منذ 4 سنوات | صحة عامة / BBC


تعهدت الحكومة البريطانية بوضع حد لعادة التدخين في إنجلترا (وليس في ويلز وإسكتلندا وإيرلندا الشمالية) بحلول عام 2030، وذلك في نطاق سلسلة من الإجراءات الهادفة إلى التصدي للمسببات التي يمكن الوقاية منها للإصابة بالعديد من الأمراض.

وجاء في "كتاب أخضر" أصدرته الحكومة (وهو عبارة عن تقرير ابتدائي يتضمن مقترحات تتقدم بها الحكومة ينشر من أجل إثارة النقاش حول الموضوع المعني) أن من بين الإجراءات الرئيسية الأخرى التي تفكر الحكومة في اتخاذها للارتقاء بالصحة العامة التشجيع على ممارسة النشاط البدني والإتيان بتعليمات جديدة حول كيفية التمتع بنوم سليم واستهداف اولئك الذين من المحتمل إصابتهم بداء السكري.

ومن أهداف الإجراءات التي تضمنها الكتاب الأخضر خفض عدد السنوات التي يقضيها الناس وهم يعانون من المرض.

يُذكر أن النسوة الإنجليزيات يقضين اليوم 19 سنة من أعمارهن وهن أسيرات المرض، بينما تصل الفترة للرجال إلى 16 سنة - وتعادل هذه الفترة خمس أعمارهم (نسوة ورجالا) تقريبًا.

والحال أسوأ في المناطق المحرومة التي يعاني ساكنوها من المرض لفترات أطول.

ويضع الكتاب الأخضر، الذي سيخضع للنقاش قريبا، مجموعة من السبل للتصدي لهذه الظاهرة، ومنها:

- ضمان أن يحصل أي مدخن يدخل إلى المستشفى على مساعدة ومساندة لحثه على الإقلاع عن عادة التدخين.
- توسيع نطاق برامج تعليم سبل تنظيف الأسنان في رياض الأطفال والمدارس الإبتدائية.
- إعادة النظر في الأدلة التي تربط بين النوم والحالة الصحية وذلك بهدف بلورة مجموعة من التعليمات المتعلقة بعدد ساعات النوم التي ينبغي للناس التقيد بها.
- التشجيع على ما يسمه الكتاب "اللعب النشيط"، كالركض والطفر في رياض الأطفال، وحث الناس على استخدام الدراجات الهوائية أو المشي في التنقل.
- مضاعفة الإنفاق على برنامج الوقاية من مرض السكري الذي يستهدف توفير الدعم لأولئك الأكثر تعرضا للإصابة بالنوع الثاني من هذا المرض.

وتأتي هذه الإجراءات مكملة لإجراءات سبق أن نوقشت، ومنها:

- التأكد من أن جميع الأطعمة المباعة في المقاهي والمطاعم وغيرها تحمل اعلانات واضحة لكمية السعرات التي تحتويها
- حظر بث أي مواد دعائية للأطعمة التي يطلق عليها "الزبالة (مثل الهامبرجر والحلويات التي تحتوي على نسب عالية من السكر ورقائق البطاطا المقلية الخ)" قبل الساعة التاسعة مساء.
- حظر بيع المشروبات المعززة للطاقة للأطفال.

ولكن نشر الكتاب الأخضر ووجه فورا بانتقادات، وذلك بعد أن نُشر يوم الثلاثاء، قبيل الإعلان عن تنصيب رئيس جديد لحكومة بوقت قصير. وتقول هيلين دونوفان، من الكلية الملكية للتمريض، "ما برحنا ننتظر هذه الخطط لفترة طويلة، ولكن يبدو أنها دفنت في الأيام الأخيرة لحياة الحكومة الحالية".

وحذرت خبيرة التمريض بأن المقترحات "تبدأ من نقطة ضعف"، إذ قررت الحكومة خفض المبالغ التي تزود بها المجالس المحلية من أجل تمويل برامج تشجع الناس على اعتماد سبل أكثر صحية في حياتهم.

أما عضو المجلس المحلي إيان هادسبيث، من جمعية المجالس المحلية في إنجلترا، فقال إن الكتاب الأخضر المذكور يحتوي على "بعض الأفكار الطموحة والمثيرة للإهتمام"، ولكنه اعترف بأن تنفيذ هذه الأفكار سيكون صعبا في ظل خفض الإنفاق من جانب الحكومة.

ووصف وزير الصحة في حكومة الظل العمالية الكتاب الأخضر بأنه "مخيب جدا للآمال"، مشيرا إلى تجاهله لموضوع شمول المشروبات التي تعتمد على الحليب المخفوق بالضرائب المفروضة على الأطعمة التي تحتوي على نسب عالية من السكريات. بدل ذلك، جاء في الكتاب الأخضر أنه من الأفضل التريّث والسماح للشركات التجارية المنتجة لهذه الأطعمة بخفض نسبة السكر في منتجاتها بشكل طوعي.

وخلا الكتاب الأخضر أيضا من أي إلتزام بفرض ضرائب على شركات التبغ لتمويل برامج التشجيع على الإقلاع عن التدخين، وهو أمر كان قد لقي تشجيعا واسع النطاق.

وكانت الحكومة تهدف في السابق إلى جعل المجتمع الإنجليزي خاليا من التدخين بحلول عام 2050. يُذكر ان 14 في المئة من البالغين في إنجلترا يدخنون التبغ.

ومن المقرر أن تستمر مناقشة الكتاب الأخضر لغاية الـ 14 من تشرين الأول المقبل، بينما يتوقع أن تعلن الحكومة ردها في الربيع المقبل.


أخبار متعلقة



جميع الحقوق محفوظة 2024