اعتبر غريغوري كورتي في صحيفة يو أس إي توداي الأمريكية أن الفوز الصاعق لدونالد ترامب ليس إلا رفضاً لرئاسة باراك أوباما. وذكر بما قاله أوباما بعد فوزه عام 2008 بأن "للانتخابات تبعات". وبالنسبة لعهده، يصعب تصور نتيجة أكثر تعبيراً كتلك التي تمخضت عن انتخابات الثلاثاء.

فمع احتفاظ الجمهوريين بالسيطرة على مجلسي النواب والشيوخ، يمكن ترامب أن يلغي أجزاء كبيرة من الأجندة التشريعية لأوباما، وإبطال أوامره التنفيذية بشحطة قلم وتنصيب قضاة محافظين في المحكمة العليا.

السيناريو المعاكس
ويقول كورتي: "لنتصور السيناريو المعاكس: انتخاب كلينتون كان سيؤذن بحقبة جديدة من السياسة الأمريكية: حقبة أوباما. مع وزيرة خارجيته السابقة في البيت الأبيض، كان يمكن أوباما أن يعتمد على خلف يواصل بعض سياساته التحويلية والمثيرة للجدل، كإصلاح الهجرة وتوسيع الرعاية الصحية والتنظيم البيئي". وذكر بأن ترامب تعهد إبطال كل هذه المشاريع.

استحواذ على البيت الأبيض
يشكل انتخاب ترامب "استحواذاً على البيت الأبيض" وانقلاباً على النظام السياسي بنوع جديد من السياسة لا يتناسب كثيراً مع الإطار الحزبي القائم حالياً، بحسب البروفسور في العلوم السياسية في جامعة بايلور كورت نيكولز الذي يدرس تأثير الانتخابات الرئاسية على إعادة تنظيم السياسة الأمريكية.

أوباما 
انطلاقاً من الحملة المكوكية لأوباما في الأسابيع الأخيرة، يقول كورتي إن لا أحد كان قلقاً من تهديد ترامب لإرث أوباما أكثر من أوباما نفسه، وهو ما دفعه إلى تعداد سلسلة من إنجازاته من إنقاذ قطاع السيارات ونظام الرعاية إلى اتفاقات باريس للمناخ.

وقال في خطاب ألقاه في أوهايو ونورث كارولاينا وفلوريدا: "كل التقدم الذي أحرزناه سيذهب هباء إذا لم نربح الانتخابات...لننه ما بدأناه".
واعتبر كروتي أن فوز ترامب يضع مزيداً من الضغط على رئاسة البطة العرجاء لأوباما الذي سيكون عليه مضاعفة جهوده لتعزيز أجندته.

فرصة تاريخية
ولكن أياً تكن النهاية، فقد حقق أوباما شيئاً لا يمكن التاريخ تجاهله. فهو أول رئيس أمريكي من أصل أفريقي بقي في منصبه ولايتين. إلا أن اعتماده على العمل التنفيذي في سنواته الأخيرة يسهل محو كثير من إنجازاته. ولا شك في أن المؤرخين سيناقشون ما إذا كان يمكن أوباما القيام بالمزيد لارساء إرث أكثر ديمومة، أم أنه كان ضحية قوات خارجة عن سيطرته.

وختم نيكولز: "بهذه الخسارة، فقد أوباما الفرصة للخروج واحد من رؤساء أمريكا الكبار. يبدو أن أوباما فشل في استغلال فرصته في أن يكون رئيساً تحولياً".