تبددت الأنباء التي تحدثت عن زيارة وزير النفط المصري طارق الملا لطهران بما كان يمكن أن تشكله من تحولات سياسية أقلها تحسين العلاقات بين قطبين أساسيين في المنطقة: مصر وإيران. ولم يعرف ما اذا كانت الزيارة قائمة فعلاً، وبالتالي لماذا ألغيت أو أجلت، إذ إن الوزير المصري ظهر عوضاً عن ذلك في أبوظبي، فيما جرى الإعلان عن بديل إماراتي للنفط السعودي الذي كان يتوقعه المصريون وتأجل «حتى إشعار آخر»!
وأكّد رئيس لجنة الطاقة في البرلمان المصري طلعت السويدي أن القاهرة أمنت احتياجاتها من الوقود للشهرين الحالي والمقبل، عبر طرح مناقصات عالمية منذ أيلول الماضي. وقال إن «لجنة الطاقة عقدت اجتماعاً عند إخطار شركة (أرامكو) بتوقف الشحنات، وتقرر طرح مناقصات عالمية لشراء احتياجاتنا من الوقود من السوق العالمي، وقد جرى بالفعل تأمين احتياجات السوق المصري لشهري تشرين الثاني الحالي وكانون الأول المقبل».
وأوضح السويدي أن «السعودية في كل الأحوال دولة شقيقة ولن تتأثر علاقاتنا بها بسبب أمر كهذا، والميزة التي كنا نحصل عليها في اتفاقنا مع (أرامكو)».
وفي السياق، تعاقدت مصر مع اثنتين من شركات البترول في الإمارات خلال زيارة وزير البترول طارق الملا الحالية أبو ظبي، وهما شركة بترول الإمارات الوطنية، وشركة «أبيك»، حيث ستقومان بتصدير عدد من شحنات المواد البترولية لمصر، وذلك بجانب شحنات البترول القادمة من العراق لسد احتياجات مصر من المواد البترولية خلال الفترة المقبلة.
يأتي ذلك خلال زيارة الملا أبو ظبي لحضور مؤتمر نفطي، حيث أعلن أن شركة «أرامكو» الحكومية السعودية أبلغت الهيئة المصرية العامة للبترول بالتوقف عن إمدادها بالمواد البترولية «لحين إشعار آخر».
وقال مسؤول مصري آخر إن «أرامكو»، وهي أكبر شركة نفط في العالم، أبلغت مصر بوقف شحنات المواد البترولية منذ الشهر الماضي، لحين إشعار آخر، مضيفاً أنها لم تفصح عن أسباب قرارها، ومؤكداً «طرحنا مناقصات لتوفير احتياجات شهر تشرين الثاني».
إلى ذلك، نفى مسؤول نفطي إيراني ما نشرته وكالة «مهر» الإيرانية عن زيارة الملا لإيران، لتعزيز التعاون بين البلدين في مجال النفط والمنتجات البتروكيميائية.
وكان مصدران أمنيان وآخر من الوفد المرافق للملا قالا إن الوزير المصري كان من المقرر أن يقوم بزيارة طهران، لكن من المرجح الآن تأجيل الزيارة بعدما ذاع الخبر.
وكانت الوكالة الإيرانية نقلت عن مساعد وزير النفط الإيراني أمير حسين زماني نيا قوله إن وزير النفط المصري سيزور إيران، لكن وسائل الإعلام المصرية أشارت الى إن الخبر عار عن الصحة.
