منذ 7 سنوات | ثقافة / Huffington Post

كان إجهاد العمل منذ زمن بعيد يعد أمراً صحياً، وربما مُنقذاً للحياة. فعندما كان أجدادنا يخرجون للصيد، كانت تنبّههم حاسة "الكر أو الفر" من إمكانية وجود سنور ذي أسنانٍ سيفيةٍ مُتسلل وعلى وشك الهجوم، فكانوا يهربون، ثم ينخفض مستوى الأدرينالين، وكانوا يكملون حياتهم، حالمين باليوم الذي يفتح فيه المتجر المحلي ليتمكنوا من تخزين الوجبات الخفيفة.

أما في عام 2016، فالوحوش الوحيدة التي علينا التعامل معها في وظائفنا اليومية هي رؤساؤنا السيئون، والمتحدثون الصاخبون في مكتب العمل المجاور. لكن يظل بإمكان الضغط المتواصل (فضلاً عن صوت التنبيه بكل إيميل وارد) استثارة استجابة "الكر أو الفر"، مما يضعنا في حالة إجهاد مستدام. ونبدأ في إنتاج المزيد من هرمون التوتر الكورتيزول، الذي بإمكانه العبث بكل شيء، بدءاً من الذاكرة وانتهاءً بالنوم.

ولأنَّه ككل شيءٍ آخرٍ في الحياة، ليس في استطاعتنا التحكم في الأشخاص الآخرين، لا يُمكننا التحكم سوى في ردود أفعالنا. وهذا أمرٌ مهم لا سيما مع ضغوط العمل.

ويشير أحد الأبحاث التي أُجريت في هارفارد، إلى أنَّ الإجهاد الوظيفي يحمل نفس القدر من الضرر الذي يُحدثه التدخين السلبي. لكنك تُدرك هذا، لأنَّك تشعر في بعض الأيام أنَّ جسدك على وشك الانفجار من فرْط الضغوط.

إليك أبرز العلامات التي تُشير إلى أنَّ هناك علاقةً سيئةً تجمعك مع الإجهاد، بحسب ما جاء في تقرير النسخة الأميركية من "هافينغتون بوست".

1- نادراً ما تحصل على راحة غداء أو راحةٍ لشرب قهوة وحتى وقت الحمام يُعدُّ رفاهية

إذا كنت تشعر بالضغط الشديد في العمل، إلى درجة تدفعك لإهمال معظم احتياجاتك الأساسية، فاعلم أنَّك مُجهد بشكل زائدٍ عن الحد، كما يشير دكتور ستيفان هوبفول رئيس قسم العلوم السلوكية في المركز الطبي لجامعة راش.

لحسن الحظ، يملك العلم الإجابة: كشفت الأبحاث أن التريُّض في منتصف اليوم (اخرج للهرولة في وقت الغداء)، والاستماع إلى الموسيقى (صِل سماعات الأذن تلك) واستنشق أنفاساً عميقة (اشهق!) قد تساعد في تقليل إفراز الكورتيزول.

2- تُعاني من حالة سيئة من اضطرابات الدماغ

ماذا كان اسم هذا الشخص من القسم المالي؟ أين وضعت التقرير الذي كنت تحمله حالاً؟ في أي يوم أنت؟ على أي حال من الصعب الحفاظ على ذهن صافٍ عندما يكون عقلك مُجهداً بأحمال زائدة. تشير الأبحاث إلى أن الكورتيزول يُمكنه العبث بذاكرتك، وربما يتسبب في شيخوخة دماغ مبكرة.

3- تؤدي أعمالك بشكل متوازٍ

تُراسل زملاءك في العمل، ترد على الإيميلات، تنظم جدول أعمالك، وتستكمل مشروعك الكبير، وتُحاول بشكل محمومٍ ضغط ما يُوازي عمل نهارٍ كاملٍ في دقائق معدودة.

تُشير الدكتورة هايدي هانا، المدير التنفيذي للمعهد الأميركي للإجهاد، ومؤلفة كتاب Stressaholic "يُمكن للإجهاد أنْ يتحول إلى كم لا يهدأ من الحركة، بدون انتباه مركز على إكمال المشروع". القضية تكمن في أنَّ تعدد المهام مضاد في بعض الأحيان للكفاءة.

وجدت إحدى الدراسات المنشورة في مجلة أبحاث الدماغ أنَّك عندما تحاول إنهاء مهمتين فقط في وقت واحد، ينخفض انتباهك للمهمة الأولى بنسبة 37%.

4- إرهاق في عضلات الرقبة والظهر والكتفين



2

تتشنج عضلات فروة رأسك ومؤخرة رأسك عندما تقلق كثيراً، مما قد يتسبب في صداع متعلق بالإجهاد، كما تقول الدكتورة كاثلين هول، مؤسسة شبكة Mindful Living ومعهد الإجهاد ورئيستهما التنفيذية في أتلانتا، جورجيا.

للإجهاد طريقة تجعلك تشد من عضلات الرقبة، والكتفين، والظهر، بشكل يسبب الألم. من المؤسف أنَّه لا يُمكنك الإنفاق على التدليك.

5- أنت تتوق للمغامرة

عندما تُجهد النساء، يكون رد فعلهن المعتاد هو ما يُطلق عليه الخبراء "التودد وإقامة علاقات صداقة"، يقضين وقتاً مع الآخرين ويشملنهم بالرعاية.

يُفضِّل الرجال وسائل عدوانية ومُغامِرة، يحنُّون للكر والفر. لن يُقدم طرْح زملاء العمل أرضاً الكثير لحياتك المهنية، والقفز بالحبال فوق حفرة تماسيح (رياضة متطرفة حقيقية) لن يفيد في إطالة عمرك، لكن الخبراء يدعمون بالكامل قضاء ليلة الخميس في لعب كرة السلة مع الأصدقاء.

6- تنام على الفراش محدقاً في السقف

لو كنت تشعر في المعتاد أنك غير قادر على النوم ليلاً، فربما يقع اللوم على إجهاد العمل (بافتراض أنك لا تُعاني من مشكلة مُتعلقة بالقهوة).

تُشير هانا إلى أنَّه "عندما تزداد هرمونات الإجهاد طوال اليوم، لا تعود للاختفاء لمجرد أنَّك تستعد فجأة للنوم". أخذ فترات راحة طوال اليوم تُساعد هرموناتك على الاستقرار.

ابتعد أيضاً عن الإيميل قبل وقت النوم، هذا الضوء الأزرق المنبعث من شاشة حاسوبك، أو تليفونك الذكي قد يُعيق إنتاج الميلاتونين، وهو الهرمون الذي يجعلك تنام.

تُشير هانا إلى أنَّ ما يُمكنه مساعدتك هو ضبط المنبه على ساعة قبل موعد النوم. هذا يُعلمك بالوقت الذي يجب عليك فيه الابتعاد عن التكنولوجيا، ومن ثم الاسترخاء.

7- أنت في حاجة إلى مشروب بعد العمل

يُعدُّ الخروج من حين لآخر مع زملاء عملك، والاسترخاء أثناء تناولك مشروبك المفضل أمراً جيداً من شأنه طرد التوتر.

لكن لو كانت هذه الساعة السعيدة جزءاً أساسياً من يوم عملك، كما تقول هوبفول "وتشعر أنك تحتاج إلى هذا المشروب، أو أنَّك لا تستطيع الانتظار حتى نهاية الأسبوع، قد يكون هذا علامة على أنَّك مُجهد إلى حد زائد في العمل".

8- أنت دائم الانزعاج



3

هل أنت الموظف الذي من المرجح أنَّه يسب الطابعة؟ تُشير هول إلى أنَّه لو استطاعت الأشياء الصغيرة إثارة غضبك في المكتب، ووقعت في مشاحانات أكثر من المعتاد في المنزل مع شريكك، ربما كان هذا علامة على أنَّك تأخذ قلق العمل معك في نهاية اليوم.

9- وقت المتعة ليس ممتعاً

ضغط العمل الذي يتركك أقل قليلاً مما كنت عليه سيشُق طريقه في نهاية المطاف وصولاً إلى غرفة النوم، فتقول هانا "عندما تتدنى الثقة، كذلك يتدنى مستوى التيستوستيرون، وهو ما قد يغير من الدافع، والأداء الجنسي".

10- أمعاؤك في حالة فوضى

هل تعاني معدتك من اضطرابات منتظمة؟ ربما يُلقَى باللوم في هذا على رد فعل جسمك تجاه الإجهاد، تُشير هول إلى أنَّه "قد يكون لديك معدل متناقص لامتصاص العناصر الغذائية في معدتك، وتدفق الدماء، وأكسجين أقل. قد يؤدي هذا إلى مشاكل القناة الهضمية، ومشاكل مزمنة مثل متلازمة القولون العصبي".

11- تحاول بأقصى جهدك أن تصبح عظيماً

كما تقول هوبفول: "قد يكون وصف (عظيم) أحياناً عدواً للجيد بالفعل". نريد جميعاً تحقيق طموحنا في العمل، لكن الطموح للتفوق في جميع الأشياء يُراكم الضغط.

تضيف هوبفول، بدلاً من هذا حاول إجادة هدف أو هدفين بشكل مركز في كل مرة. ليس هناك داعٍ للعجلة في تحقيق السيطرة على العالم.


أخبار متعلقة



جميع الحقوق محفوظة 2024