منذ 7 سنوات | لبنان / المستقبل









مع انتهاء الاستشارات النيابية غير الملزمة، انتهى عملياً أمس الشق البروتوكولي من عملية التكليف لتبدأ فعلياً رحلة التأليف وسط أجواء وطنية إيجابية يؤمل ألا تعترضها أي مطبات أو عقبات على طول الطريق المؤدي نحو الوفاق على تشكيلة حكومية يريدها الرئيس المكلف جامعة تعيد لمّ الشمل وتزخّم انطلاقة العهد الرئاسي الجديد باتجاه استنهاض الدولة ومؤسساتها. وعلى هذا الأساس أدار الرئيس سعد الحريري محركات التأليف أمس بعدما استمع إلى مطالب كافة الكتل والأفرقاء السياسيين معوّلاً على «الجو الإيجابي السائد في البلد منذ انتخاب فخامة الرئيس العماد ميشال عون»، ومتمنياً على الجميع مواكبة هذا الجو ومقابلته بالإيجابية وبعدم وضع فيتوات واستئخار تشكيل الحكومة بسبب الحصص الوزارية. 


الحريري الذي زار قصر بعبدا وأطلع رئيس الجمهورية على نتائج استشاراته النيابية، كان قد عقد فور انتهاء الاستشارات مؤتمراً صحافياً في المجلس النيابي تحدث فيه عن حصيلتها، مؤكداً عزمه على «العمل سريعاً لإنجاز تشكيلة حكومية تبدأ العمل فوراً منوهاً في هذا السياق بأجواء «التعاون الكبير جداً» بينه وبين كل من الرئيسين عون ونبيه بري، مع إشارته إلى أنّ مطالبة الكثير من الكتل السياسية بحقائب سيادية «أمر طبيعي». وعما إذا كان يتوقع ولادة الحكومة قبل عيد الاستقلال، أجاب: «إن شاء الله إذا تمكنا جميعاً من التعاون نأمل ذلك، لما لا».


وفي إطار متصل، عبّر البطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي عن أمله في «تأليف حكومة قادرة ومنسجمة في أسرع وقت ممكن للشروع في مواجهة التحديات الكبرى في البلاد»، خلال اتصاله بالحريري أمس لتهنئته بالتكليف «وبالثقة الكبيرة التي نالها من النواب». ليعود الراعي فيعرب خلال زيارته كرسي أبرشية أنطلياس المارونية في قرنة شهوان عن الأمل بأن «يستطيع رئيس الجمهورية الجديد مع الحكومة النهوض بالاقتصاد وبوضع حد لنزيف الهجرة الذي يطال الطاقات الشابة»، لافتاً الانتباه إلى كون «الأدوية المهدئة والمخدرة لم تعد تنفع في هذا الإطار»، وإلى ضرورة أن تتشكل حكومة العهد الأولى «في أسرع وقت» لما ينتظرها من «تحديات كبيرة سياسية واقتصادية واجتماعية وأمنية». 


ومساءً، استقبل الحريري في بيت الوسط سفراء مجموعة الدعم الدولية للبنان التي تحدثت باسمها المنسقة العامة للأمم المتحدة سيغريد كاغ واصفةً اللقاء بأنه «كان ممتازاً»، وأوضحت أنّ النقاش تمحور حول «رؤية الرئيس الحريري للبلد وإرساء الوحدة الوطنية، وتحديداً حول الأولوية التي يعطيها لقضايا تتعلق بالوضع الاقتصادي إضافة إلى الانتخابات النيابية وإلى إدارة أكثر فاعلية لوضع اللاجئين في لبنان، وفي كل الأساليب التي يمكن لمجموعة الدعم الدولية والمجتمع الدولي ككل أن تكون مفيدة لمساعدة لبنان من أجل إنجاح رؤية الرئيسين عون والحريري المشتركة». 


«بيت الشعب»


واليوم، تستعد باحة القصر الجمهوري لاستقبال الوفود الشعبية المهنئة بانتخاب العماد عون رئيساً للبلاد، في تظاهرة يريدها العونيون بمثابة استعادة لمشهدية «بيت الشعب» قبل 26 عاماً حين كان يتجمهر المواطنون في قصر بعبدا تأييداً للعماد عون في حربه ضد النظام السوري. 


ومع عودته إلى القصر رئيساً للجمهورية بعد إقصائه عسكرياً عنه عام 1990 تحت ضربات وغارات قوات الأسد، يرتقب العونيون اليوم إطلالة الجنرال من شرفة قصر بعبدا ليخاطب اللبنانيين بكلمة يستهلها بعبارته الشهيرة: يا شعب لبنان العظيم.



أخبار متعلقة



جميع الحقوق محفوظة 2024