منذ 7 سنوات | العالم / السفير










أغلب الظن، أنه لو لم ينجح اللبنانيون في انتخاب رئيس جمهوريتهم قبل ايام قليلة من إجراء الانتخابات الاميركية وفوز المرشح دونالد ترامب فيها، لكان نمط مقاربة الاطراف الداخلية لهذا الاستحقاق الدولي قد اختلف، ولكانت حسابات من نوع مغاير قد جذبت «المغامرين».

ولعل البعض من معارضي ميشال عون، تمنى في قرارة نفسه لو أن المعادلة الرئاسية الداخلية التي أنجبت «فخامة الجنرال» تأخرت قليلا، لأمكن بعد انتخاب ترامب تفاديها أو أقله تأجيلها.

أما وإن عون سبق ترامب الى السلطة، وبالتالي لم يعد ممكنا إعادة عقارب الساعة الى الوراء، فهناك في لبنان والمنطقة من سيفترض أن فوز المرشح الجمهوري «المتشدد» سيسمح لاحقا بتعديل موازين القوى في الشرق الاوسط، أو بفرض وقائع جديدة من شأنها أن تحسن مواقع رافضي التسوية الرئاسية، والقابلين بها على مضض، بحيث تصبح أكثر ملاءمة لمصالح هؤلاء.

وما يعزز معنويات المتحمسين لترامب أن اللبناني وليد فارس، صاحب الخيارات السياسية المتشددة، هو مستشار الرئيس الاميركي للشؤون الخارجية، خصوصا الشرق أوسطية، الأمر الذي يعني ـ بالنسبة اليهم ـ أن وجود فارس في «الحديقة الخلفية» ربما سيدفع بشكل أو بآخر في اتجاه انتزاع حيز ما للوضع اللبناني في أجندة ترامب المزدحمة.

ولكن يبدو أن ترامب نفسه لا يملك بعد تصورا نهائيا لسياسة خارجية متكاملة، باستثناء ما يتعلق بتقديم أقصى الدعم لاسرائيل، علما أن هناك من يعتقد أن الرئيس الجديد، وبرغم تهوره الظاهر، لن يستطيع تجاوز القواعد الناظمة للسياسة الخارجية، والمحددة من قبل «الاستابلشمنت» الاميركية ومراكز صناعة القرار فيها، بينما يرى آخرون أن شخصيته المتمردة والمتفلتة تحول دون توقع تصرفاته أو ضبطها.

وفي انتظار أن تتكشف حقيقة نيات ترامب حيال الشرق الاوسط، وطبيعة الادوار المستقبلية للولايات المتحدة فيه، فإن اللبنانيين وجدوا في انتخابه مادة مسلية حاكت السياسة، على طريقة ظرفاء مواقع التواصل الاجتماعي الذين تفوقوا على محترفي العمل السياسي في تعليقاتهم، وبرعوا في إسقاط واقعهم على المجتمع الاميركي، بطريقة كاريكاتورية لا تخلو من الرسائل.

وهكذا، فإن نتيجة الانتخابات الاميركية، تُرجمت فايسبوكيا الى «إشكال بين آل ترمب وآل كلينتون في منطقة راس فيغاس، والجيش يعمل على تطويق الإشكال.»

كذلك سُجل «ظهور مسلح في ميشيغن التحتا، وسط أنباء عن سرقة صندوق اقتراع من قلم مدرسة ميشيغن الرسمية للبنين».

والظاهر أن كلينتون لم تحسبها جيدا في ميشيغن، وفق ما يتضح من حوار ابتكره رواد «العالم الافتراضي» بينها وبين ترامب الذي خاطبها قائلا: أكلتي الضرب من شيعة ميشيغن.. حكيت أستاذ بري مبارح وقلي مبروك.

واحتفالا بالفوز، «مناصرو ترامب يجولون في شوارع نيويورك في سياراتهم على أنغام: ترمبك جايي من الله».

ومن المفاعيل الأولى لنجاح المرشح الجمهوري، «ترامب يسمي سعد الحريري لرئاسة مجلس الشيوخ»، علما أنه «لو ما من «القوات» ما طلع ترامب. شكرا سمير جعجع».

لكن أنصار «التيار الوطني الحر» لهم رأي آخر، بعدما شوهد ترامب وهو يرفع بأصابعه شارة «التيار الحر»..

وفيما كانت مواقع التواصل الاجتماعي تشتعل بهذا النوع من التعليقات الظريفة على انتصار ترامب، مثّل هذا التحول الدرامي في مزاج الجمهور الاميركي مادة للتحليل والنقاش في الصالونات السياسية اللبنانية، على إيقاع مشاعر تراوحت بين المفاجأة والصدمة.


أخبار متعلقة



جميع الحقوق محفوظة 2024