منذ 5 سنوات | العالم لبنان / Independent

بالتزامن مع هبوط طائرة "هركولس C-130" الأميركية في قاعدة "حتسور" التابعة لسلاح الجو الإسرائيلي وعلى متنها 300 جندي أميركي، استعداداً لإطلاق التدريبات المشتركة بين الجيشين، الأحد المقبل، كشف الجيش الإسرائيلي عن انتهاء تدريبات نوعية بمشاركة سلاحَيْ البر والجو، في منطقة غور الأردن، على احتمال وقوع حرب مفاجئة بين لبنان وإسرائيل، سيحتل فيها الجيش الإسرائيلي مناطق في لبنان ويواجه كمائن لمقاتلي حزب الله. هذه التدريبات استمرت أسبوعاً وشارك فيها أكبر ألوية سلاح البر، لواء "جفعاتي"، الذي تدرب طاقمه كله بمشاركة قوات المدرعة والهندسة والمدفعية ووحدة الكلاب الخاصة، التي سيستخدمها الجيش الإسرائيلي في حربه لكشف مقاتلين في الأنفاق أو داخل الكمائن. وساند سلاح الجو التدريبات، خصوصاً من حيث التدرب على احتمال حصول عمليات هبوط ليلية ونهارية.

وحرص الجيش الإسرائيلي على ربط نوعية هذه التدريبات باحتمال وقوع الحرب في فصل الربيع، إذ أخذ في الاعتبار احتمال حصول المواجهة في أحوال جوية معقدة. وفي بيانه، أوضح الجيش الإسرائيلي أن قادة عسكريين كان لهم قسط في التدريب، خصوصاً في ما يتعلق بـ "احتلال مناطق وتطهيرها وإجلاء جرحى وقتلى من الجيش تحت النيران". واستخدم الجيش في تدريباته المركبات المدرعة، من بينها نوع "نمير"، وهي من الدبابات التي خذلت الجيش الإسرائيلي في حرب لبنان عام 2006، لكنه أجرى عليها تحسينات وأدخل صنفاً جديداً منها سيستخدم في شكل مكثف خلال أي حرب متوقعة في الشمال.

التدريبات...الأكثر تعقيداً

وقال عوديد باسيوك، قائد لواء "جفعاتي"، إن هذه التدريبات هي أكثر التدريبات التي يجريها الجيش الإسرائيلي في السنوات الماضية تعقيداً، إذ كانت تتطلب تدريباً مكثفاً على الصمود في أرض المعركة. الإعلان عن انتهاء التدريبات جاء بعد أسبوع من تصريح مسؤولين عسكريين وأمنيين في إسرائيل بأن قواعد اللعبة مع لبنان تغيرت، إذ تقرر أن يكون إندلاع الحرب مع لبنان مفاجئاً. وكان الرئيس السابق لأركان الجيش غادي أيزنكوت أعلن، في يناير (كانون الثاني) الماضي، أن هذه القواعد تغيرت ليس بسبب الوجود الإيراني في لبنان فحسب، إنما بسبب كشف الأنفاق أيضاً. وألمح عسكريون إلى أن مخططات إسرائيل تجاه الحدود اللبنانية والسورية تتم بتنسيق ودعم أميركيين، إذ يتوقع أن تشتعل نيران الحرب في لبنان، ثم تمتد إلى سوريا وغزة.

المواجهة مع حزب الله إحتمالية عالية

وتوقع عسكريون وأمنيون إسرائيليون أن تشكل التدريبات التي يجريها الجيش الإسرائيلي تحدّياً أمام رئيس الأركان الجديد، أفيف كوخافي. واعتبر البعض أن المواجهة العسكرية مع حزب الله في لبنان هي سيناريو ذو احتمالية عالية، إذ إن محاولة القضاء على تهديد إسرائيل بالصواريخ الكثيرة لا تنتمي إلى صنف الحروب الصغيرة، وهذا ما سيدفع إسرائيل إلى بذل جهود كبيرة للحفاظ على قدراتها العسكرية وتحسينها. وأشار مسؤول عسكري إلى أن سيناريو الحرب مع لبنان يستوجب قوة اجتياح كبرى تتجاوز استخدام سلاح الجو إلى استخدام قوة برية كبيرة.

بالإضافة إلى ذلك ستنطلق، الأحد، تدريبات "جونيفر فالكون 2019"، المشتركة بين الجيشين الإسرائيلي والأميركي، وتستمر حتى 14 فبراير (شباط) الحالي. ووفق ما نُقل عن عسكريين إسرائيليين، فإن هذه التدريبات تهدف إلى تعزيز التعاون والتنسيق المتبادل بين الجيشين وتحسين الجاهزية الدفاعية في مواجهة تهديدات مختلفة، كما تهدف إلى توسيع التعاون الاستراتيجي العميق بينهما.


أخبار متعلقة



جميع الحقوق محفوظة 2024