منذ 4 سنوات | لبنان / الميادين


شهد بحر صور في جنوب لبنان حدثاً علمياً وبيئياً مميزاً، حيث خرجت 92 سلحفاة بحرية من نوع سلحفة ذات الرأس الضخم، من بيوضها منطلقة نحو البحر في أول تفقيس على الشاطئ اللبناني خلال العام 2019. وثّق هذا الحدث البيئيّ الجميل الكاتب والصحفي البيئي مصطفى رعد، بالتعاون مع مدير المركز اللبناني للغوص يوسف جندي صاحب الباع الطولى في عالم البحار والأعماق.

يقول رعد الذي تسجّل له متابعته الحثيثة للقضايا البيئية في لبنان والمتوسط إن "مراقبة خروج هذا العدد الكبير من صغار السلاحف نحو البحر الأبيض المتوسط يأتي ضمن اطار مشروع مراقبة السلاحف الذي يقوم به الباحث الدكتور علي بدر الدين وذلك بالتعاون مع وزارة البيئة ومحمية صور الطبيعية ومحمية جزر النخيل في طرابلس ومنظمة RACSPA، بالإضافة إلى العمل الدائم مع المركز اللبناني للغوص الذي يقوم بحماية السلاحف البحرية في بحر صور".

وحول أهميتها يقول إنها "تُشكّل أهمية بيئية وإيكولوجية مهمة، خصوصاً بعد تصنيف بحر صور كرابع أفضل شاطئ في البحر الأبيض المتوسط، بحسب مجلة "ناشيونال جيوغرافيك" العالمية.

بدوره، أوضح الباحث اللبناني في علوم البحار الدكتور علي بدر الدين أنه "كان من المفترض أن تخرج 100 سلحفاة من البيض الموجود"، مشيراً إلى أن "8 منهم قد نفقوا بسبب عوامل طبيعية"، مضيفاً أن "الناجين انطلقوا نحو البحر في مشهد مذهلٍ للعين المجردة".

من جهته، أشار  جندي إلى أن المركز رصد دخول عددٍ كبير من السلاحف إلى "شاطئ الجمل" في بحر صور ومن ثم إنطلاقها إلى الشاطئ الرملي لوضع البيوض، مشيراً إلى أن موسم تعشيش السلاحف البحرية يبدأ في الأول من أيار حتى تشرين الأول، بحيث يوجد عادة ما يزيد عن 70 سلحفاة، إلا أن المعدل العام هو 50 سلحفاة.

ولفت الجندي إلى وجود نوعين من السلاحف موجودة في بحرنا: السلحفة ذات الرأس الضخم Loggerhead turtle، والسلحفاة الخضراء green turtle، وهما على اللائحة الحمراء للاتحاد العالمي للحفاظ على الطبيعة IUCN، معتبراً أن الحفاظ على السلاحف وعدم التعدي عليها يحافظ على وجودها الحيوي في بحرنا، ويساهم في التنوع البيولوجي الذي يُغني بحر لبنان.

ومؤخرًا، أُعلن الخامس من أيار يوماً وطنياً للسلاحف البحرية في لبنان، حيث يجهد المعنيون للتوعية حول أهمية هذه الحيوانات البحرية الجميلة الصديقة للإنسان.




أخبار متعلقة



جميع الحقوق محفوظة 2024