منذ 7 سنوات | لبنان / السفير







أثمرت زيارة وزيري خارجية اليونان نيكوس كوتزياس، وقبرص يوانيس كاسوليدس، للبنان، الاتفاق على برمجة ثلاثة مؤتمرات للتنسيق والتعاون، الاول في اليونان يضم وزراء السياحة، والثاني في قبرص يحضره رؤساء الجامعات في كل من لبنان واليونان وقبرص للبحث في التعاون الجامعي، والثالث في لبنان لدرس التعاون بين المغتربين من الدول الثلاث.

وقد أطلع الوزيران الضيفان رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، في بعبدا، بحضور وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل، على المشاريع المشتركة بين لبنان واليونان وقبرص والتعاون القائم في مجالات عدة، ولا سيما في مجال النفط والغاز ومتابعة قضية النازحين السوريين. وقال عون «إن لبنان حريص على تفعيل المصالح المشتركة التي تعود بالفائدة على شعوب الدول الثلاث».

اجتماع وزراء خارجية لبنان وقبرص واليونان كرّس قواعد جديدة للتعاون في شتى الميادين، وثمة كلمة سر تكررت على مسامع الوزراء الثلاثة: «الشعوب تقرر سياسات الدول وهي التي تتحكم بمصير بلدانها ولا بد من الاستماع الى صوتها في لحظة اتخاذ القرارات الوطنية المهمة» على حد تعبير الوزير باسيل.

ويمكن القول إن هذه هي الفكرة الرئيسية التي أرادت وزارة الخارجية إيصالها من خلال تنظيم هذا اليوم اللبناني القبرصي اليوناني الطويل في بيروت.

التحضير لهذا اليوم بدأ منذ أكثر من شهر، أي ما قبل الانتخابات الرئاسية في لبنان، والهدف «إرساء تعاون وثيق مع عدد من البلدان الأوروبية التي تتشارك مع لبنان مجموعة من القيم والمخاوف والمشاكل، وصولا إلى تكريس التعاون في مجالات الثقافة والتربية والتبادل التجاري وتقوية التواصل مع الاغتراب والملف الغازي والنفطي وقضية النازحين».

وقبيل التنفيذ، أنجزت الانتخابات الرئاسية في لبنان، الأمر الذي جعل معاوني وزير الخارجية يعدّلون الوجهة، خصوصا أننا أصبحنا أيضا على عتبة الانتخابات الرئاسية الأميركية.

تجدر الإشارة إلى أنه كان من المفترض أن يشارك في هذا الاجتماع وزراء خارجية بلغاريا وكرواتيا وسلوفاكيا وقبرص واليونان، لكن موعد 9 تشرين الثاني، لم يتلاءم مع «أجندات» الجميع، إذ حصلت انتخابات في بلغاريا وكرواتيا وتغيّر الحكم في هذين البلدين، واعتذر وزير الخارجية السلوفاكي عن عدم الحضور «لأسباب طارئة»، فتقرر جعل اللقاء ثلاثيا.

لكن الموضوع الرئيسي لم يتبدل. وقد أبدى الوزيران القبرصي واليوناني تجاوباً مع وجهة نظر باسيل الذي شدد على ضرورة إنشاء آلية معينة للتشاور وتبادل الآراء بصورة مستمرة. كما رحّب الوزراء بفكرة باسيل بإلقاء محاضرة مشتركة مع طلاب جامعة الكسليك لمخاطبة الشباب الذين يشكلون نخب المستقبل.

وأكّد الوزير باسيل في هذا السياق أن هذه المجموعة الثلاثية قابلة للتوسع وهي ستكون مفيدة لكل البلدان التي تنضم اليها وتشاركها القيم والهواجس والتطلعات المستقبلية ذاتها.

ويقول أحد معاوني باسيل إن الوزيرين القبرصي واليوناني كانا متحمسين جداً للفكرة بدليل التفاهم سريعا على البيان الختامي، كما وعد الوزير اليوناني بالتدخل لدى الشركة اليونانية التي رفعت دعوى ضد الدولة اللبنانية بخصوص المعمل الحراري في دير عمار والتي لم يحترم لبنان حصته معها من ضمن الاتفاق.

وفي مؤتمر صحافي مشترك في وزارة الخارجية، عدّد الوزراء الثلاثة مجالات التعاون بين لبنان وقبرص واليونان التي تضم التبادل التربوي والثقافي والسياحي إلى جانب المواضيع الأخرى. لكن الأهم، بنظر أحد المتابعين، أن هذه الزيارة هي الأولى لوفد وزاري غربي وتحديداً الأوروبي للبنان بعد الانتخابات الرئاسية، وهي تكتسب في هذا الإطار أهمية أكبر، إذ إنها تجسّد أول تأييد غربي يُترجم بزيارة للبنان لانتخاب ميشال عون رئيساً للجمهورية، وذلك على مسافة ساعات من الزيارتين السورية والايرانية.

الجدير ذكره أن هذا الاجتماع سيتبعه اجتماع آخر في قبرص وبعده في اليونان، وسيكون لموضوع الطاقة والنفط والغاز حضوره الدائم على الطاولة الثلاثية.

وفي هذا الإطار، شدد باسيل على موضوع النفط والغاز، مؤكداً أنه يجب أن ينطلق في بداية هذا العهد، إذ لم يعد هناك أي مبرر للتأخير فيه.

الجدير ذكره أنه من المحتمل أن تكون قبرص هي الممر الرئيسي لأنابيب الغاز في المياه الإقليمية اللبنانية، ما يحتّم على لبنان إرساء تفاهمات مع الدولة القبرصية منذ الآن.

وكان باسيل قد عقد مع كوتزياس وكاسوليدس جلسة محادثات، أتبعوها بمؤتمر صحافي، استهله باسيل بالقول ان اللقاء جاء في اطار «التعاون الثلاثي الذي يقوم بين دولنا الثلاث، وأصدرنا بيانا مشتركا عن هذا الاجتماع، عناوينه الرئيسية هي: التعاون الاقليمي في ما بيننا، النزوح، الامن ومواجهة الارهاب، الازمات الاقليمية في المنطقة، النفط والغاز، التعليم والشباب، والحفاظ على الارث الثقافي».

أضاف: تناولنا موضوع الغاز والنفط، على أمل أن يكون موضوع النفط ومراسيمه أولى الأولويات الحكومة الجديدة ليبدأ لبنان رحلته النفطية الفعلية. كما تحدثنا ايضا عن موضوع Gp avax ومعمل دير عمار، والدعوى المقدمة من قبلها ضد لبنان في هذا الشأن، وطالبناهما بمساعدتنا لإيجاد حل حبي.

بدوره، قال وزير الخارجية القبرصي «اننا نعتبر ان هذه الزيارة تأتي في لحظة تاريخية للبنان لان اللبنانيين اختاروا رئيسا للجمهورية وهم في طور تشكيل حكومتهم ضمن أوسع توافق ممكن».

ثم كانت كلمة للوزير اليوناني، قال فيها «ان هذه المرحلة هي زخم جديد لهذا البلد والمنطقة على صعيد التسامح والعيش المشترك. نحن فرحون لأنه سيتم تشكيل حكومة لبنانية ونسعى للتعاون معها».

وقال باسيل ردا على سؤال «ان موضوع الغاز والنفط وتأخر لبنان فيه غير مرتبط بترسيم الحدود.. التأخير هو مسؤولية لبنانية بحتة وعلى العهد والحكومة الجديدة أن يعطياه الاولوية القصوى».

وأعلنت وزارة الخارجية والمغتربين، ان الوزراء الثلاثة شددوا على اهمية الحوار الإقليمي، واتفقوا على أهمية الحفاظ على التعددية في المنطقة، كما شددوا على أهمية ومزايا التعاون الأورو ـ متوسطي لبلدان المنطقة.

وناقش الوزراء الظاهرة العالمية المتنامية المتمثلة في حركات كبيرة للاجئين والمهاجرين بوتيرة غير مسبوقة، ودعوا إلى انتهاج مقاربات وحلول شاملة تقوم على أساس المسؤولية المشتركة والتعاون الدولي.

واتفق الوزراء على ضرورة قيام الاتحاد الأوروبي بالبحث في كل الوسائل التضامنية الممكنة لدعم لبنان سياسيا واقتصاديا من أجل زيادة قدرته على الثبات، واتفقوا على أن الحل الوحيد المستدام على المدى الطويل للسوريين الذين نزحوا مؤقتا إلى لبنان هو في عودتهم إلى بلادهم، بما في ذلك أثناء المرحلة الانتقالية، في ظل بيئة آمنة.

وأعربوا عن قلقهم الشديد إزاء الإرهاب والتهديد المباشر الذي يمثله على أمن لبنان لجهة انتشار التنظيمات الإرهابية على حدوده، وشددوا على ضرورة زيادة التعاون العسكري والأمني، مؤكدين أن الحفاظ على أمن لبنان يجب أن يشكل قضية جوهرية في سياسة الاتحاد الأوروبي ونهج المجتمع الدولي بشأن الأمن في المنطقة. تحقيقا لهذه الغاية، أكدوا أهمية تبادل المعلومات بانتظام بين دول المنطقة.


أخبار متعلقة



جميع الحقوق محفوظة 2024