منذ 5 سنوات | لبنان / الحياة

فتح الشارع اللبناني على سلسلة تحركات، انطلاقتها كانت اليوم (الثلثاء) للمتقاعدين العسكريين رفضا لاجراءات محتملة قد تطال خفض رواتبهم، يليها اضراب غدا (الاربعاء) لهيئة التنسيق النقابية واعتصام في ساحة رياض الصلح، تزامنا مع انعقاد الجلسة التشريعية للبرلمان اللبناني، احتجاجا على المس برواتب الموظفين والمعلمين والمتقاعدين ضمن مشروع الموازنة العامة لسنة 2019.

نفذ عدد كبير من العسكريين المتقاعدين اعتصامات، وقطع طرق، واشعال اطارات في وقفات احتجاجية في نقاط عدة موزعة العديد من المناطق اللبنانية، كان ابرزها على الاوتوستراد الساحلي بين خلدة ومدخل الشوف الذي يربط العاصمة بالجنوب.


وحضر المتقاعدون بالمئات وقد عمدوا الى قطع الطريق بالكامل على الخطين بالاطارات المشتعلة لمدة نصف ساعة، ما شكل عجقة سير خانقة بين خلدة ومفترق دوحة الحص ومدخل الشوف، واجبر المواطنين الى الاحتجاز في سياراتهم وانتظار إعادة فتح الطريق بعدما تأخروا في الوصول الى مراكز عملهم وسير توجههم.


وألقى رئيس "الهيئة الوطنية للمحاربين القدامى" العميد المتقاعد مارون خريش كلمة باسم المعتصمين، أكد فيها أن "الاعتصام خطوة تحذيرية بالتزامن مع خطوات مثلها في عدد من المناطق، في اقفال الطرق لكي ننذر الحكومة ومجلس النواب والمسؤولين في الدولة بأنه ليس هكذا تصحح مالية الدولة وضرورة التراجع عن هذه الخطوة، لا بل إعادة اعطاءنا المحسومات علينا طيلة السنتين الماضيتين وتجزأة رواتبنا من امام أولادنا وأبناء الشهداء والمعوقين الذين خسروا أعضاء من أجسادهم واولادهم من اجل الوطن كي ينعم بالامن". وقال: "اذا تعدوا على رواتبنا فنحن والخدمة الفعلية يدا واحدة نطالب قائد الجيش أن لا يتراجع، لان ما جرى امر غير مسبوق واي تراجع فالعدو بالمرصاد لنا كي يدخل ويخرب الامن، رغم ان الجيش سيكون بالمرصاد لكل من يحاول التخريب. ندرس مع المتقاعدين الإداريين للاعتصام غدا معا في خطوة تحذيرية أيضا في ساحة رياض الصلح تزامنا مع انعقاد جلسة مجلس النواب". بعد ذلك، تمت إزالة الإطارات المشتعلة من وسط الطريق وإعادة فتح الطريق امام العابرين.


شكا - الكورة


وعلى المسلك الغربي للاوتوستراد في شكا نفذ العسكريون المتقاعدون وقفة احتجاجية بعنوان "كلنا صوت واحد"، بدعوة من رئيس الهيئة الوطنية للمحاربين القدامى العميد خريش، وذلك رفضا للمس بالرواتب التقاعدية واحتجاجا على اقتراح حسومات من رواتبهم. وتقدم المشاركين في التحرك العمداء علي عمر، بسام الايوبي وسليم طوق بالاضافة الى ضباط وعسكريين بالخدمة الفعلية ومتقاعدين.


وألقى العميد عمر كلمة قال فيها: "نحن اليوم في عرس وطني بامتياز، يوم الانتفاضة على قرارات تمس حقوق العسكريين المتقاعدين وفي الخدمة الفعلية، وتمس جميع موظفي القطاع العام. واليوم جئنا لنعبر عن مشاعرنا وقرارنا بكل قوة وجدارة وشموخ، لا للرضوخ، نعم للشموخ، جئنا لمنع اي تصرف او اي اقتطاع من حقوق العسكريين كانوا في التقاعد وفي الخدمة الفعلية".


وأكد "اننا كعسكريين متقاعدين قمنا بواجبنا في ساحات القتال وحمينا حدود لبنان من العدو الاسرائيلي، وقد دفعنا اثمان تضحيتنا هذه، ارواحنا ودماءنا. جئنا اليوم لنقول لا للرضوخ لهذه المخططات التي تحاك ضد الموظفين بشكل عام وضد العسكريين المتقاعدين وفي الخدمة الفعلية".


وتوجه الايوبي في كلمة ألقاها الى الامين العام للامم المتحدة مطالبا "بلجنة تحقيق دولية لاظهار العصابة التي تسيطر على الاجهزة القضائية والامنية لكشف السرقات التي اطاحت بالبلد على مدى عشرات السنين. وطالب نقابة محامي بيروت وطرابلس تشكيل لجنة لمتابعة الموضوع.


اما العميد طوق فحمل "السلطة السياسية والمسؤولين في الدولة مسؤولية المجزرة التي تحصل بحق العسكريين المتقاعدين وبالخدمة الفعلية"، لافتا الى ان "هذا التحرك هو تحذيري"، داعيا "السياسيين الى التراجع عن الفكرة التي يتداولونها لانها فكرة خيانية وتجويعية لشعب يسرق وينهب".


ثم تلا العميد عمر ابرز مطالب المتقاعدين "بدءا من عدم المس بالمعاشات التقاعدية او بالتعويضات المتممة لها في الخدمة الفعلية وفي التقاعد، لانه يعتبر مسا بالامن الاجتماعي لجميع اللبنانيين ووقف التجزئة على معاشات المتقاعدين وصرف كل المبالغ المقتطعة منها منذ تاريخ 21 آب (أغسطس) 2017. وطالب باصدار المراسيم اللازمة لانشاء الصندوق التقاعدي على الصعيد الوطني واحتساب التعويضات للذين تقاعدوا بعد تاريخ 1 شباط (فبراير) بإضافة سلفة غلاء معيشة المعطاة بموجب القانون رقم 63/2012".


وقطع عسكريون متقاعدون ايضا اوتوستراد الكورة عند مفرق كفر حزير لبعض الوقت.


طرابلس


وفي منطقة ساحة النور في طرابلس رفع العسكريون المتقاعدون اللافتات المنددة بالتعديات الحاصلة على حقوقهم، وبثوا الأناشيد الوطنية.


وناشدوا رئيس الجمهورية العماد ميشال عون أن "يوزع على مجلس النواب كتيبا يتضمن صور شهداء الجيش، ليعرف الجميع أننا لسنا أرقاما انما بشر قدمنا التضحيات ولدينا الجرحى والمعوقون"، لافتين الى "عدم قدرتهم على العمل في أي مجال آخر وإلى أنهم لن يلجأوا لا إلى الزعماء ولا إلى الشارع ليستجدوا لقمة عيشهم". كما طالبوا بـ"عدم المس برواتبهم والتي هي حق مكتسب، فالبعض استشهد والبعض الآخر أصيب باعاقة، فكيف يمكن لهم اكمال مسيرتهم؟".


وناشدت عوائل الشهداء في الجيش "الرئيس عون الوقوف الى جانبهم اليوم كما وقفوا الى جانبه خلال معاركه السابقة، ليكون معهم في السلم كما كانوا معه في الحرب".


صيدا - صور - ضهر البيدر شتورا - عاليه


وعلى اوتوستراد صيدا - صور في بلدة الغازية قطع المعتصمون الطريق بالاتجاهين، حاملين لافتات تطالب بحقوقهم، ومحذرين من المساس بها.


كما قطع عسكريون متقاعدون طريق ضهر البيدر شتورا، عند مفرق قب الياس احتجاجا على ما يحكى عن توجه لتخفيض مخصصاتهم. وقد عمل الجيش والقوى الامنية على تنظيم السير وتحويله الى داخل بلدة جديتا.


وكان قد قطع صباح اليوم معتصمون من المتقاعدين العسكريين، الطريق بالاطارات المشتعلة عند مفرق شويت بعد مستديرة عاليه باتجاه بيروت .


وأفيد من صور أن العسكريين المتقاعدين اعتصموا صباحا عند دوار البص في المدينة، استنكارا ورفضا لخفض رواتبهم ومستحقاتهم. وتحدث عدد من العسكريين فطالبوا "الدولة عدم المس برواتبهم والا سيكون هناك كلام اخر".


بعد ذلك توجه المعتصمون عبر حافلات الى نقطة الزهراني لمواكبة زملائهم من النبطية وبنت جبيل وحاصبيا الى الناعمة لملاقاة زملائهم.


لقاء بري - قائد الجيش


والتقى الرئيس بري اليوم قائد الجيش العماد جوزيف عون الذي نفي "اي علاقة للزيارة بمقترحات تخفيضية على التقديمات للعسكريين او بالتدبير الرقم ٣"، مؤكدا ان "الزيارة هي فقط للشكر على تعيين أعضاء المجلس العسكري".


أخبار متعلقة



جميع الحقوق محفوظة 2024