منذ 4 سنوات | العالم / Euronews


يعتقد قسم كبير من المواطنين الألمان أنّ وضع المستشارة الألمانية، أنغيلا ميركل، الصحي، مسألة خاصة وشخصية. هذا ما يظهره استطلاع للرأي نُشر اليوم السبت، بعد أن ظهرت ميركل، أمام الكاميرات، غير مرّة، وهي تمرّ في نوبات من الارتعاش والارتجاف.

والحال أن النقاش في صحة ميركل توسع في ألمانيا في الأسبوع الأخير، خصوصاً بعد العارض الصحي الأخير الذي أصابها خلال لقائها مع رئيس الوزارء الفنلندي، أنتي ريني، ثم مخالفتها البروتوكول الرسمي، وجلوسها في استقبال رئيسة وزراء الدنمارك، ميتيه فريدريكسن. طبعاً لا يمكن فصل العارض الصحي الأخير عن عوارض صحية أخرى ومشابهة، واجهت ميركل في الأسابيع الأخيرة.

وتساءل البعض إذا ما كان يجب على المستشارة أن تقدّم توضيحات حول الأمر، كما يحدث في بلدان أخرى، إذ من البديهي أن يُسأل عن صحّة من يملك أكبر منصب تنفيذي في الدولة الألمانية.

ورغم أنّ ميركل حاولت، منذ يومين، طمأنة الجمهور الألماني الذي تابعها عن كثب، ورغم أنها قالت إنها "بخير" و"تعتني بصحتها كما يجب أن تفعل"، إلا أن النقاش لم يهدأ. البعض ذهب إلى حد طرح سؤال حول إمكانيتها مزاولة العمل حتى نهاية ولايتها في العام 2021.

والمسألة ليست مرتبطة بالخصوم السياسيين فحسب، إذ حتى في داخل حزبها (المسيحيون-الديمقراطيون) هناك من تساءل إذا ما وجب عليها تسليم السلطة لأحد المقربين منها، بدون انتظار موعد نهاية الولاية. غير أن استطلاع الرأي الذي نشرته إحدى الصحف الألمانية اليوم، السبت، وشمل 4495 شخصاً، يظهر أن 59 بالمئة من الألمان يعتقدون أنّ حالة ميركل الصحية مسألة خاصة لا تعني أحداً إلا ميركل.

وطرح الاستطلاع السؤال "هل تعتقد أن ميركل يجب أن تقدم تفاصيل إضافية عن حالتها الصحية؟ أم أن هذه المسألة تعنيها وحدها فقط؟" على المشاركين، وأجاب 34 بالمئة فقط قائلين إنه يجب عليها تقديم تفاصيل إلى الشعب الألماني، بينما امتنع 7 بالمئة عن الإجابة.

وتشتهر ميركل، من بين السياسيين الألمان، بالسرية الشخصية الكبيرة، حتى أنها لا تظهر إلا نادراً برفقة زوجها مثلاً. وذلك يتعارض كثيراً مع عادات المستشار الألماني السابق، غيرهارد شرودر الذي لم تكن لديه مشكلة في التحدث عن حياته الخاصة، خلال فترة حكمه، إذ أجاب على أسئلة خاصة جداً مرتبطة بزواجه، أو حتى بحقيقة "صبغة شعره"...

يذكر أن ميركل تقود ألمانيا منذ العام 2005 وهي تعتبر السياسية الوحيدة في الديمقراطيات الغربية التي أمسكت بمقاليد السلطة لفترة زمنية بهذا الطول، غير أنها لا تنوي الترشح في الانتخابات العامة القادمة، التي سيتم إجراؤها في 2021.

وكانت ميركل، التي تقود أقوى الاقتصادات الأوروبية، والتي تشتهر أيضاً بنفسها الطويل في النقاشات، بحسب ما يقوله مقربون منها، قررت خوض المعركة الانتخابية الأخيرة وممارسة عملها كمستشارة لولاية رابعة بعد "تفكير مليّ".

ومن أحد أقوال ميركل الشهيرة، ذلك الذي قالته في العام 1998: "لا أريد مغادرة السياسية نصف ميتة".

وفيما يفرض الدستور الأميركي نشر مقتطفات من التحاليل الطبية التي يجريها الرئيس سنوياً، ليس هناك من قانون يجبر السياسيين الألمان على إجراء تلك الفحوصات، لا بل أنها تعتبر، كما يشير الاستطلاع اليوم، "شخصية" إلى حد كبير.


أخبار متعلقة



جميع الحقوق محفوظة 2024