منذ 7 سنوات | خاص / خاص - منوعات

الآن وبعد سنوات من الخضوع قررنا الإنتفاضة على القوانين، الدين ، المجتمع الذكوري لأجل أم التحفت بحب ابنها وحملت في طيات روحها عشقا لفلذة كبدها الذي شعرت به مع أول نبض له في أحشائها وزادها الأمر تيمنا به حين أحسّت بألم انسلاخ جسده عن روحها.

بحنانها أدفأته وبابتساماتها الأمومية حضنته حتى بلغ عمر السنتين، فأراد قاض أن يسلخ روح فاطمة حمزة ابنة الضاحية الجنوبية والمعلمة في المبرات الخيرية عن الروح التي تعلقت بها استنادا إلى نص شرعي يفيد بأن من حق حضانة الرجل للطفل الذكر يبدأ من عمر السنتين وللأنثى من عمر الـ7 سنوات، وكأنّ الرجل هو من حمله في أحشائه وتعلّقت به روحه لمدة 9 اشهر قبل أن تراه عينيه، رغم كل العذاب الي يلم بالجسد في فترة الحمل.

فاطمة حمزة لم تخضع كأي امرأة ضعيفة إنّما  حمت طفلها الذي لن تعلم كيف ستعامله زوجة زوجها الذي ما زالت على ذمته حتى الآن، لذلك أصدر القاضي التنفيذي قرارا بسجنها في سجن الغبيري مع مجرمات أخريات ربما قد يكنّ أرأف بها من مجتمع مخادع استغل قضيّتها وبات يتاجر بها، لكن مهلًا ليس فقط المتاجرة بقضيّتها واستغلالها إنّما أيضا الطعن بشرفها لأنها فقط امرأة حاولت ان تحمي قطعة من روحها وأن تحتفظ بها لتقدم له الحب .

فيوم أمس رغم كل التفاعل الإنساني الذي شهدته قضية فاطمة ، استغل البعض قضيتها لإثارة الفتنة الطائفية معتمدين بذلك على الفرق بين  عمر حق الحضانة لدى السنة وعمر حق الحضانة لدى الشيعة واعتمد آخرون أسلوبًا مغايرا فبدأ بالدعوة إلى عزل رجال الدين وتحقيرهم وجميعنا نعلم أهمية رجال الدين لدى كل الطوائف.

هذا كلّه تعوّدنا عليه في مجتمع يقتنص الفرصة لمصالحه لكنّ أن نرى بعضهم يكرّس قانون المجتمع الذكوري ويطعن في شرف فاطمة، ويوجّه لها أسوأ الإتهامات ويضعها في خانة المجرمين ، فهذا أمر آخر ويا للوقاحة فبعض النساء بررن سجنها بحجة أنها "تاركي البيت من قبل ما تولد وهيي حارمي الأب يشوف ابنه ومخبيته فما كان امام الأب الا ان يرفع دعوى ونحنا عندنا الاولاد الى الاب" والبعض الآخر اتهمها بالكذب والخداع معللات ذلك بـ  " ما حدا بيعرف شو في بين الاتنين".

صحيح، لا أحد يعلم ما بين الزوجين ، لكن أي ضمير يحكم بأن يتم إبعاد طفل عن أمه ليعيش مع زوجة والده وأي انسانية تحكم بأن يكبر الطفل في حضن لن يقدم له الحب الكافي بوجود حضن يحبّه ويحترق شوقا ليديه الصغيرتين؟

إنه المجتمع الذكوري الذي يرى أن المرأة مخطئة  إن صرخت عاليا مطالبة بحقها ، إنّه المجتمع الذي مهما حاولنا أن نخرجه من قوقعة الخضوع ستجد نساء يدافعن عن الرجل لأنه "رجل" وأخريات يرفعن شعار "مطلقة كيف بدها تربي لوحدها".

فإن أردنا أن نطلق حكما على فاطمة بحسب مجتمعنا لوجدناها مجرمة من الدرجة الأولى حرمت والده من رؤيته، فالمضحك المبكي أن الجميع هاجموا المحكمة ونسوا القضية الأساسية "المرأة في المجتمع الذكوري" .

فاطمة حمزة.. مثال لإمرأة حاولت التصدي للغاة فاتهمها البعض انها طاغية ، فإلى متى هذا الظلم من بعض أصحاب العقول الضيقة؟


أخبار متعلقة



جميع الحقوق محفوظة 2024