منذ 4 سنوات | غريبة / Independent

يشعر معظمنا بالفخر لمجرّد تذكّره كوب القهوة الخاص به والقابل لإعادة الاستخدام.

ولكن، تقول كارولين وود، وهي تجري بحثاً لنيل شهادة الدكتوراه في الأمن الغذائي من جامعة شيفيلد، أن الشخص العادي لايستخدم كوبه بما فيه الكفاية ثم ينساه أو يرميه.

وكتبت في مقالٍ على موقع "ذا كونفرسيشن" أنّه يتوجّب استخدام الكوب القابل لعادة الاستعمال بين 20 و100 مرة حتى تكون الانبعاثات الناجمة عن صنعه أقل من تلك التي تصدر عن الكوب الذي يُستخدم لمرة واحدة.

يعود السبب في ذلك إلى أنّ صناعة منتج أكثر ديمومة يؤدي إلى نفث المزيد من غاز الدفيئة، ولاسيّما أنّه يتوجّب غسله بين الاستعمال والآخر.

وعلى الرغم من رواج الأكواب القابلة للاستخدام مرات عدة، إلا أنّها لا تشكّل سوى 5% من رقم مبيعات الأكواب الإجمالي.وكتبت الباحثة وود تقول "الحقيقة التي لامناص منها هي أنّه ببساطة ليس من المناسب للأشخاص أن يتذكّروا الأكواب التي استخدموها ويحملونها معهم ليغسلونها بعد كل استخدام".

باتت أكواب القهوة ذات الاستخدام الواحد رمزاً لثقافتنا الاستهلاكية التي يُستعمل الكثير من أدواتها وحاجاتها لمرة واحدة فقط. ولا يمكن لمعامل إعادة تدوير الورق أن تعالج أكواب القهوة العادية بسبب بطانتها البلاستيكية الرقيقة ، ولذلك يتمّ إرسال غالبيّتها إلى المكبّات أو يجري حرقها.

بيد أن المملكة المتحدة تضم ثلاثة مرافق لإعادة التدوير قادرة على معالجة الأكواب الورقية. والواقع أنه بالكاد يصل إلى هذه المراكز اي من الـ 2,5 مليار كوب التي تُسخدم سنويا في البلاد. بيد أنّ إعادة تدوير الأكواب لا تخلو أيضاً من المشاكل الخاصة.

بصدد ذلك، تقول الباحثة وود "تستهلك تلك العملية الكثير من الطاقة وتنتج غازات الدفئية بنقل الأكواب إلى المرفق الملائم، ويمكن أن يكون ذلك غير فعاّل بسبب تلوّثها جرّاء عمليّة التخلّص منها بشكلٍ غير صحيح.. حين تأخذون بعين الاعتبار التكاليف البيئية كافة لإنتاج كوب قهوة واستخدامه والتخلّص منه، قد يصبح من الأفضل في بعض الحالات نقل الأكواب المستعملة إلى محطّة محلية لتوليد الطاقة من النفايات عوضاً عن نقلها لمسافاتٍ طويلة لإعادة تدويرها."

بالتالي، قد تكون الأكواب القابلة للتحلّل إلى سمادٍ عضوي بديلاً جيداً ولكن تحتاج إلى الجمع في سلال مهملات خاصة تفصلها بالكامل عن المواد غير القابلة للتحلّل. علماً أنّ المملكة المتحدة لا تملك حالياً البنية التحتية الملائمة لمعالجة النفايات بهذه الطريقة، ولهذا غالباً ما ينتهي المطاف بهذه الأكواب في المكبّات أو في المحارق.

على مستوى البلاد، ليس هناك ما يدل على أننا سنقلل اعتمادنا على أكواب القهوة ذات أحادية الاستخدام، بحسب  وود التي تشير إلى أنّ المخاوف المرتبطة بالأكواب القابلة لإعادة الاستخدام بوسعها أن تحوّل اهتمام الأشخاص عن المشكلة الأكبر.

وتضيف "يجدر أن نتذكّر أنّ أكواب القهوة لا تشكّل سوى 0,7% من نفايات التغليف في المملكة المتحدة.. تفيد التقديرات، أن التغليف يشكل أقلّ من 5%  من آثار الكربون الإجمالية لمشروب قهوة بالحليب يتمّ ابتياعه بكوبٍ أحادي الاستعمال ، لنفكر مثلاً في الزيت المستخدم في السماد في المزروعات والوقود المستخدم لنقل حبوب القهوة جوّاً والطاقة لتسخين القهوة وهكذا دواليك".

واقترحت وود أن يعمد الأشخاص إلى التقليل من شراء القهوة بأكوابٍ أحادية الاستخدام وإعادة اكتشاف متعة احتساء القهوة بأكوابٍ زجاجية داخل المقاهي.


أخبار متعلقة



جميع الحقوق محفوظة 2024