منذ 5 سنوات | أنت وطفلك / فوشيا

تعاني الكثير من الأمهات جراء عناد طفلها، وعدم سماعه لتوجيهاتها؛ فتلجأ إما لعقابه أو وعده بتحقيق الأمور التي يحبها إذا التزم الأدب وأطاع الأوامر.

وهذا ما ينعكس عليها سلباً، إذا لم تتمكن من الإيفاء بوعودها له، فتصبح هذه الوعود بالنسبة له كاذبة، وتُفقده ثقته بأمه مع الوقت.

ردة فعل الطفل

توضح أخصائية تربية الطفل سيرسا قوفبز أن وعد الطفل بشراء الألعاب أو الملابس التي يحبها، كي يتوقف عن سلوك معين، ومن ثم لم تفعل أمه ما وعدته به، حتمًا وكردة فعل طبيعية، وكنوع من الندّية، قد يصبح الطفل عصبيًا ومعانداً لتعاليمها، وكأن له الحق في ذلك لطالما لم تف بوعودها.

وهذه المسألة، كما ترى قوفبز، تتطلب منها الحرص والاهتمام فيما تقوله أمامه، فهو كآلة التسجيل يسجل ما يسمعه منها بدقة ولا ينساه، وهذا ما يدعوها لشرح الأسباب وراء تأخرها في إيفاء وعودها، وأنها سوف تشتريها عندما تسنح لها الفرصة، على أن تلتزم بذلك فعلاً، وفق قوفبز.

سلبية وعودها وإيجابيتها

نوّهت الأخصائية إلى عدم جدوى كثرة الوعود مع الطفل، الذي مع الوقت لن يلتزم بالأدب والأوامر إلا إذا قدمت له أمه مقابل ضبطه هدايا ومكافآت؛ ما يعني مقابل إطاعة أوامرها هناك شيء تقدمه له، وفي هذا معاناة وتكلفة مادية حقيقية، وصولاً إلى صعوبة التزامها معه في كل مرة.

وإن كان لإيفائها بالوعد أي إيجابية، فهو بتعزيز صفة الصدق والثقة بين الأم وطفلها، بصورة تنعكس عليهما مستقبلاً؛ فهي بالنسبة له أمّ صادقة، وهو طفل ملتزم بالأوامر ويسمع الكلام.

والأجدى من كل هذا، وفق قوفبز، تخصيص لوحة بتصرفاته الصحيحة والخاطئة، ومن ثم تجميعها آخر الشهر، فإذا كانت الصحيحة هي الغالبة، يمكنها شراء هدية صغيرة له، وبتلك الطريقة توجهه للسلوكيات السليمة بصورة أكبر، وبعكس ذلك، لا وعود له.

تلك التصرفات هي التي تعلّمه وتربّيه بطريقة غير مباشرة منذ صغره، حتى وإن كانت غير مدروسة وبشكل عفوي، لكنها تترك أثرًا كبيرًا عنده.


أخبار متعلقة



جميع الحقوق محفوظة 2024