مَن يتنزه على طول ساحل فلوريدا، سيصادف دون شك الطيور البحرية ذات اللون الأسود، وهي تقدم الأسماك الصغيرة طعاما لفراخها، وهو مشهد مألوف بالنسبة للذين تعودوا التجول على الساحل، ولكن كارين ماسون شاهدت شيئا آخر، فعندما كانت تمشي على طول شواطئ سانت بيت خارج تامبا بولاية فلوريدا الشهر الماضي، وجدت أم طائر تطعم صغيرها الجائع ولم يكن الطعام الذي قدمته الأم لفرخها سمكة أو حيوانا قشريا أو رخويا وإنما عقب سيجارة.

وبسرعة، قامت كارين ماسون بالتقاط الصورة ونشرتها على موقع فيسبوك للتواصل الاجتماعي وعلقت قائلة: "إذا دخنتم، فرجاء ألاّ تتركوا أعقاب سجائركم".

وأضافت ماسون في منشور آخر: "لقد حان الوقت لتنظيف شواطئنا والتوقف عن اعتبارها منفضة سجائر عملاقة".

وتُعتبر أعقاب السجائر أكبر ملوثات البلاستيك في العالم حيث تلوث حوالي ستة تريليونات من مساحة الأرض كلّ عام، وتتكون غالبية أعقاب السجائر من مادة بلاستيكية تسمى ألياف السليلوز البلاستيكية، والتي قد تستغرق ما بين 10 إلى 15 سنة لتتحلل بشكل كامل.

وتشدد عدة دول على تطبيق إجراءات صارمة لتقليص كمية أعقاب السجائر التي تحوي البلاستيك، ومن بين هذه الإجراءات إلزام مصنّعي السجائر بتمويل جهود التخلص من الأعقاب بعد الاستهلاك، كجزء من مبادرة تهدف لتقليص الاعتماد على منتجات الاستخدام البلاستيكية.

وتشير الدراسات البيئية إلى أنّ أعقاب السجائر التي تحوي البلاستيك هي أكثر الأشياء في العالم التي تلقى كنفايات في الشوارع. كما تؤكد بعض التقديرات أن 6 مليارات سيجارة تصنع كل عام وأن 90 في المائة منها تضمّ مواد بلاستيكية.