منذ 5 سنوات | أنت وطفلك / فوشيا

إن كان الطفل لا يُدرك ولا يعي معنى السرقة، فإن ذلك لا يُبرر سلوكه إطلاقًا، بل يستدعي الوقوف لمعرفة الدوافع وراء سلوكه، والطرق السليمة ليعود إلى صوابه، خشية تطور المسألة مع الوقت، فتصبح واحدة من صفاته، ويحدث ما لم يكن متوقعًا.

يسرقُ أدوات زملائه

عن الدوافع وراء سرقة الطفل لأدوات زملائه، أوضح اختصاصي التربية الخاصة إبراهيم بشارات أن خوف الابن الناتج عن قسوة أبويْه في التعامل معه، والخوف من معاقبته على أدواته التي يضيعها ولا يحافظ عليها، قد تضطره لسرقة أدوات زملائه كنوع من التعويض عما فقده، وحماية له من العقاب.

ويأتي الشعور بالنقص وغيرته من نظرائه الآخرين دافعًا للسرقة، خصوصًا عندما يشعر أنه أقل منهم، وبالتالي يضطر لسرقة ما ينقصه كي يتساوى معهم، ولا يشعر بأي فارق.

ولم يغفل بشارات صعوبة شعور الطفل بالحرمان المادي والعاطفي، فعندما لا تتوفّر النقود ليشتري ما يحتاجه، ولا يجد الدفء والاستقرار والرعاية من أبويْه، يلجأ للسرقة كنوع من معاقبتهما والانتقام منهما، وبذلك يلفت انتباههما لوجوده ولكن بطرق التفافية، بحسب بشارات.

وعلى النقيض من ذلك، يلعب الدلال الزائد للطفل المعتاد على تلبية على كل ما يريد، دورًا في اعتبار أن كل شيء ملكه ومن حقّه، وله أخذه من دون نقاش.

الحل

تكمُن بعض الحلول وفق بشارات، بتفتيش حقيبته عند عودته من المدرسة، وملاحظة ما إذا كانت بحوزته أشياء ليست له، وإن حدث ووجدت أمه شيئًا، عليها البدء بالاستفسار عن الغرض وسبب وجوده.

ينبغي عدم التسرع في الرد ولا التصرف بانفعال إن لم يكن تبريره مقنعًا، والأجدى إجباره بإرجاع هذه الأشياء إلى زميله والاعتذار منه، ويفضل في هذه الحالة مرافقته إلى بيت زميله من وجوب الحرص على عدم انتشار الخبر حتى لا يزعجه ويسيء له مستقبلاً، كما يرى بشارات.

وتابع، في حال كرّر فعلته، هنا يجب معاقبته بعيدًا عن العقاب الجسدي، وتوعيته بمضار السرقة وعواقبها الوخيمة والخطيرة عليه، كما أنه بفعلته قد تسبَّب لزميله بالحزن الشديد والمرض نتيجة فقدانه أحد أغراضه.

يجب تحديد مصروف ثابت له، ليشتري ما يحتاجه، وإذا احتاج لمبلغ أكبر، على أبويْه توصيته بعدم الطلب إلا منهما، وتجنّب الطلب من الآخرين.

وانتهى بشارات إلى ضرورة إعطاء الطفل الاهتمام والرعاية والتربية الحسَنة، ومساعدته على بناء علاقة ثقة مع عائلته والآخرين لأنها من أهم أجزاء العلاج، بالمقابل تجنُّب الإفراط في تدليله، فالدلال الزائد من العوامل التي تؤدي إلى إقدام الطفل على سلوكيات غير مُرضية إطلاقًا.


أخبار متعلقة



جميع الحقوق محفوظة 2024