منذ 5 سنوات | أنت وطفلك / فوشيا

إن التأكد من بقاء كل شيء في مكانه فهذا يعني النظام، وفرضه في الأسرة يساعد على توازنها، ومن دونه يبرز الكثير من الخلل في حياة العائلة.

وبالنسبة للأطفال، خصوصًا أولئك الذين لا يلتزمون بالنظام غالبًا ما يكونون مربكين وغير سعداء، وهذا ما يستلزم جهودًا كبيرة لتغييرهم، من خلال اتباع بعض الخطوات التي بيّنها أخصائي التربية الخاصة إبراهيم بشارات والمتعلقة بتعليم الطفل وتدريبه على النظام منذ صغره.

فيقول بشارات: "تبدأ عملية تعلّمه النظام من خلال اتفاق الأبويْن على الالتزام به وبالقوانين، دون تسامح الأم في موضوع معين، ثم يأتي الأب ويناقضها كليًا فيه؛ ما يعني عدم خضوع قوانين وروتين الأسرة للحالة المزاجية لهما. وجعل الشعار الدائم لتنظيم حياتهم جميعًا الاستمرارية والثبات، وعدم التغاضي عن فوضى طفلهما، والتنبيه عليه مرات عديدة كي يدرك ويتعود على ترتيب أموره وحده".

ومن الخطوات التي تساعده ليكون مرتّبًا ومنظّمًا، توجيهه بعد قيامه بالسلوك الفوضوي مباشرة إلى ممارسة السلوك الصحيح المناسب، وربط عمله بالمتعة ليصبح وقْعه على النفس أفضل، فإذا شعر بأهميته وبأنه عمل ممتع، فإنه يداوم عليه دائمًا.

البدء بأبسط الأمور

ويرى بشارات أن ذلك يتم من خلال تعويده على النظام خصوصًا فيما يتعلق بالروتين البسيط في حياته كمواعيد الاستيقاظ من النوم، وترتيب غرفته، وأغراضه الخاصة، وكتبه المدرسية؛ ما يؤسس لديه حب النظام ويجعله قادرًا مع الوقت على تنظيم حياته بأكملها.

ويضيف، إذا قامت الأم بترتيب دوري للخزانة بمصاحبته ليتعلم كيفية ترتيبها وتنسيقها، فإن قيامه بذلك لوحده في الأيام القادمة، يوفر عليه وعليها الكثير من الوقت.

ولا بد من الأخذ بعين الاعتبار العمر الزمني للطفل، فلو كان دون الخمس سنوات فهو يتميز بالنشاط الزائد والتشتت في النظام، ولكن مع الوقت وبالتدريج يمكن صقل شخصيته إيجابًا، ويصبح قادرًا على تنظيم أمور حياته.

وباعتقاد بشارات، سينعكس تعلّمه النظام على الكثير من جوانب حياته، ولو بأبسط الأمور أو أعقدها.


أخبار متعلقة



جميع الحقوق محفوظة 2024