منذ 4 سنوات | لبنان / الحياة

علمت "الحياة" من مصادر رؤساء الحكومة السابقين نجيب ميقاتي، فؤاد السنيورة وتمام سلام أنهم سيواصلون زياراتهم لعدد من العواصم العربية قريبا من أجل شرح الوضع في لبنان والصعوبات التي تعترض لبنان على الصعيدين السياسي والاقتصادي، والقلق من عدم تطبيق اتفاق الطائف في ممارسة السلطة، بزيارة إلى مصر والكويت، وربما إلى دولة الإمارات العربية المتحدة، بعد زيارتهم إلى المملكة العربية السعودية الإثنين الماضي حيث استقبلهم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد لعزيز.

وقالت المصادر ل"الحياة" إن الرؤساء الثلاثة على اتصال بسفراء الدول العربية المعنية، الذين يبدون اهتماما بتطورات الوضع اللبناني الداخلي وتأثيرات الوضع الإقليمي عليه، في ظل احتدام الصراع الأميركي الإيراني، وتوالي الاعتداءات الأمنية المدعومة من قبل إيران على أمن الملاحة البحرية في الخليج وقصف المملكة العربية السعودية بالصواريخ وبالطائرات المسيرة.


وذكرت مصادر سياسية معنية بتحرك الرؤساء الثلاثة ل"الحياة" أن هؤلاء السفراء يتابعون عن كثب تفاصيل الأحداث في لبنان والصراع السياسي الدائر فيه والذي يعيق عمل السلطة التنفيذية في الأشهر الماضية نتيجة سياسات بعض الفرقاء التي تجنح بتحالفاتها الخارجية نحو أخذ لبنان إلى مواقف بعيدة عن محيطه العربي من جهة، وإلى الاستئثار بالسلطة خلافا للقواعد التي وضعها اتفاق الطائف لجهة الشراكة في الحكم من جهة ثانية.


وأكدت المصادر السياسية نفسها، وهي على صلة بسفراء الدول المعنية، أنهم اهتموا بمعرفة تفاصيل الأحداث الأخيرة، ولاسيما السجال الذي دار خلال شهري أيار (ميو) وحزيران (يونيو) بين تيار "المستقبل" وبين "التيار الوطني الحر"، ثم لاحقوا تفاصيل حادثة قبرشمون - البساتين في الجبل وخلفياتها السياسية الأمنية، ورصدوا المواقف كافة منها. كما أن بعض الدول العربية المتابعة أبدى حرصا على عدم استفراد رئيس "الحزب التقدمي الاشتراكي" وليد جنبلاط، عبر محاولات تحجيم دوره التدريجي في المعادلة السياسية نظرا إلى انعكاسات ذلك المضرة بالاستقرار في لبنان.


وأوضحت المصادر ل"الحياة" أن القلق من آثار الخرق المستمر لاتفاق الطائف لجهة الصلاحيات، ومن اعتماد المواقف التي تعاكس مبدأ النأي بالنفس عن حروب وأزمات المنطقة، لا يقتصر على السعودية والدول الخليجية، بل يشمل في شكل رئيسي القيادة المصرية التي أبدت انزعاجا شديدا من التطورات الأخيرة في لبنان ولا سيما الحملات التي تأخذ طابعا طائفيا تحريضيا من قبل رئيس "التيار الوطني الحر" الوزير جبران باسيل والتي تمس بصلاحيات رئاسة الحكومة في لبنان وتضعف دور الرئيس سعد الحريري في المعادلة اللبنانية. وقالت المصادر السياسية إياها إن القاهرة متنبهة إلى الآثار السلبية للإخلال بالتوازن اللبناني، وتبدي تشددا في رفض إخضاع لبنان لتجارب مخالفة لهذا التوازن نظرا إلى انعكاسات ذلك السلبية على مستقبل الوضع فيه.


سلام


وكان ميقاتي والسنيورة وسلام شرحوا في تصريحات متفرقة أمس والثلثاء بعض جوانب زيارتهم إلى جدة واجتماعهم إلى الملك سلمان وسائر المسؤولين السعوديين. وقال سلام: سمعنا كلاما واضحا برغبتهم في توطيد العلاقة مع لبنان ودعمه بشتى الوسائل المناسبة لدعم وحدته الوطنية وهذا اصلا جوهر اتفاق الطائف والمحافظة على كل مكوناته وهذا سمعناه من الملك مباشرة. وأشار إلى أن مساندة لبنان لا تقتصر على مجيء السياح السعودينن بدليل زيارة وفد مجلس الشورى السعودي إلى بيروت، وزيارة قائد الجيش العماد جوزيف عون إلى المملكة.


وردا على سؤال عما إذا كان الرؤساء الثلاثة سمعوا عتبا على لبنان نتيجة سياسة "حزب الله" قال سلام: "رئيس الحكومة أيضا يعاني في هذا الموضوع وانا عانيت منه في الماضي وغيري عانى. نعم لا نفوت فرصة ونسعى الى توضيح الموقف".


وأشار إلى أن السعودية تتذكر قبل أن يتم استفزازها والتهجم عليها، أنها كانت اخذت خطوات كبيرة لدعم المؤسسة العسكرية والمؤسسات الامنية. آمل ان يرجع هذا الامر". أضاف: "المملكة لم تتخلى يوما عن لبنان لكن لبنان يبتعد عن المملكة وسمعنا المواقف والاصوات العالية، وسعينا جاهدين الى تبديد ذلك".


وقال: "إذا هناك فريق من اللبنانيين لديه خوف من احداث معينة في المنطقة وخصوصا إخواننا المسيحيين فهناك فرق كبير بين هذا الخوف الذي واجبنا كلنا ان نحتضنه ونعتني به، وبين التخويف الذي يستغل هذا الخوف ليبني عليه زعامة ومواقف ومكاسب". ونفى أن يكون البحث تناول في المملكة الموقف من الوزير باسيل قائلا: "لم يهبط الكلام الى هذا المستوى ولم ينحدر الحديث الى هذه الترهات...المواضيع التي تم بحثها تخص رؤية مستقبلية واعدة للبنان وللمنطقة للعرب. ولم يقارب الملك ولا المسؤولين هناك هذه التصرفات الرعناء من قبل الذين يراهنون ربما على تشنجات ومواجهات طائفية او عنصرية في لبنان وتأخذ بعدا فتنويا".


وقال: "كثر يشعرون في البلد أن هناك استهدافا لرئاسة الحكومة ولصلاحيات رئيس الحكومة ودوره وعلينا ان نتضامن جميعا لنحافظ على مواقعنا".


ميقاتي


أما الرئيس ميقاتي فقال إن "الكلام الذي سمعناه من خادم الحرمين ايجابي بشان لبنان والثوابت اللبنانية لا تزال هي نفسها من دعم للامن والاستقرار وتحصين اتفاق الطائف. وشدد على أن الزيارة جاءت بالتنسيق مع الرئيس لحريري وبعد العودة "وضعناه في أجوائها".


وردا على سؤال عما إذا تطرق البحث إلى اتهام صحف سعودية الوزير باسيل بأنه وزير خارجية "حزب الله" قال ميقاتي: "لم نأت على ذكره ولم يأتوا على ذكره لا من قريب ولا من بعيد".


وإذ شدد ميقاتي على تأكيد المملكة دعم اتفاق الطائف أشار إلى أن الملك أعطى توجيهه أثناء الاجتماع معه للمسؤولين المتابعين لملف لبنان للاجتماع معنا لنخبرهم عن الهواجس اللبنانية وحتما نحن رأينا اجواءا ايجابية".


أما السنيورة فأكد أن الرؤساء الثلاثة "لم يذهبوا إلى المملكة ممثلين لفريق من اللبنانيين، بل ذهبوا ممثلين لجميع اللبنانيين الذين يرغبون في أن تكون علاقتهم علاقة عربية صحيحة مع السعودية وجميع الدول العربية، وبالتالي يحرصون على أن يكون لبنان دائما بعيدا عن مخاطر ما يسمى ممرات الأفيال، لأن لا مصلحة في تعريض لبنان لمخاطر صراعات القوى الإقليمية والدولية على أرضه". وقال: "سررنا بما عبر عنه خادم الحرمين الشريفين من اهتمام حقيقي بلبنان وباستمراره كبلد موحد حضاري يؤمن بالعيش المشترك، وان المملكة ستستمر في دعم لبنان وستوقع معه عددا من الاتفاقات".


,اشار إلى أن "الرسالة التي عبر عنها الملك صادقة وقوية بأن المملكة ستظل الى جانب لبنان تدعم استقلاله وسيادته وحرية أبنائه، وأن يستمر بلدا عربيا يحرص دائما على احترام دستور اتفاق الطائف، وان يستمر كما كان دائما حريصا على احترام الشرعية العربية المتمثلة بالإجماع العربي وبالشرعية الدولية المتمثلة بالقرار الدولي 1701".


مخزومي


وشكر رئيس "حزب الحوار الوطني" النائب فؤاد مخزومي، "خادم الحرمين الشريفين الملك على مواقفه الداعمة للبنان".


وشدد مخزومي على أن "لحديث الملك السعودي أمام الرؤساء السابقين الثلاثة أهمية قصوى في ظل الظروف التي يمر بها بلدنا، سواء في حرصه على استقلال لبنان وسيادته أم تجديد التمسك بصون اتفاق الطائف والعيش المشترك مما يستدعي منا التمسك بالدستور وقيام الدولة ومؤسساتها وبوحدتنا الداخلية وامتدادنا العربي".


أخبار متعلقة



جميع الحقوق محفوظة 2024