي أجرتها أكدت أن التنويم المغناطيسي له تأثير كبير على المدخنين، وأنه يساعدهم على التخلص من هذه العادة السيئة.


أخبار متعلقة



جميع الحقوق محفوظة 2024