منذ 5 سنوات | أنت وطفلك / فوشيا


تشعرُ الأم بالحيرة والغضب أحيانًا، عندما تُقدّم طبقًا من الطعام لطفلها، ويرفضه متذرعًا بكلمات بسيطة مثل "لا أحبه".

وهنا، تتساءل الأم هل هو فعلًا لا يستطيع تناوله، أم أنه "دلع" ومحاولة للفت الانتباه لا أكثر؟.

حول ذلك؛ تقول الخبيرة التربوية الدكتورة أمل بورشك:"الصبر وسعة الصدر ومتابعة ما يتناوله الطفل هو مفتاح الحل، فيجب التأكد من حصوله على القيمة الغذائية، وأخذ حاجته من الطعام، وتأكدي من دقة تشخيصك وأنك لا تبالغين، واحرصي على تنويع ما تقدمينه، وتأكّدي من تشخيصه طبيًا قبل استباق الحكم عليه وتأكّدي من سلامته الصحية والنفسية".

كيف تُحبّب الأم طفلها بأصناف الطعام؟

وتضيفُ الدكتورة بورشك لـ"فوشيا"، بأنه يجب تنويع الأطعمة وذكر فوائدها، وتقديمها بطريقة مُحببة، وكذلك الابتعاد عن الأشخاص المتذمّرين إن وُجدوا في العائلة لأن الأطفال يُقلّدون من حولهم.

وبحسب بورشك، من الأمور التي تساعد على حل المشكلة قيام الأم باصطحاب الطفل في نزهة وإشراكه كذلك في عملية الشراء وإعداد الأطباق السهلة، فيما عليها أيضًا البحث عن الوجبات المتّزنة غذائيًا مع الابتعاد عن الحلويات قدر الإمكان والسماح للطفل بتناول المقرمشات ما بين الوجبات، والسماح كذلك له باللعب أثناء تناول ما هو مفيد وفقًا لرغبته ودون إجباره.

وتقول: "إنه يُمكن خلط الأطعمة التي لا يتقبّلها الطفل ضمن وجبات غذائية يُحبها، وجعله يتناولها مثلًا مع مجموعة من الأطفال فربما هذا يُشجّعه على تقبلها، ويتخلّص من الخوف من تذوقها".

وتُحذّر بورشك من إعطاء الطفل علاجات لفتح الشهية بهدف أن يتقبّل تلك الأغذية التي لا يُحبها، إلا بعد استشارة الطبيب وموافقته. 

وتُوجّه الدكتورة بورشك رسالةً إلى الأمهات بعدم اليأس والصبر، كما أكّدت أن عليهن القراءة عن تجارب الأمهات الأخريات في الأمر نفسه، وعليهن التذكر بأن الأطفال يتغيرون من وقت لآخر.

إن امتنع طفلك عن تناول جميع أصناف اللحوم.. ماذا تفعلين؟

وتقول بورشك إن هناك الكثير من الأشخاص لا يحبون اللحوم مثلًا، ولم يحدث لهم شيء، ويمكن تعويض ذلك بالبقوليات أو مكونات الألبان والأجبان، لذا عليها تقبّل رغبات طفلها.

وتُوضّح: "الطفل يمر عادة بمرحلة من العناد غير المقصود، ولكن إصرار الأم وإجباره يزيده عنادًا، اتركيه على راحته، وخففي من القلق لديك، فالطفل عندما يجوع يأكل وفقًا لرغبته وحاجته الشخصية، وتذكّري أن معدته صغيرة، فلا داعي لمقارنة سلوك طفلك بكل ما يُكتب من نظريات، فكل طفل له بصمته الخاصة به، وله عالمه المميز عن الآخرين، وابحثي عن بدائل غذائية مُعوِّضة".

وتُشدّد الدكتورة بورشك على أن هناك الكثير من الأطفال يُقلّدون كل من حولهم بالسمع والنظر والممارسة، ولا يخلو منزل من وجود كبار يُحدّدون ما يُحبون وما لا يُحبون والطفل يُقلّدهم ببساطة.

وطالبت الأمهات بدراسة سلوكهن وسلوك من حولهن في التعامل مع الغذاء، وذلك قبل أن تطلب من طفلها أي شيء.

وتعتبرُ بورشك أن الانتقائية أصبحت ظاهرة منتشرةً بكثرة بين الأطفال بسبب "الدلال" الزائد، ووفرة الطعام، مؤكدةً أن الانتقائية بحسب الدراسات ليست حالة مرضية، بل هي مرحلة عادية يمر فيها الكثير من الأطفال، لكن إصرار الأم وخوفها عليه يُفاقم الموضوع، ولو تركت الأم الأمور لطبيعتها، سيتغيّر الطفل بعد حين.





أخبار متعلقة



جميع الحقوق محفوظة 2024