منذ 7 سنوات | لبنان / السفير


تحت عنوان: "الطريق الجديدة.. حزنٌ ولا فرح!"، كتبت لينا فخر الدين في صحيفة "السفير": "لولا انعدام زحمة السير، لكان يوم الأحد في الطريق الجديدة يشبه باقي الأيام. المحال التجاريّة بغالبيتها تفتح أبوابها كي "تُلقّط رزقها" ومن دون أن يكترث أصحابها لانتخاب ميشال عون رئيساً. المهم بالنسبة إليهم، أن تتحرك الدورة الاقتصاديّة.

أساساً، لا مؤشّرات توحي بترحيب المنطقة بـ "فخامة الرئيس" الجديد. لا صور ترحّب بالعهد الجديد ولا فرح على الوجوه. من بين كلّ خمسة أشخاص، واحدٌ منهم يعود بالزمن إلى الوراء، وتحديداً إلى العام 1989. يرتبط اسم الرجل بالحرب التي ارتبط اسمها باسمه: "حرب عون" (التحرير).

يردّد أحد أصحاب المحال التجاريّة أنّ شقيقته كانت أول شهيدة في تلك الحرب. كلام أبو محمّد هو لسان حال كثر في المنطقة. هؤلاء يتهمون عون بأنه "خرّب البلد، فكيف يكافأ ليكون رئيساً بعد 30 عاماً؟".

يرفض كثيرون الكلام بالموضوع أمام الصحافيين الذين زاروا المنطقة في الآونة الأخيرة. وإن تكلّموا، فإنّهم يتحفّظون عن ذكر الأسماء، خصوصاً إذا ما توسّع الاعتراض ليشمل قرار سعد الحريري بتبنّي ترشيحه.

يسارع بعضهم إلى نفض يديه من انتمائه إلى "تيّار المستقبل". بلكنةٍ بيروتيّة، يقول غالبيّتهم: "نحن مش مع حدا"، لتكون هذه الجملة مقدّمةً لجملة أخرى فيها تعداد لمساوئ وصول عون بالنسّبة إليهم.

لا يشبه كلام النّاس في عقر دار "المستقبل" صور الحريري، ولافتات بدت كما لو أنّها مفتعلة أو علّقت على عجل حاملةً توقيع "أخوة سامر التّرك وأصدقاؤه"، وكتب عليها: "أنت زعيمنا. الكلمة لكَ. معك حتّى آخر نبض. زعيمنا ونقطة عالسّطر".

يبدو جليّاً أنّ هؤلاء "الأصدقاء" صاروا قلّة قليلة في الطريق الجديدة، حيث أنّ "المستقبليين" حائرون ومربكون. بعضهم يبرّر للحريري فعلته، ويؤمن بنظريّة "الحريري مغلوب على أمره". لكن هناك من بين مناصري "المستقبل" من اختار ألّا يكون مع "الشيخ سعد" على "الحلوة والمرّة"، إذ يقول أحدهم: "نحن مع الشيخ، بس ضدّ عون".

تجلس سيدة من آل العرب في شارع العرب الذي حفظ الرئيس الشهيد رفيق الحريري أزقّته عن ظهر قلب. تطلب المرأة الخمسينيّة نرجيلة من أحد الشبّان وتجلس على ناصية الطّريق. تعارض عون لأنّ "بدنا شباب". تضحك قبل أن تضيف: "بدنا شاب حلاوة أفندي، لقلّو يؤبشني"! ولذلك، هي لا ترى أنّ عون يمكن أن يكون "فخامة فارس الأحلام"!

هنا، يندر إيجاد من يؤيّد عون. ومع ذلك تجد سراج الذي يُرحّب بانتخابه. يجاهر الرّجل الجالس على طاولةٍ موضوعة على أحد الأرصفة في الطّريق الجديدة، بحبّه لجاره القديم في النبعة. فيما يردّ عليه آخر بالقول: "عون عنصري".

على مقربة من هؤلاء، يجلس أبو علي في محلّه. هو ضدّ عون، إلّا أنّه يشير إلى أن البلد يكفيه فراغاً وجموداً اقتصادياً. للرّجل آماله الكبيرة على العهد الجديد. يبدأ بإيجاد فرص عمل مروراً بضمان الشيخوخة وصولاً إلى الكهرباء والمياه وإيجاد حلّ للنفايات. وبرغم ذلك، ينهي الرّجل حديثه بالقول: "أنا أثق أنّ لا شيء سيتغيّر".


أخبار متعلقة



جميع الحقوق محفوظة 2024